تخطط باريس، فيما يتعلق بالإقامة،في الفترة التي تقام فيها الألعاب الأولمبية، بالإضافة إلى القرية الأولمبية، لمجموعة واسعة من الحلول لاستيعاب الزوار من جميع أنحاء العالم. فقد تمت زيادة سعة فنادق باريس والمناطق المحيطة بها لاستيعاب مئات الآلاف من الزوار الإضافيين خلال فصل الصيف، بما في ذلك بناء منشآت جديدة.
ومع ذلك، فإن العديد من المنشآت تفرض أسعارا باهظة تعادل أربعة أضعاف الأسعار المعتادة. أما بالنسبة لعروض الإيجارات في باريس وضواحيها، فقد تقلصت وأصبحت عرضة لممارسات احتكارية.
ولا تقتصر هذه الزيادة في الأسعار على العاصمة الفرنسية فقط. ففي مرسيليا أو ليون، اللتان ستستضيفان بعض فعاليات الألعاب الأولمبية، تضاعفت الأسعار أربع مرات على الأقل.
ولجأت السلطات العامة أيضا إلى حجز فضاءات إقامة الطلاب لإيواء رجال الإطفاء والطواقم الطبية وقوات الأمن وعناصر الدفاع المدني، عازية قرارها بأن 30 بالمائة من الغرف المخصصة للطلاب تبقى فارغة خلال فصل الصيف. بالمقابل، تعهدت السلطات بإعادة إسكان حوالي 3000 شخص بحلول نهاية العام 2024.ستعيش باريس، من 26 يوليوز إلى 11 غشت المقبلين، على إيقاع دورة الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية. فمنذ اختيارها مدينة مضيفة، تبذل العاصمة الفرنسية جهودا مضاعفة لضمان استضافة ناجحة لأكبر حدث رياضي في العالم، حيث سيجتمع الرياضيون والمتفرجون من جميع أنحاء المعمور.
صممت القرية الأولمبية، التي بنيت على مساحة 52 هكتارا بين بلديات “سان دوني” و”سان أوين” و”إيل سان دوني” بشمال باريس، وذلك وفقا للمعايير الإيكولوجية والمناخية لتوفير بيئة حديثة ومريحة للرياضيين من جميع أنحاء العالم. وتشتمل القرية الأولمبية على فضاءات لتناول الطعام والاسترخاء والتدريب، مما يسمح للرياضيين بالاستعداد للألعاب الأولمبية في أفضل الظروف الممكنة.
وبعد دورة الألعاب الأولمبية، والتي يتوقع أن يحضرها ما بين 15 و20 مليون سائح، سيتم تحويل هذه القرية، التي تم افتتاحها في 29 فبراير الماضي، إلى حي سكني نابض بالحياة، يتماشى مع النموذج البيئي المثالي الذي تسعى إليه رؤية باريس 2024.
ولضمان أمن الألعاب الأولمبية، سيتم الاستعانة بالعديد من الجهات الفاعلة، بما في ذلك قوات الأمن الداخلي (إف سي إي)، الأمن الخاص، والشرطة البلدية، وكذا المصالح الأمنية لمشغلي النقل العام. ومن المتوقع أن يتم تعبئة ما لا يقل عن 18 ألف من أفراد الأمن الخاص يوميا لتلبية احتياجات الأمن في الألعاب الأولمبية. بالإضافة إلى ذلك، سيشارك ما لا يقل عن 35 ألف من أعضاء قوات الأمن الداخلي و18 ألف من أعضاء القوات المسلحة في هذه العملية.
ويتعلق جانب آخر من تحضيرات دورة الألعاب الأولمبية بالنقل العام، بما في ذلك تمديد خطوط المترو وشبكة النقل السريع في منطقة إيل دو فرانس، والتي ستكون مزدحمة للغاية خلال فترة المنافسات.
ويتوقع تقديم ما يقارب 40 ألف وجبة طعام يوميا للرياضيين خلال دورة الألعاب الأولمبية. ويعد هذا تحديا تقنيا ضخما لتلبية احتياجات ما يزيد عن 10 آلاف رياضي من 200 دولة مختلفة.
كما ينتظر أن يكون التأثير الاقتصادي للألعاب الأولمبية هائلا، حيث سيتم توفير ما يقارب 181 ألف فرصة عمل خلال التحضيرات لهذا الحدث الرياضي.
ومن المرتقب حضور 10 آلاف و500 رياضي أولمبي و4350 رياضي بارالمبي في فرنسا للمشاركة في أكثر من 850 مسابقة في 54 رياضة مختلفة. وستقام دورة الألعاب الأولمبية في 72 جماعة محلية مع مشاركة أزيد من 40 ألف متطوع وبيع ما يقارب 13 مليون تذكرة.
أولمبياد باريس 2024 : ارتفاع أسعار السكن والإقامة
بتاريخ : 07/06/2024