إثر عثور صياد سمك على جثته صدفة بعد 13 يوما من فقدانه غرقا .. خنيفرة تشيع جثمان “غريق نهر أم الربيع” الطفل محمد الراجي في موكب جنائزي غفير ومؤثر

  • بعد 13 يوما من البحث المتواصل عن جثته بمياه نهر أم الربيع، والعثور عليها يوم عيد الفطر بمنطقة خارج المدينة، لينتهي فصل طويل من الترقب والصدمة في موكب جنائزي مهيب ومؤثر، ودّعت فيه مدينة خنيفرة، مساء الثلاثاء فاتح أبريل 2025، الطفل محمد الراجي إلى مثواه الأخير بمقبرة أحطاب، وذلك وسط أجواء خيّم عليها الحزن والأسى. ورغم ظلام الليل الذي خيّم على المقبرة، كان الحضور الغفير من أهل وشباب المدينة، وأصدقاء العائلة ومختلف الفعاليات المحلية وثلة من المنتخبين، فضلا عن عناصر من السلطة المحلية والإقليمية، وأعوان السلطة، يتقدمهم باشا المدينة، رئيس الشؤون الداخلية للعمالة، قائد المقاطعة، رئيس الجماعة.

    وكان عدد المشيعين تعبيرا عن حجم التعاطف الكبير الذي حظيت به هذه الفاجعة، وبعد إقامة صلاة الجنازة على روح الفقيد داخل المقبرة، وإتمام مراسم الدفن، ألقى رئيس المجلس العلمي المحلي لخنيفرة كلمة مؤثرة عبّر فيها عن عميق حزنه وأسفه لهذا المصاب الجلل، مؤكدا “أن الطفل محمد الراجي لم يكن فقط ابن أسرته، بل أصبح ابن خنيفرة كلها، إذ تفاعل الجميع مع قصته وعاشوا لحظات البحث عنه بقلوب واجفة وعيون دامعة”، ومضيفا “أنه من الصعب أن يفقد الإنسان فلذة كبده وجزءً من حياته”، فيما شدد “أن قضية الطفل محمد هي قضية الجميع”، سائلا الله أن “يجعله طيرا من طيور الجنة”، كما لم يفته التذكير بما “بشّر به النبي الأبوين اللذين يفقدان أصغر أطفالهما”.

    ويذكر أنه بعد ثلاثة عشر يوما من البحث المضني والمستمر، تحولت أنظار سكان مدينة خنيفرة، مساء الاثنين 31 مارس 2025 (أول أيام عيد الفطر)، صوب منطقة “تويرس” على مستوى “مزديلفان” التابعة لجماعة لهري، حيث تم العثور على جثة الطفل محمد الراجي (12 سنة)، الذي كان مفقودا في مياه نهر أم الربيع، منذ عشية الأربعاء 19 مارس 2025، وعلى الفور، تم إشعار الجهات المعنية بالعثور على الجثة، مما أدى إلى حضور كثيف لعناصر الوقاية المدنية والدرك والقوات المساعدة والسلطات المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى توافد عدد كبير من المواطنين الذين تابعوا بقلوب واجفة تفاصيل انتشال الجثمان.

    وجاء العثور على الجثة بعد أن رصدها أحد صيادي السمك ليلا عن طريق الصدفة وهو يهم حمل حقيبة عمله، وفق المعلومات الأولية، ليتم على الفور انتشالها ونقلها إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي لخنيفرة، ومنه إلى المستشفى الجهوي لبني ملال لإخضاعها للتشريح الطبي، وفق الإجراءات القانونية والطبية المعمول بها تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وبينما خيم الحزن العميق على أسرة الطفل المكلومة وأهالي المنطقة، كان هناك نوع من الارتياح وسط الجميع لإمكانية تمكين والدته وأسرته من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه ودفنه وفق التقاليد المتبعة والشعائر الإسلامية.

    ويذكر أنه منذ لحظة وقوع الحادث بالقرب من “القنطرة القديمة” المحاذية لقصبة موحى وحمو الزياني، ظلت الجهود متواصلة من قبل فرق الوقاية المدنية، التي استعانت بفرق الغطاسين والضفادع البشرية، إلى جانب متطوعين بذلوا جهودا حثيثة في البحث عن الجثمان المفقود، ورغم الصعوبات الكبيرة التي واجهت عمليات البحث، بما في ذلك حمولة المياه والتلوث الناجم عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة، فضلا عن التيار الجارف الذي أبعد الطفل عن موقع سقوطه، لم تتوقف المحاولات حتى اليوم الذي تم فيه العثور على الجثة التي أكدت مصادر بشأنها أنها لم تتحلل كثيرا، والجبين ما يزال حاملا ل “الخالة ” التي تميز الفقيد عن شقيقه التوأم.

    وفي خضم هذه الأحداث المؤلمة، كان عامل إقليم خنيفرة، محمد عادل إهوران، يوم الاثنين 24 مارس 2025، قد قام بزيارة مفاجئة إلى موقع الحادث، مرفوقا برئيس الشؤون الداخلية وباشا المدينة، حيث عاين عمليات البحث وقدم تعازيه الحارة لعائلة الطفل الفقيد، ولم تتوقف متابعته عند هذا الحد، حيث اختار متابعة مستجدات الأمر، دون أن تفوته زيارة منزل العائلة صباح يوم عيد الفطر، الاثنين 31 مارس 2025، أي قبل ساعات قليلة فقط من إعلان العثور على جثة الطفل وسط تعاطف واسع مع أسرته المفجوعة رغم الألم العميق الذي خلفه فقدانه الذي سيظل ذكرى مؤلمة في ذاكرة ساكنة المنطقة.

     

     


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 07/04/2025