إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬الشرقي‭ (*):‬ ‬ننهج‭ ‬حكامة‭ ‬تدبيرية‭ ‬رشيدة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬استثمار‭ ‬المعطيات‭ ‬المجالية‭ ‬والتنسيق‭ ‬المتواصل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬المعنية‭ ‬وفق‭ ‬مقتضيات‭ ‬قانون‭ ‬الإطار

-‬ مديرية‭ ‬الصخيرات‭ ‬تمارة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬المديريات‭ ‬ذات‭ ‬خصوصية‭ ‬متميزة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قروي‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬حضري‭ ‬مما‭ ‬يستلزم‭ ‬تحديات‭ ‬في‭ ‬التدبير‭ ‬التربوي،‭ ‬كيف‭ ‬تسايرون‭ ‬هذه‭ ‬التحديات؟‭ ‬

– تعد‭ ‬عمالة‭ ‬الصخيرات‭ ‬تمارة‭ ‬قبلة‭ ‬مستقطبة‭ ‬للساكنة،‭ ‬نظرا‭ ‬لموقعها‭ ‬الجغرافي‭ ‬الذي‭ ‬يتميز‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬الرباط‭ ‬،‭ ‬باعتبارها‭ ‬متنفسها‭ ‬العمراني،‭ ‬وأيضا‭ ‬ما‭ ‬تزخر‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬ومؤهلات‭ ‬اقتصادية،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬المديرية‭ ‬الإقليمية‭ ‬تواكب‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬الديموغرافي‭ ‬والعمراني‭ ‬بتعزيز‭ ‬عرضها‭ ‬المدرسي‭ ‬وتنويعه،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تلبية‭ ‬حاجة‭ ‬الساكنة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬المديرية‭ ‬الإقليمية‭ ‬نهج‭ ‬حكامة‭ ‬تدبيرية‭ ‬رشيدة،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬استثمار‭ ‬المعطيات‭ ‬المجالية‭ ‬والتنسيق‭ ‬المتواصل‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭ ‬والمجالس‭ ‬الجماعية،‭ ‬واعتماد‭ ‬إجراءات‭ ‬استباقية‭ ‬أثناء‭ ‬إعداد‭ ‬الخريطة‭ ‬التوقعية‭ ‬وتسطير‭ ‬برنامجها‭ ‬المادي‭ ‬بتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الجهوية‭ ‬للتربية‭ ‬والتكوين‭ ‬لجهة‭ ‬الرباط‭ ‬سلا‭ ‬القنيطرة،‭ ‬مستمدة‭ ‬روح‭ ‬اشتغالها‭ ‬من‭ ‬مقتضيات‭ ‬القانون‭ ‬الإطار‭ ‬51‭,‬17‭ ‬المتعلق‭ ‬بمنظومة‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬الذي‭ ‬أضحى‭ ‬نبراس‭ ‬كافة‭ ‬المصالح‭ ‬اللاممركزة‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬ولكل‭ ‬مدبر،‭ ‬كلها‭ ‬عوامل‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬برنامج‭ ‬متعدد‭ ‬السنوات‭ ‬مكن‭ ‬وسيمكن‭ ‬من‭ ‬تغطية‭ ‬كافة‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية‭ ‬بالأسلاك‭ ‬التعليمية‭ ‬الثلاث،‭ ‬وكذلك‭ ‬توفير‭ ‬عرض‭ ‬تربوي‭ ‬متنوع‭ ‬وذي‭ ‬جودة،‭ ‬ويظهر‭ ‬ذلك‭ ‬جليا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كم‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تغني‭ ‬الحياة‭ ‬المدرسية‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬وتنوع‭ ‬الشراكات‭ ‬التربوية‭ ‬المبرمة‭ ‬مع‭ ‬النسيج‭ ‬الجمعوي‭ ‬المحلي‭ ‬والوطني،‭ ‬وكذلك‭ ‬النتائج‭ ‬المحصل‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الامتحانات‭ ‬الإشهادية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬تجاوزنا‭ ‬عتبة‭ ‬60‭ ‬و‭ ‬70‭ ‬المسجلة‭ ‬قبل‭ ‬سنة‭ ‬2018‭ ‬حيث‭ ‬أصبحنا‭ ‬خلال‭ ‬السنتين‭ ‬الماضيتين‭ ‬نناهز‭ ‬نسبة‭ ‬عامة‭ ‬بلغت‭ ‬90‭ ‬في‭ ‬المئة‭.‬

– ‬ عرف‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬خلقتها‭ ‬الجائحة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬وظهر‭ ‬الأثر‭ ‬بشكل‭ ‬قوي‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم،‭ ‬كيف‭ ‬تعاملتم‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الواقع؟

