يعتبر “يوم الاثنين” بمثابة السوق الأسبوعي بالنسبة لسكان جماعة أيت عباس كغيرهم من سكان القرى والبوادي ، يوم يلتقي فيه جل سكان الدواوير المجاورة لصلة الرحم بينهم ، وفرصة أسبوعية لشراء مختلف مستلزماتهم الغذائية ، لكن أول ما يثير أي زائر لهذا السوق هي الظروف التي تباع فيها هذه المواد الغذائية وخصوصا الخضر والفواكه ، وهي ظروف أقل ما يمكن القول عنها إنها “غير صحية ، و تشكل خطرا على صحة الساكنة”.
فمن خلال الملاحظة يظهر بالملموس أن هذه الخصر والفواكه لم يبق منها إلا الاسم، كما أنها تعرض في أماكن منعدمة النظافة، و معرضة للغبار و أشعة الشمس ، أما بالنسبة للحوم فظروف بيعها أسوأ، حيث يتم نقلها في أكياس بلاستيكية من أزيلال التي تبعد بحوالي 55 كيلومترا، وهو ما يعرضها للإفساد بسبب غياب الثلاجات، و ارتفاع درجة الحرارة خاصة في فصل الصيف ، أو الاعتماد على “الذبيحة السرية” التي تنعدم فيها أبسط شروط المراقبة و السلامة الصحية ، تقول مصادر من عين المكان .
وأثناء تواجدنا بالسوق توجها بالسؤال إلى مجموعة من المواطنين: لماذا يقبلون على شراء هذه المواد الغذائية رغم الأضرار التي قد تسببها؟ فكانت أغلب الأجوبة تشير إلى غياب البديل، و بتوجيه اللوم للجهات المختصة التي لا تقوم بدورها، حيث صرح ابراهيم.إ ” إذا لم أشتر ما ينقصني من هذا السوق فمن أين سأشتريه؟ فأنا أسكن بدوار يبعد عن السوق الاسبوعي ب 10كيلومترات ، وأقطع المسافة في ثلاث ساعات مشيا” ، مضيفا “أعرف أنني في بعض الأحيان أخاطر بصحة أفراد أسرتي ، و لكن في غياب البديل يضطر المرء إلى تقبل ما هو موجود رغم المخاطر، لأنه لا يمكنني أن أعود من السوق بدون خضر و فواكه و لحم “.
وتابع المتحدث نفسه ” في فصل الشتاء يتعذر علينا الانتقال إلى السوق الأسبوعي ، وقد نزوره مرة في الشهر إن أمكن ذلك ، فالتساقطات المطرية والثلجية تحاصرنا لأيام و أسابيع ، كما يتعذر على التجار الوصول إليه في ظل تلك الظروف القاهرة “.
وحسب عدد من أبناء المنطقة فإن “السوق الاسبوعي بأيت عباس يعتبر سوقا للتخلص من بقايا ” المنتوجات الغذائية ” بالنسبة لأغلب التجار، فهو يأتي بعد السوق الاسبوعي بأيت بوولي يوم السبت ، و يوم الأحد بأيت بوكماز ، و يعرض فيه التجار ما تبقى لهم من مواد غذائية تثير صلاحيتها أكثر من سؤال ، إن توفقوا في بيعها فقد ظفروا ببعض الدريهمات الاضافية ، و إن لم يتوفقوا فيضطرون لتركها بعين المكان ، ليجمعها بعض المحتاجين ، أو لتتناولها الكلابا والحمير التي تتجول بالسوق” .
و يقول محمد.د من سكان المنطقة ” لقد كان السوق الاسبوعي بأيت عباس يوم الجمعة و على الأقل كنا نستفيد من بعض المنتوجات الغذائية الطرية (خضر ، فواكه ، لحم ) والصالحة للاستهلاك ، لكن اليوم بعد أن غيره أصحاب القرار إلى يوم الاثنبن أصبحنا مضطرين لاستهلاك مواد شبه فاسدة أو تنعدم فيها شروط السلامة الصحية “.
هذا و يعرف فصل الصيف تواجد “فواكه صيفية” بكثرة من ضمنها البطيخ الأحمر (دلاح ) و اليقطين .. ، و هي فواكه يعشقها الصغير قبل الكبير ، لكنها أيضا قد تكون خطيرة على صحة الانسان ، فهي تنقل لمسافات بعيدة وتعرض تحت أشعة الشمس ، ليعرض ما تبقى منها بأسواق القرى و المداشر بمبلغ زهيد يصل في بعض الاحيان إلى درهم واحد ، و قد استقبل المركز الصحي بأيت عباس عدة حالات تسمم بسبب تناول (الدلاح) ، تضطر معها الممرضة إلى ارسالها إلى المستشفى الاقليمي بأزيلال لافتقار المستوصف لأي وسائل طبية .
من جهته قال خضار ينشط بهذا السوق الاسبوعي محاولا الدفاع عن هذه الممارسات “أنا أشتغل بهذه المهنة منذ سنوات و لم يسبق أن وقع لي أي مشكل مع أي زبون” و شدد على أن السلطات المعنية هي التي تتهاون في أداء وظيفتها، أما التجار فهم مستعدون للمراقبة “.
أيت عباس – فرع إكمير بأزيلال : «سوق أسبوعي» ل «مخلفات » تهدد صحة السكان !
الكاتب : يوسف خاشون
بتاريخ : 18/07/2018