أمريكا، روسيا الصين وأوروبا: الحرب الأخرى في .. الفضاء

 

أعلن مدير وكالة الفضاء الروسية، دميتري روغوزين، أن الولايات المتحدة وروسيا بدأتا مفاوضات حول الرحلات العابرة إلى محطة الفضاء الدولية بعد صدور قرار الحكومة الروسية.
وقال روغوزين لوكالة سبوتنيك: “بالطبع . تجري [المفاوضات] عبر خط وحدة الملاحة الفضائية المأهولة في شركة “روسكوسموس” الحكومية التي يترأسها سيرغي كريكاليف”.
وكانت الحكومة الروسية قد أصدرت في منتصف يونيو قرارا حول إجراء مفاوضات بين “روسكوسموس” و”ناسا” حول الرحلات العابرة إلى محطة الفضاء الدولية.
الى ذلك، بدأ بالفعل اختيار رواد فضاء من بيلاروس للانطلاق في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية، حسبما ذكرت وكالة أنباء ((ريا)) نقلا عن ديمتري روغوزين المدير العام لشركة الفضاء الحكومية الروسية روسكوزموس. وقال روغوزين إن الاختيار سيستغرق شهرين على الأقل ومن المتوقع الانتهاء منه في بداية الخريف. وفي وقت سابق، ذكرت روسكوزموس أن الأكاديمية الوطنية للعلوم في بيلاروس أرسلت قائمة تضم 29 مرشحا. ومن المقرر أن تنطلق الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية في خريف عام 2023 على متن المركبة الفضائية الروسية “سويوز إم إس”. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أصدر، خلال زيارة قام بها إلى قاعدة فوستوشني الفضائية في 12 أبريل،تعليمات إلى روسكوزموس بتنظيم رحلة لرواد فضاء من بيلاروس إلى الفضاء على متن مركبة فضائية روسية، حسبما أفاد التقرير.

رواد فضاء “شنتشو-13” الصينيون

وفي اصلين، التقى رواد الفضاء الثلاثة لمهمة سفينة الفضاء الصينية “شنتشو -13” بالصحافة والجمهور يوم الثلاثاء ، في أول ظهور لهم بعد عودتهم إلى الأرض في شهر أبريل الماضي. وخلال المؤتمر الصحفي الذي ع قد في بكين، وصف جينغ هاي بنغ، رئيس فيلق رواد الفضاء، خطط التعافي والمتابعة لطاقم “شنتشو -13”. وقال جينغ، إن رواد الفضاء أكملوا مراحل الحجر الصحي والاستشفاء، وتحولوا إلى مرحلة المراقبة. وفي الوقت الحالي؛ فإنهم في حالة بدنية وعقلية جيدة مع نتائج فحص طبي طبيعية. وأضاف جينغ أن أفراد الطاقم استعادوا وظائف القلب بشكل أساسي، بينما تعافت قوة عضلاتهم وقدرة تحملهم وكثافة عظامهم بشكل جيد. وقال جينغ إن رواد الفضاء الثلاثة سيستأنفون تدريبهم المنتظم بعد الانتهاء من التقييم الصحي. وتم إطلاق سفينة الفضاء “شنتشو-13” في 16 أكتوبر 2021، وأ رسل على متنها: تشاي تشي قانغ، ووانغ يا بينغ، ويه قوانغ فو، إلى الوحدة الأساسية لمحطة الفضاء الصينية تيانخه، حيث مكثوا هناك لمدة ستة أشهر، ما سج ل رقما قياسيا جديدا لمدة بقاء رواد الفضاء الصينيين في الفضاء. وعاد رواد الفضاء المذكورون إلى الأرض بأمان في 16 أبريل 2022. وأكمل رواد الفضاء الثلاثة سلسلة من التجارب العلمية المبتكرة والرائدة وتطبيقات الفضاء في حالة من جيدة من المعيشة وصفها الرواد بـ “الشعور بالرضا”. وفي هذا السياق؛ قال تشاي تشي قانغ، أول رائد فضاء صيني يقوم بالسير في الفضاء، وي نفذ أنشطة خارج المركبة أكثر من أي رائد فضاء صيني آخر. قال إن حالة “الشعور بالرضا”، سواء في الفضاء أو أثناء التدريب، يستفيد من تطوير مساعي الفضاء المأهولة في البلاد. أما وانغ يا بينغ، فتعتبر أول رائدة فضاء صينية تقوم بالسير في الفضاء خارج المركبة، وأول “معلمة فضاء” في البلاد، تنقل المعلومات حول الموضوعات المتعلقة بالفضاء إلى الشباب. وتتوقع أن يشارك الشباب في بناء محطة الفضاء الصينية. تعتبر مهمة “شنتشو -13” أول مهمة فضائية لرائد الفضاء الصيني يه قوانغ فو، الذي قال إن محطة الفضاء الصينية ترحب برواد فضاء أجانب. وقال رواد الفضاء الثلاثة إنهم مستعدون دائما للعودة إلى الفضاء مرة أخرى.

