ألبومي الجديد «نغم في حياتي» رؤية فنية لغد موسيقي منفتح ومتجدد

في تصريح خاص لجريدة الاتحاد الاشتراكي، أعلن الفنان المغربي إبراهيم أسمر عن قرب صدور ألبومه الغنائي الجديد الذي اختار له عنوان “نغم في حياتي”، بعد تجربة فنية امتدت لعقود، صقل خلالها أسلوبه، وراكم رصيدا موسيقيا غنيا، جمع فيه بين الغناء والتلحين، والبحث في الهوية الموسيقية المغربية المنفتحة على باقي الأنماط واللغات.
ويأتي هذا الألبوم الجديد، كما يقول الفنان، امتدادا لمسار بدأه منذ سبعينيات القرن الماضي، حين تشبع بروح موسيقية متعددة المشارب، من الأغنية المغربية الكلاسيكية، مرورا بالتجربة الغيوانية، ووصولا إلى الألحان الشرقية والغربية والإيقاعات اللاتينية. وهو تنوع يظهر بوضوح في اختياراته الفنية، وفي طبيعة الأغاني التي تضمنها الألبوم المرتقب.
وقال أسمر إن الألبوم الجديد “نغم في حياتي” هو السادس في مسيرته، بعد ألبومات “الصحبة”، “شمس حياتي”، “موالي”، “لحن الحب”، و”لكم سأغني”. وأضاف أن الشريط يضم توليفة متنوعة من الأغاني، من بينها “خليك تم” التي كتب كلماتها بنفسه، ولحنها الفنان علي هبري، وتولى توزيعها الفنان عبد الصمد الرابحي. كما يضم أغنية فرنسية بعنوان “Je t’aime” من كلماته وألحانه، وأخرى إسبانية بعنوان “Vuelve”، كتبها ولحنها أيضا، تعبيرا عن انفتاحه على لغات وثقافات أخرى.
ولم يغفل الفنان حضور الأمازيغية الريفية في ألبومه الجديد، إذ يتضمن الأغنية الريفية “ثايري” من كلمات وألحان الفنان الكريمي، و”تمضريت” من كلمات الشاعر عبيد حميش وألحان الراحل منير أخصيم، في وفاء صريح للتعدد الثقافي واللغوي المغربي، وتكريس لتجربة موسيقية لا تعترف بالحدود.
إبراهيم أسمر أكد أن الألبوم الجديد ليس نهاية المطاف، بل خطوة ضمن مشروع فني أوسع، يجمع فيه بين الاشتغال الفردي والتعاون الجماعي.
ومن بين الأعمال التي شارك فيها مؤخرا، ثلاث أغان مع الفنان أحمد الحطاب والمطربة الطنجاوية فاطمة الزهراء بليكة، هي “قصير ومسرار”، “الزهر”، و”قريت كتابك”.
واشتغل على أغنية “سلطانة” مع الشاعر سعيد الحمياني والمطربة التطوانية عواطف أخريف، في عمل غنائي يمزج بين الكلمة الراقية والتوزيع العصري، بتوقيع الموزع الموسيقي نسيم لحسايني.
ويواصل أسمر في الوقت الراهن التحضير لأعمال جديدة، بعضها في مراحل متقدمة، من بينها عمل مشترك مع الفنان عبد الحميد لمرابط، ومع الشاعر بوجمعة لكريك، إضافة إلى ديو غنائي يحمل عنوان “تطوان” مع الفنان عبدو الرايس.
و يرتقب أن يجمعه ديو آخر مع المطربة التطوانية شهرزاد الركينة، في تجربة قال عنها إنها “تراهن على الانسجام الصوتي والروح الموسيقية المشتركة”.
ومن المنتظر أيضا أن تصدر أغنية “قلب واحد عندي” من كلمات الشاعر محمد الحاتمي، وأداء المطربة رحيمة التطوانية، ضمن إحدى المشاريع المقبلة.
وعن الأنشطة الفنية الموازية، أكد إبراهيم أسمر أنه سيكون حاضرا في عدد من السهرات الفنية التي ستنظم في مدن تطوان، وطنجة، والقنيطرة، مضيفا أن التحضيرات جارية لتنظيم حفلات توقيع الألبوم الجديد “نغم في حياتي” في كل من الحسيمة، وتطوان، ومراكش، ضمن رؤية تهدف إلى ربط العمل الفني بجمهوره المباشر، وتكريس ثقافة اللقاء الحي بين الفنان والجمهور.
جدير بالذكر أن إبراهيم أسمر سبق له أن حصد الرتبة الثانية في مسابقة الأغنية المغربية التي نظمتها النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة في مدينة الرباط، كما شارك في أبريل 2025 في المنتدى الدولي للإبداع بمدينة شرم الشيخ، حيث أحرز الرتبة الثالثة عن أغنيته “راقصة الفلامينكو”، من كلماته وألحانه، وتوزيع الفنان الراحل منير أخصيم، في عمل يجمع بين الحنين الأندلسي والنفس المغربي.
الفنان إبراهيم أسمر، المزداد بمدينة القنيطرة، يملك تجربة فنية تمتد على مدى نصف قرن تقريبا، ويجمع في رصيده بين الإنتاج الغنائي، والتلحين، والتعاون مع أسماء متعددة في الساحة الفنية المغربية. ما يميزه، بحسب مقربين منه، هو ابتعاده عن الأضواء المبالغ فيها، وتركيزه على الجوهر الفني، والحرص على تقديم أعمال ذات جودة، تعبر عن روح الأغنية المغربية في أفقها الإنساني والوجداني.
وأكد أسمر في تصريحه على أن التجديد هو ضرورة، مضيفا أن الأغنية المغربية اليوم تحتاج إلى نفس جديد، وإلى عقول تؤمن بأن الموسيقى وسيلة للارتقاء بالذوق العام، وليس فقط أداة للترفيه.
ويرى أن الرهان الأكبر في المرحلة المقبلة هو الدفاع عن هوية موسيقية مغربية منفتحة، بلا عقد، وقادرة على أن تخاطب العالم بلغة الإحساس الصادق والانتماء الجمالي العميق.