تأبين بطعم الوفاء لرجل مناضل تقدمي فقدته أسفي مؤخرا ..لم يتأخر أبناء المدينة في تكريم ذكرى الرجل ..بحضور حزبه الاتحاد الاشتراكي وهيئىة المحامين وشبكة المقاهي الأدبية والمنظمة المغربية لحقوق الانسان وجمعية ذاكرة ..
وجوه حضرت واجتمعت في مكان واحد ..تتكلم وتسترجع الذكريات لن تتاح الفرصة لهذه اللمة إلا لماما…..لكن امحمد الشقوري له هذه القدرة حتى وهو قد رحل ..أبناء أسفي وأطرها .. ورجالاتها الذين أثبتوا علو كعبهم في مجالاتهم المهنية وقدموا صورة بهية عن وجه مدينة تاريخية ووجهها الحضاري .
حضر السفير المكي كوان الرئيس المنتدب لجمعية ذاكرة صاحبة المبادرة في تنزيل أمسية وفاء حقيقية لرجل قل نظيره، مع شركائها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هيئة المحامين، النقابة الوطنية للصحافة المغربية، المنظمة المغربية لحقوق الإنسان وشبكة المقاهي الأدبية في المغرب.
اللقاء الذي حاول تجميع صورة تكريم وتأبين يقوم به الأوفياء الحقيقيون لذكرى النقيب امحمد الشقوري، انطلقت فقراته بكلمات وازنة ، رجل مثل السفير المغربي السابق المكي كيوان الذي أصر على حضور الأمسية احتراما لشخص الراحل الذي كان من مؤسسي ذاكرة و من الذين رافقوا بعضهم في مراحل الصبا والدراسة إلى أن توزعت بهذا الجيل السبل وعادوا وسيعودون يوما إلى المدينة التي أنجبت الجميع.
حضر المؤرخ والكاتب حميد التريكي رغم مرضه .لكن بمشيته المتثاقلة كان يبدو أنه مصر على اللحاق بجمهرة الحاضرين واقتسام تفاصيل هذه اللحظة..بالإضافة إلى أطر ومثقفي أسفي.
الأمسية افتتحت بتقرير مصور أنجز بكل حرفية وعمق وزاوية نظر لا تخطئ التفاصيل التي ظل الشقوري صانعا لها. وثائقي أبدع مخرجه في تبريز سيرة حياة الراحل، وظلت الصور تتتالى على الحضور مثل شريط سينمائي يوثق لمسيرة الراحل.
الشهادات والكلمات كانت صادقة، حيث توالى على منصة الحديث مسؤولو الإطارات المشاركة والمنظمة، النقيب عبد الحق برايس الذي عاد بالحضور إلى صورة المحامي والنقيب..وكم شرح في كلمته الهادئة التاريخ المشترك الذي جمعه بالرجل لما جاء محاميا متمرنا ولما صادف فترة الشقوري كنقيب.
كلمة المنظمة المغربية احتفت بمسار الرجل الحقوقي وكيف كان من جيل التأسيس الذي لا يمكن مسح ولا نكران ما قام به الراحل في هذا المضمار الحقوقي .
من بين الكلمات، جاء ممثلو شبكة المقاهي الأدبية التي حضر رئيسها عبد الحق أقشاني ليشارك اللمة تفاصيل التأبين، بكل العرفان والتقدير للرجل العصي على النسيان.
النقابة الوطنية للصحافة المغربية كانت لها كلمة أفرد فيها بكل صدق ممثلها كل التفاصيل التي جمعته بالرجل..
أمسية الوفاء تخللتها شهادات صادقة من عائلة وأقارب المرحوم جاءت كلها منوهة بمناقبه ، مستحضرة للعلاقات والمواقف التي جمعتهم بمثقف ومناضل حقيقي، كما كلمة الكتابة الإقليمية التي ألقاها الكاتب الإقليمي للاتحاد الاشتراكي في أسفي عبد الرحيم حراف باسم كل الاتحاديين في المدينة، عربون وفاء لرجل ناضل وانتصر للفكرة الوطنية والتقدمية .
الأمسية جملها حضور وصلات من فن المديح والسماع بعتباته الأندلسية ، كان يعشقه الشقوري، نظم إيقاعاتها الحاج عبد المجيد بوزوادة وصحبه الذين أبدعوا في ترسيخ كلمات تليق بقدسية اللحظة .
حفل تأبين كان في مستوى وقيمة الرجل، وفي احترام عميق للحضور ونوعية الحضور وقيمة الشهادات التي ألقيت في هذه الليلة.