صاروخ لـ”ناسا” …
في أستراليا

ودخلت أستراليا الى ساحة السباق، باقلاع رحلة فضائية لوكالة الفضاء الأميركية (“ناسا”)، من منطقة آوتباك النائية والقاحلة في أستراليا هي الأولى لها من موقع تجاري خارج الولايات المتحدة وتشكل تاليا لحظة “تاريخية” لقطاع الفضاء الأسترالي.وهذه الرحلة هي الأولى من ثلاث من المقرر أن تقلع من مركز أرنهايم الفضائي (شمال أستراليا). وانطلق الصاروخ الذي يحمل تلسكوبا فضائيا صغيرا و ص ف بأنه “ميني هابل” من القاعدة ليصل إلى ارتفاع 350 كيلومترا .
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “إكواتوريال لونش أستراليا” مايكل جونز لوكالة فرانس برس قبل إقلاع الصاروخ إنها “لحظة تاريخية بالنسبة للشركة” التي تمتلك موقع الإطلاق الواقع في أقصى شمال الجزيرة وتتولى إدارته، لكن اعتبر أنها “تاريخية أيضا بالنسبة لأستراليا”.
ووصف جونز إقلاع الصاروخ الأحد بمثابة إعلان صناعة الفضاء الأسترالية عن نفسها، مبديا ارتياحه إلى فرصة العمل مع “ناسا”.
وكان انطلاق صاروخ شبه المداري هذا أرجئ مرات عدة بسبب الأمطار والرياح، وتهدف مهمته إلى درس الأشعة السينية المنبعثة من نجمي “ألفا سنتوري” (أ وب) اللذين يشكلان معا نجما ثنائيا .
ويفترض أن يتولى المسبار الذي يطلقه الصاروخ بعد وصوله إلى ذروته تسجيل البيانات المتعلقة بالنجم الثنائي قبل أن يهبط إلى الأرض بواسطة مظلة.
واعتبرت “ناسا” أن مهمة المسبار توفر معلومات فريدة عن أنظمة شمسية أخرى وفرصا جديدة للعلماء.
وقالت مديرة قسم الفيزياء الشمسية في “ناسا” نيكي فوكس وخلال شرحها المهمة في واشنطن “نتطلع إلى التمكن من إطلاق رحلات علمية مهمة من النصف الجنوبي للكرة الأرضية لمراقبة أهداف لا يمكن رؤيتها من الولايات المتحدة”.
وأعلن جونز أن موعد الإطلاق التالي هو الرابع من يوليو.
وهذا الصاروخ هو الأول لوكالة “ناسا” ينطلق من أستراليا منذ عام 1995. ورأى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أنها بداية “حقبة جديدة” للصناعة الفضائية في بلده.

صاروخ “أريان 5” …. يعيد أوروبا إلى الفضاء

أوروبيا، نجح صاروخ “أريان 5” في وضع قمرين اصطناعيين للاتصالات في المدار، ما سمح لأوروبا بالعودة إلى الفضاء بعد أشهر من الانقطاع الناجم عن توقف عمليات الإطلاق عبر مركبات سويوز الروسية.
فقد أقلع الصاروخ من مركز كورو للفضاء في غويانا الفرنسية، بعد توقف دام 45 دقيقة للعد التنازلي لإجراء عمليات تدقيق فنية، على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وحمل الصاروخ القمر الاصطناعي “مياسات-3دي” التابع لشركة الاتصالات الماليزية “مياسات”، و”جي سات 24” الذي تديره الذراع التجارية لوكالة الفضاء الهندية، على ما أعلنت “أريان سبايس” و”أريان غروب” في بيان مشترك.
القمران الاصطناعيان اللذان يبلغ مجموع حمولتهما 9,8 أطنان، مخصصان لخدمات الاتصالات والبث التلفزيوني عبر الأقمار الاصطناعية. وسيكون مياسات-3دي” قادرا أيضا على توفير خدمات اتصال إنترنت عالي السرعة، وستستخدمه وكالة الفضاء الكورية الجنوبية لتحسين إدارة حركة الملاحة الجوية في البلاد.
بعد أكثر من 28 دقيقة من بدء العملية، أطلق الصاروخ القمر الاصطناعي مياسات-3دي” على ارتفاع 1200 كيلومتر تقريبا، ثم أطلق بعد 12 دقيقة القمر الاصطناعي “جي سات 24” فيما كان الصاروخ فوق المحيط الهندي على علو 3800 كيلومتر.
ومن مدارات “النقل الثابت بالنسبة للأرض”، سيصل القمران الاصطناعيان إلى موقعهما على بعد 36 ألف كيلومتر تقريبا من الأرض حيث سيبدآن مهمتيهما. ويبلغ العمر المتوقع لـ مياسات-3دي” أكثر من 18 عاما، فيما يصل لدى “جي سات 24” إلى 15 عاما.
هذا الإطلاق هو الثاني من مركز غويانا الفضائي هذا العام، وهو الأول منذ آخر إطلاق لصاروخ سويوز الروسي من كورو في 10 شباط/فبراير، إذ أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى قطع أي تعاون أوروبي مع روسيا، كما حرم قاعدة كورو من ثلاث عمليات إطلاق لصواريخ سويوز كان مخططا لها أساسا في عام 2022.
ولا يزال يتعين على وكالة الفضاء الأوروبية، المسؤولة عن برامج الإطلاق الأوروبية، ضمان إطلاق صاروخين من طراز “أريان 5” وصاروخين من نوع فيغا الأصغر من صاروخ أريان، بحلول نهاية العام.