-بخصوص‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬19،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬كافة‭ ‬بلدان‭ ‬العالم،‭ ‬والتي‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬خلفت‭ ‬آثارا‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مستويات،‭ ‬ومملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تأثرت‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بفضل‭ ‬التوجيهات‭ ‬السديدة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬وأيده،‭ ‬وكذا‭ ‬المقاربة‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬دبرت‭ ‬بها‭ ‬الوزارة‭ ‬الظروف‭ ‬التربوية‭ ‬بالمجتمع‭ ‬المدرسي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬العبور‭ ‬إلى‭ ‬ضفة‭ ‬الأمان‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬2019‮-‬2020‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬الاحترازية‭ ‬الصارمة‭ ‬ومباغتة‭ ‬الأزمة‭ ‬لنا،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إجراء‭ ‬الامتحانات‭ ‬الإشهادية‭ ‬وأساسا‭ ‬منها‭ ‬البكالوريا‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أسجل،‭ ‬باعتزاز‭ ‬كبير،‭ ‬تضحية‭ ‬أسرة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وإسهامها‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬هذا‭ ‬العبور‭ ‬وكذلك‭ ‬انخراطها‭ ‬القوي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬هذه‭ ‬المديرية‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬المضامين‭ ‬الرقمية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمختلف‭ ‬المستويات‭ ‬الدراسية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬بنك‭ ‬وطني‭ ‬للمضامين‭ ‬الرقمية،‭ ‬وهي‭ ‬فرصة‭ ‬لأجدد‭ ‬شكري‭ ‬وتقديري‭ ‬لكافة‭ ‬الأطر‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الجبار‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬أرضية‭ ‬ومدخلا‭ ‬لعالم‭ ‬التعلم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ .‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬مديرية‭ ‬الصخيرات‭ ‬تمارة،‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬البرتوكول‭ ‬الصحي‭ ‬المعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬صارم‭ ‬بتنسيق‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬الصحية‭ ‬والمحلية‭ ‬مع‭ ‬اعتماد‭ ‬الأنماط‭ ‬التربوية‭ ‬التي‭ ‬سطرتها‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجائحة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬التفاعل‭ ‬معها‭ ‬بشكل‭ ‬مسؤول‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬طاقم‭ ‬الإدارة‭ ‬التربوية‭ ‬وهيئة‭ ‬التدريس،‭ ‬وكذلك‭ ‬التلميذات‭ ‬والتلاميذ،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬لعبته‭ ‬الأسر‭ ‬في‭ ‬تحسيس‭ ‬أبنائها‭ ‬ودعمهم‭ ‬للمدرسة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنجاح‭ ‬مختلف‭ ‬العمليات‭ ‬المؤطرة‭ ‬للموسم‭ ‬الدراسي،‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬المختلفة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬لامحالة‭ ‬أثر‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬المردودية‭ ‬التربوية‭ ‬والنتائج‭ ‬المحصل‭ ‬عنها‭ ‬كما‭ ‬سبقت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

-‭‬ ما‭ ‬هي‭ ‬الآفاق‭ ‬المستقبلية‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬البرامج‭ ‬المرحلية‭ ‬للدخول‭ ‬المدرسي‭ ‬المقبل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الجائحة‭ ‬أو‭ ‬بدونها؟‭ ‬

– بكل‭ ‬تأكيد،‭ ‬الدخول‭ ‬المدرسي‭ ‬المقبل‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاقه‭ ‬هي‭ ‬شهر‭ ‬شتنبر‭ ‬بل‭ ‬الدخول‭ ‬المدرسي‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬أسس‭ ‬الاستعداد‭ ‬له‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬نونبر‭ ‬المنصرم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬ولاسيما‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬نعيش‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬الجائحة‭ ‬فيها،‭ ‬فقد‭ ‬وضعت‭ ‬المديرية‭ ‬الإقليمية‭ ‬برنامج‭ ‬عملها‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬متعددة‭ ‬المستويات‭ ‬بما‭ ‬سيمكننا‭ ‬من‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬وضعية،‭ ‬بما‭ ‬ستسمح‭ ‬به‭ ‬الحالة‭ ‬الوبائية‭ ‬ببلادنا‭.‬
أما‭ ‬بخصوص‭ ‬التدابير‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬احتواء‭ ‬المد‭ ‬العمراني‭ ‬والزحف‭ ‬السكاني‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬عمالة‭ ‬الصخيرات‭ ‬تمارة،‭ ‬فكما‭ ‬سبقت‭ ‬الإشارة‭ ‬،‭ ‬نحن‭ ‬نشتغل‭ ‬بتنسيق‭ ‬تام‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تذليل‭ ‬الإكراهات‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخريطة‭ ‬العقارية‭ ‬بالعمالة،‭ ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬إلى‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬عامل‭ ‬عمالة‭ ‬الصخيرات‭ ‬تمارة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬قطاع‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وحرصه‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬كافة‭ ‬الإشكاليات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتوفير‭ ‬الوعاء‭ ‬العقاري،‭ ‬وتيسير‭ ‬العمليات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأوراش‭ ‬بناء‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية،‭ ‬وكذلك‭ ‬الدعم‭ ‬المتواصل‭ ‬لمدير‭ ‬الأكاديمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بترجمة‭ ‬برامج‭ ‬العمل‭ ‬الإقليمية‭ ‬سعيا‭ ‬إلى‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬مؤشرات‭ ‬التمدرس‭ ‬بهذه‭ ‬العمالة‭ ‬والارتقاء‭ ‬بجودته،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬تجب‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬مواكبة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬والكاتب‭ ‬العام‭ ‬للوزارة،‭ ‬لهذه‭ ‬التحولات‭ ‬العمرانية‭ ‬بالإقليم،‭ ‬ووقوفهما‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيارات‭ ‬متعددة‭ ‬للإقليم،‭ ‬شكلت‭ ‬إضافة‭ ‬قيمية‭ ‬لمديرية‭ ‬الصخيرات‭ ‬تمارة‭.‬

‮) ‬‭*‬‮(‬‭ ‬المدير‭ ‬الإقليمي‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية‭ ‬بعمالة‭ ‬الصخيرات‭ ‬تمارة


الكاتب : حوار‭:‬ محمد‭ ‬طمطم

  

بتاريخ : 12/08/2021