ثرثرتُكَ ليلاً، كأنّها نغمٌ
كأنّها، الليلُ ذاتُه، نادماً على عتمتِه.
نادماً على العاشقِ. همسُ عاشقٍ، وقد أضناه الندم.
الأوهامُ طيفُ له، والنسماتُ وقد أضناها الندمُ معه.
قلبٌ في يدي
يُحاكي الروحَ
شوقُه كبيرٌ للأسفِ
أرجوكَ
بحْ بالسِّر في التويجِ
لعل البوحَ يرضي الأنينَ، يرضي الوردةَ.
شوقٌ ذو يتمٍ سعيدٍ،
يا ليتني أجدُه ساكناً تضاريسي، كأنّه
نفسي.
ثّرثرتُك، حديثٌ صامتٌ
وأنتَ
في الصمتِ أبلغُ من الخبر،
وبالوترِ أرقّ من العزفِ،
وباللحنِ:
يا لها من قلوب لكَ!
أرقصُ في الصحراء، أعشاباً ومطراً،
فرحاً لها تلك الرمالِ.
أنثرُ حبركَ لها مطراً،
هكذا،
سينبتُ الزهرُ
من حرفٍ رزين، ستطلعُ الهاماتُ، غابة ً غابةً
تنقرُ فيها العصافيرُ الحروفَ في شغفِ.
ثرثرةُ القلمِ على الأوراقِ تنسابُ
سحراً، لا يدانيه سوى عاشقٍ لِما بين السطور.
عطرُ الندى،
هو،
نبضُ روحٍ مكبوتةٍ.
أكتبُ الروحَ، أكتب الورقَ.
يا سفيرَ عقلي،
لماذا، تهمسُ لي حروفكُ بالسفر؟
تضعني على أعتابِ الوردةِ والعشبِ والمطرِ،
كالأملِ.
كالأملِ
للدروبِ،
للمرايا،
للدفءِ،
ثمَّ تُسري بي إلى أقاصيكِ.
أنتَ مرآتي، والنظرُ لها،
أنتَ موقدي، والدفءُ له.
أنتَ.. يا أنتَ الكلُّ للنظرِ.
أرجوكَ، امضِ معي، حلماً
رتبْ الفوضى بداخلي
جَمِلْ صوري
كنْ عوناً لِسمتي
وامسكْ الخفيَّ من الليلِ
ذاك الذي يسامرني
ويُغريني بالبوحِ المكتومِ.ِ
ثرثرتُكُ،
مطرٌ يغسلُ مطراً
قاعٌ يجذبُ الثمرةَ،
يغسلُ حزني
ينقيني من ثقلِ الزمنِ
يا قلمَ الفكرِ لا تترددْ
خلّصْ الروحَ من شظاياها، هل كانت هكذا في الحروب؟
كن رفيقاً وأكتبني
كن سحراً في يدي، تنبثقُ منكَ الأفكارُ والدروبُ والقوافلُ،…
فتعيدني ثانية جديدةً
وإلى الجديدِ.