“جيمس ويب” و “أبعد صورة” للكون

وفي سياق ذي صلة، تعتزم وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” الكشف في 12 يوليو عن “أبعد صورة التقطها لكوننا على الإطلاق” التلسكوب الفضائي “جيمس ويب”، على ما أعلن الأربعاء رئيس الوكالة بيل نيلسون.
وقال نيلسون في مؤتمر صحافي عقده من معهد مراصد علوم الفضاء في بالتيمور الذي يشكل مركز عمليات لـ”جيمس ويب”، إن الصورة “تظهر أبعد ما تمكنت البشرية رصده سابقا “.
و”جيمس ويب” هو مشروع تبلغ قيمته 10 مليارات دولار وأ طلق بنجاح في كانون الأول/ديسمبر، فيما هو حاليا على بعد مليون ونصف مليون كيلومتر من الأرض.
ويتمتع التلسكوب بقدرة رصد ظواهر فضائية أقدم من تلك التي استطاعت التلسكوبات رصدها بفضل مرآته الرئيسية الضخمة وأدواته التي تلتقط الإشارات تحت الحمراء ما يتيح له الرصد عبر سحب الغبار.
وأشار نيلسون إلى ان التلسكوب “سيكتشف الأجسام الموجودة في النظام الشمسي بالإضافة إلى الأغلفة الجوية للكواكب الموجودة خارج المجموعة الشمسية والتي تدور حول نجوم أخرى، ما يوفر لنا مؤشرات عما إذ كانت أغلفتها الجوية مماثلة لغلاف الأرض”.
وتابع “من شأن هذه المعطيات أن تجيب على عدد من تساؤلاتنا أبرزها من أين أتت البشرية؟ وهل من كائنات أخرى؟ ومن نحن؟ هذا بالإضافة إلى توفير أجوبة نجهلها على عدد من الأسئلة”.
ويتوقع خصوصا أن يجعل التلسكوب ممكنا مراقبة المجرات الأولى التي تشكلت بعد بضع مئات ملايين السنين فقط بعد الانفجار العظيم، بالإضافة إلى الكواكب الموجودة خارج المنظومة الشمسية.
وبفضل عملية إطلاق ناجحة تولتها شركة “أريان سبايس”، وهي شريكة ناسا في مشروع التلسكوب، سيتمكن “جيمس ويب” من العمل لعشرين سنة، وهو ضعف ما كان متوقعا له، على ما قالت نائبة رئيس ناسا بام ميلروي .
ومن المقرر الكشف في 12 يوليو عن أول صور يلتقطها “جيمس ويب” بتقنية التحليل الطيفي لكوكب بعيد خارج المنظومة الشمسية.
وتشكل المطيافية أداة تتيح معرفة التركيبة الكيميائية والجزيئية للأجسام البعيدة، وتساعد في تحديد غلاف الكوكب الجوي أو رصد وجود الماء فيه أو تحليل تربته.
وأشار عالم الفلك في معهد مراصد علوم الفضاء نيستور إسبينوزا إلى أن التحاليل الطيفية للكواكب خارج المنظومة الشمسية كانت حتى اليوم محدودة جدا ، مقارنة بقدرات “جيمس ويب” في هذا المجال.
وقال في شأن التكنولوجيا الحالية “هي أشبه بالتواجد في غرفة مظلمة جدا في ظل عدم وجود سوى ثقب صغير يمكن النظر عبره”. وأتاح التلسكوب الجديد “فتح نافذة ضخمة توفر رؤية التفاصيل الصغيرة كلها”.


بتاريخ : 02/07/2022