إبراهيم أزوغ يناقش ملفه للتأهيل الجامعي بكلية الآداب بنمسيك .. تحليل الخطاب السردي والصيغ الجديدة لقراءة الأدب ونقده

شهدت رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء يوم 3 يونيو، مناقشة ملف لنيل التأهيل الجامعي تقدم به الأستاذ إبراهيم أزوغ، ويتألف ملف أعمال المشروع من ثلاثة أقسام (الملف العلمي، الملف البيداغوجي والملف التركيبي) في موضوع: «تحليل الخطاب السردي: من الممارسة النقدية الأكاديمية إلى الدرس البيداغوجي الجامعي». وقد تشكلت لجنة المناقشة من السادة الأساتذة: د. عبد القادر سبيل رئيسا، د. شعيب حليفي عضوا، د. إدريس قصوري عضوا.
وبعد المناقشة التي شملت مختلف جوانب الملف، اختلت لجنة المناقشة للمداولة بمكتب السيد عميد كلية الآداب بنمسيك، وقررت قبول ملف تأهيل الأستاذ.
إبراهيم أزوغ أشار في بداية نص التقرير الذي تقدم به أمام لجنة المناقشة، إلى أن «التقاليد الأكاديمية، وأعراف البحث في الجامعة، قد رسخت لتقديم ملف أو بحث علمي أمام اللجن العلمية في مختلف المجالات المعرفية، صيغا وطرق ومناهج تسوغ جميعها لتقديم الطالب أو الأستاذ لمنجزه البحثي أو البيداغوجي أمام لجنة علمية تكون سلفا مطلعة على الملف اطلاع الفاحص المدقق والمختبر الممتحن للمنجز، ويعود هذا التسويغ في جانب منه إلى اختبار قدرة الطالب أو الأستاذ الباحث على التقديم، وتمكنه من المقدم من المعارف والمعطيات، وهو ما سيعمل الأستاذ على الخروج عنه، إلى الحديث عن البحث العلمي وتحولاته وتطوره في مجال المبحث الأدبي تحديدا، وأن يجعل من القاعدة هامشا؛ والقاعدة التي أريد تحويلها إلى هامش -بعد إذنكم- يقول أزوغ هي أن الملف الذي قدمته لا يتضمن غير اجتهاد ومحاولة أرجو أن تكون موفقة».
وأضاف أزوغ أنه خلال تدريسه للطلبة في كل المؤسسات التي درس فيها، مدرسا ومشرفا على بحوث طلبة الإجازة والماستر، ومساهما في مناقشتها ومتابعا إلى جانب أساتذتي وأساتذة زملاء تأطير طلبة الدكتوراه، حاول أن ينقل إليهم ما استطاع من معارف، وأن ينقل إليهم إيمانه المطلق بأن العلم سبيل العمران والتقدم والتطور، مستدركا أن «ما قدمته في الملف العلمي فلا يخصني منه فردا إلا ما كتبته من مقالات وأبحاث فردية؛ هي أيضا اجتهاد، مثلما هي تعبير عن صدى الفريق، والجامعة والمجتمع. وهذه الأبحاث أعتقد أنها تستوفي الشروط التي تخول لي تقديمها ضمن هذا الملف للمناقشة والتصويب والتعديل والاختبار، وتتوزع في مجموعها إلى: كتب فردية وأخرى بالاشتراك؛ مقالات في مجلات وكتب جماعية؛ إلى جانب المساهمة في التنسيق؛ تحريرا وتحكيما وإشرافا على غيرها. وبالموازاة ساهمت مشاركة وتنسيقا، وإعدادا إلى جانب أساتذة باحثين وزملاء في فرق بحث المختبرات وجمعيات المجتمع المدني في لقاءات حول قضايا البحث العلمي والشأن الثقافي داخل المغرب وخارجه».
أزوغ اعتبر أن ما يشغله من إشكالات وتحديات البحث العلمي والأدبي وأسئلة تطوره، هو إشكال سؤال علاقة التكنولوجيا بالبحث الأدبي وبالأدب الذي يعتبره يمثل من أهم الأسئلة المثيرة للاهتمام والدراسة، وتحديداً موضوع تأثير التكنولوجيا على الأدب والثقافة، وكيف تطورت وتغيرت الكتابة الإبداعية نتيجة التطور الذي عرفته التقنيات الحديثة، وأهم القضايا التي تُثار في الموضوع.
