تشدُّ الجزائر أنظار العالم، يومه الجمعة، تحسبا لمظاهرات ضخمة دعت إليها جهات رافضة للعهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
ومن المتوقع، حسب الداعين للتظاهر، خروج 20 مليون جزائري من أجل المطالبة برحيل الرئيس بوتفليقة عن الحكم، وعدم إجراء انتخابات يكون مرشحا فيها.
وقد التحقت فئات عريضة، منذ منتصف فبراير الماضي، بـ «غضب» الشارع، إذ شل الطلاب والتلاميذ الحركة بالجامعات والمدارس، وقامت مسيرات طيلة الأسابيع الماضية. ويراقب العالم ما يحدث بحذر شديد لما تشكله الجزائر من موقع جغرافي إفريقيا ومغاربيا، وكونها توجد في منطقة ساخنة من جهة الساحل، وتنشط فيها خلايا إرهابية خطيرة تهدد أمنها، بالإضافة إلى الاحتقان الاجتماعي والسياسي ووضعية الرئيس الصحية الصعبة.
وطالبت الخارجية الأمريكية والمفوضية الأوروبية السلطات الجزائرية باحترام حق التظاهر، ويأتي ذلك تزامنا مع استمرار المظاهرات في مختلف المدن الجزائرية.
وفي تطور لافت أعلنت الجمعية الوطنية لمجاهدي التسليح والاتصالات العامة «مالغ» عن دعمها للحراك الشعبي المناهض للعهدة الخامسة. وأكد «المالغ» في بيان «أنه أمام هذه الوثبة التي لا يمكن مقاومتها، وهذه الإرادة المعبر عنها، لم يبق مكان للتأخير والمناورات من أجل استمرار نظام وصل إلى نهايته، ويهدد بجر البلاد نحو المغامرة والأخطار الكبرى».
وختم البيان قائلا: «بهذا التجند الذي لم يسبق له مثيل، الشعب انتخب بالرفض التام والقاطع للعهدة الخامسة وكل ما يصاحبها».
وفي محاولة أخيرة اقتحم المحامون الجزائريون كل الحواجز ودخلوا المجلس الدستوري من أجل تقديم عريضة قانونية قد تكون آخر محاولة لأجل حل قانوني عبر المجلس المختص، غير أن النقيب عبد المجيد سليني من العاصمة والنقيب أحمد بن عنتر من بومرداس تحفظا عن إيداع بيان المنظمة بعدما تم استقبالهما من طرف موظف في المجلس الدستوري عوضا عن رئيسه.
وكان من المفروض أن يعقد المجلس الشعبي الوطني أمس جلسة الأسئلة الشفوية الموجهة للحكومة، إلا أن قاعة الجلسات كانت شبه فارغة سواء من نواب المعارضة أو الموالاة.
وتداول جزائريون عشرات الفيديوهات تظهر قيامهم بالاتصال بمستشفى جنيف حيث يتواجد رئيس الجمهورية، وسئل نيكولا دو سوروس مدير المستشفى إن كانت مؤسسته قدمت الشهادة الطبية التي أودعها عبد العزيز بوتفليقة في ملف ترشحه، فكان رده «لم نقدم شهادة من هذا النوع».
وفي فيديو متداول في منصات التواصل الاجتماعي، طالب المجاهد وقائد الولاية الرابعة التاريخية، لخضر بورقعة، كل المترشحين بالانسحاب من الرئاسيات، كما ناشد أحمد قايد صالح، قائد أركان الجيش والعسكريين للاصطفاف إلى جانب الشعب.
وجاء في تصريحات المجاهد «أتمنى أن يكون الجيش الوطني الشعبي في مستوى الظرف الحالي الذي يمكن اعتباره حاسما». مضيفا «أطلب من قائد الأركان وكل العسكريين الاصطفاف إلى جانب الشعب وإنقاذ الأمة»، وحث المترشحين للرئاسيات للانسحاب من السباق، كما طالب المتظاهرين بمواصلة مسيراتهم بطريقة سلمية ومتحضرة.