كان مساء يوم الجمعة الماضي متميزا بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم بباريس، فقد أكدت الدول الأعضاء انتخاب الوزيرة الفرنسية من أصل مغربي اودري ازولاي على رأس هذه المنظمة، وقد أعلنت هذا الخبر السار أمام الصحافة، مغربية أخرى، وهي المندوبة الدائمة للمغرب لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، السفيرة زهور العلوي، التي تترأس الدورة التاسعة والثلاثين للمؤتمر العام للمنظمة والتي تعتبر أول امرأة عربية وإفريقية ومسلمة يتم انتخابها على رأس هذه الهيئة.
وبهذه المناسبة، أكدت أودري آزولاي، المديرة العامة المنتخبة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) « أن المغرب يجسد قيم هذه المنظمة الأممية من خلال تنوعه وثقافاته المتعددة». وأضافت،على هامش حفل التكريم الذي نظم على شرف المديرة العامة لليونيسكو المنتهية ولايتها إيرينا بوكوفا والذي حضرته الأميرة للا مريم، أن « المغرب بلد التنوع والثقافات المتعددة، وهو ما يكرسه الدستور، وأظن شخصيا أن هذه القيم هي التي أوصلتني «.
وفي هذا الصدد، عبرت آزولاي عن اعتزازها بحضور الأميرة للا مريم لهذا الحفل.
وأشارت من جهة أخرى إلى أن « اليونيسكو تجسيد للتنوع، ونقل التربية، والقيم الإنسانية»، مضيفة أنها « المنظمة الدولية الوحيدة التي أوكلت إليها هذه المهمة الأساسية مع التحديات التي هي تحدياتنا اليوم «. وعبرت « عن افتخارها بقيادة اليونيسكو» مشيدة في نفس الوقت بالأمينة السابقة للمنظمة بوكوفا.
وبدأ يوم الجمعة بتأكيد الدول الأعضاء انتخاب أدوري أزولاي، وهو ما أعلنته السفيرة زهور العلوي أمام الصحافة قائلة:» لي الشرف أن أعلن لكم رسميا أنه بعد التصويت، أكدت الدول الأعضاء دعمها لأودري أزولاي وتم انتخابها مديرة عامة لليونيسكو لمدة أربع سنوات. ويشرفني سيدتي، أنني وقفت على نجاح هذا المسار الانتخابي، الذي أكد ثقة الدول الأعضاء تجاه شخصكم. باسمهم أهنئكم، وأنا مقتنعة أنه من خلال كفاءتكم، والتزامكم بمبادئ هذه المنظمة، ستؤكدون الأفكار الكونية التي تحملها اليونيسكو، مع تقوية ثقلها على المستوى الدولي وجعلها أكثر فعالية. وأهنئ كذلك فرنسا خلال هذا الوضع الصعب الذي تجتازه المنظمة، فالدول الأعضاء تنتظر من فرنسا دعما قويا ومتماسكا».
و حول هذا النجاح صرحت ادري ازولاي « أقدم امتناني للدول الأعضاء على هذا الاختيار، حيث تم التعبير عن انتظارات كبيرة بمناسبة هذا المسار الانتخابي. وأنا أعرف ثقل المسؤولية التي تنتظرني لدى منظمة لها دور أساسي في مسارنا الجماعي، نحن نعيش في عالم مجتمعاته متداخلة، عالم مركب، وتنتظره تحديات أي دولة لا يمكنها الإجابة عنها بمفردها، ويتعلق الأمر بتصاعد التطرف، ارتفاع عدد الصراعات، التطرف العنيف في مجتمعاتنا، تهديم البيئة، تحدي المناخ، رفض التعدد وهو رفض للآخر، والاتجاهات الشعبوية، نحن نواجه هذه التحديات بشكل جماعي، في نفس الوقت الذي يشهد العالم فيه ثورة علمية وتكنولوجية ليس لها سابق، في تحول علاقتنا بالآخر بشكل كبير».
تعدد التحديات التي تواجه العالم، والتحول التكنولوجي الكبير الذي يشهده الكون، وكذا المسؤولية التي تنتظر منظمة اليونيسكو خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منها، يعكس ثقل المسؤولية التي تنتظر المديرة العامة الجديدة لليونيسكو أودري أزولاي، التي من المؤكد أنها ستعول على دعم مغربية أخرى هي السفيرة زهور العلوي رئيسة الدورة 39، وكذا على الدعم السياسي للمغرب من أجل النجاح في هذه المهمة.