وأضاف أزوغ أن أي دراسة تتقصى أثر التكنولوجيا على عملية الكتابة عموما، والكتابة الابداعية على وجه التحديد، من شأنها أن تجيب على أسئلة من قبيل:
– هل تغيرت أساليب الكتابة الإبداعية وأشكالها بفعل التقنيات؟
– وما هي التحديات التي تواجه المبدعين؟ وما الفرص التي تتيحها لهم التكنولوجيا؟
– وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تساهم في توسيع حدود الإبداع الأدبي، وتغيير مفهوم الأدب نفسه؟
– وما هي التجارب الأدبية الجديدة التي ظهرت بفضل التكنولوجيا؟
– وما هو التأثير الاجتماعي والثقافي للتكنولوجيا على الأدب والكتابة عموما، خاصة مع الاستعمال الواسع لشبكات ومنصات التفاعل، وما قادت إليه من محو للحدود بين الثقافات المختلفة؟ في ظل عجلة طاحونة رأسمالية معولمة تأتي على كل شيء تحت شعار الانفتاح.
– وهل للأدب من وظيفة ودور في تعزيز قيم الانتماء والخصوصية في سياق عالمي متهافت على التأريخ لنفسه وثقافته؟ أم أن الأدب نفسه بات لافتة وشعارا من شعارات الرأسمالية المذوبة للخصوصية الثقافية بواسطة التكنولوجيا وعوالمها.
كما أثار سؤال الخصوصية والمتمثل أساسا في بحث التحديات والمخاطر المتعلقة بالخصوصية والأمن الثقافي في ظل التكنولوجيا، خاصة في ما يتعلق بنشر الأعمال الأدبية عبر الانترنيت وتداولها في بيئة رقمية مفتوحة؟ إضافة إلى سؤال مستقبل الأدب نفسه في ظل التطور التقني مثل الذكاء الاصـطناعي والواقع افتراضي، هل سيغير الأدب أم سيظل صيغة للمقاومة والممانعة؟ وماذا تقدمه التكنولوجيا من صيغ جديدة لقراءة الأدب ونقده؟
إلا أن السؤال الأساسي اليوم الذي طرحه أزوغ هو: محل هذه الأسئلة في ورش البحث العلمي في الجامعة العربية، وفي مختبراتها؟، مقدما نموذج مختبر الأدب في جامعة ستانفورد الأمريكية الذي يعمل وفي أبحاث عديدة، على التركيز على استخدام ما يطلق عليه النقد الحاسوبي لدراسة الأدب، ويقصد به استخدام الأدوات الرقمية والكمية في تحليل النصوص الأدبية بطرق جديدة ومتقدمة، واستعمال الشبكات لفهم العلاقات بين الشخصيات والأحداث في النصوص الأدبية، وتحديد الأنماط المتكررة، واستكشاف كيفية تطور السرد، إلى جانب استخدام الأساليب الكمية والعددية لقياس تردد الكلمات وتحليل الأسلوب لتحديد الفروق بين الأنواع الأدبية المختلفة، ودراسة الاختيارات الأسلوبية على مستوى الجملة بحسب التكرار النسبي للكلمات والعبارات، ودراسة الصوت في الرواية، وكيفية تعامل الروايات مع الأصوات المختلفة وكيفية إدراكها.
وخلص أزوغ في نهاية عرضه الى الحاجة الملحة اليوم في الجامعة المغربية والعربية، إلى تضافر الجهود لتوسيع نطاق البحث وتطوير صيغ القراءة والنقد، مشيرا الى ما يمنحه التحليل التاريخي، بالنظر الى ما راكمه النقد الأدبي في العالم العربي عموما، وفي المغرب على وجه التحديد، من توفير على الأقل رؤية متكاملة وتصور واضح حول المنجز والمأمول.


الكاتب : متابعة:أحمد الرايس

  

بتاريخ : 13/06/2024