«أنشودة وطني» عمل فني يجمع حوله ألمع المبدعين

طرح الفنانين المغربيين مراد بوريقي والفنانة سامية أحمد منذ أيام أغنية جديدة لقيت استحسانا كبيرا من طرف رواد الشبكة العنكبوتية بمواقع التواصل، أولا لأنها جمعت في ديو فنانين طربيين متميزين ولهما شأن في المشهد الفني المغربي والعربي على السواء، وثانيا لأن العمل ككل ضم فريق مهني مبدع، سبق وبصم مساره بقوة، كل من مجال اهتمامه، سواء المجال الموسيقي التقني أو الإبداعي الفني أو الكتابة المتميزة فضلا عن حمولة ثقافية يشهد لها وطنيا وخارج الوطن.
العمل الفني هو من شعر الشاعر صلاح الوديع أما اللحن فهو لحسن شيكار
وتقول كلمات الأغنية:
وطني يا زمني وطني يا سَكَني/ وطني يا سرِّي ويا عَلَني/ يومَ نمضي كلُّنا/ ولا يبقى إلاَّ صدانا/
سوفَ تبقى على هاماتنا/ يا مهدَ صِبانا/ أيها المغرب الحرُّ/ المفدَّى من دمانا/ يا وطني/يا حمرة الرمانْ/ يعلى خدِّ الصبايا الحالماتْ/ يا وطني/ يا حبة الزيتونْ/ يا دفء الذكرياتْ/ يا وطني/ يا هموم الأمهاتْ/ صيحة الديك ينادي/ كل فجر للصلاةْ
 
****

وطني/ جرسُ الفرحةِ المدرسيةْ/ ساعدُ الكدحِ من الريفِ/ لآخر صخرٍ في الجبالِ الأطلسيةْ/ نبضُ صحراءٍ/ من دماءٍ قدُسيةْ/ موجُ بحْرينِ أقاما في لغات الأبديةْ/
يا وطني/ يا حروفَ الأبْجديةْ/ جوازَ السفرِ الأحلى/ ولمصير البشريةْ.
وفي اتصال مع حسن شيكار حول الموضوع، صرح هذا الأخير بأن أغنية «أنشودة وطني» جاءت نتيجة رغبة منه و من الشاعرصلاح الوديع بأن يتم إهداء البلاد أنشودة تتغنى بشموخه و تاريخه و أصالته التي رسخها عبر قرون مضت، أنشودة تكون بمتابة وردة تحيي في الناس ذاكرتها التي أصبحت بكل أسف محشوة بما لا صلة لها به، فشعب بلا ذاكرة شعب بلا مستقبل، وبالتالي ،يسترسل شيكار، موضحا، تماهى معه الشاعر و كتب تحفته الشعرية التي عانقها هو بدوره بشغف طفولي و صدق فني أصيل فجاء اللحن منسابا كجدول أطلسي المنبع ، على حد تعبيره.
وأكد حسن شيكار، أن الإبداع الجميل تعجز اللغة عن تفسيره لأن لغة الموسيقى هي لغة وحي، تُحسه بكل ما فيك من صفاء روحي و بهاء رفيع. و حاول بمعية صلاح الوديع، من خلال أنشودة وطني، بصم قلب هذا الوطن الجميل .
و للإشارة فحسن شيكار فنان متعدد المشارب، كما يتحدث عن نفسه، «عشق الموسيقى قاربا يعبر به غابات الشعر و المسرح ليؤسس مشروعه المنفتح على جوهر الإنسان..مسقط روحه مدينة الحمراء، مراكش البهجة و الأصالة و عبق التاريخ و مهد الحضارة المغربية العتيقة.عشق الموسيقى و أبحر بعوده في بحارها و ما زال سندبادها الذي لا يستريح له وتر. فنان جمع بين مختلف الفنون وأبدع في حلمه ونغمه ليغني رافعا صوته للأعالي»
وصرح صلاح الوديع من جهته لمنبرنا، بأن»أنشودة وطني» عمل فني غنائي تطوعي شارك في إنجازه منذ ما يزيد عن السنة، قرابة 60 مشاركا من بينهم الشاعر والملحن والموزع والمغني ورئيس الجوق والعازفون والكورال وموضب الفيديو ومسجل الصوت. وأضاف الشاعر، أنها مستمدة من قصيدة مطولة له كتبها ونشرها في الصحافة سنة 2005، خلال اشتغاله في هيئة الإنصاف والمصالحة.
شارك في إنجاز أنشودة «وطني» فنانون متميزون معروفون، حيث تكلف بالتوزيع الموسيقي الفنان العازف والملحن خالد بدوي وأداها كل من الفنانين المميزين مراد البوريقي وسامية أحمد وهما اللذان يتوفران على ريبيرتوار متعدد وسبق أن حازا على عدة جوائز فنية. أما العزف والكورال فقام به جوق المعهد الموسيقي التابع للجماعة الحضرية لمدينة الدارالبيضاء برئاسة الأستاذ عبد اللطيف بنوحود، وهو مشكل من عازفين متمرسين وأعضاء كورال شباب ذكورا وإناثا. فيما تم تسجيل الصوت في استوديوهات «هبة» بالبيضاء وتمت المعالجة الموسيقية والميكساج لدى مؤسسة الأستاذ كريم السلاوي الذي أنجز الكليب على أساس فكرة منه ، وشارك به الفنان السينمائي والمسرحي الأستاذ رشيد فكاك كمستشار فني، أما التلحين ، فقام به العازف حسن شيكار الذي سبق له أن تعامل مع أشعار الشاعر صلاح الوديع سنة 1992 بعدد من الأغاني التي عرفت رواجا كبيرا خلال التسعينات، وذلك ضمن في شريط فني يحمل عنوان «واصل معي.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 26/11/2022