كانت قد تحولت بقرار شجاع من محطة للحافلات إلى حديقة قبل أن يتدهور وضعها
انتفض سكان بساحة بوشنتوف بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان في مدينة الدارالبيضاء ضد قرار إحداث «مرفق صحي» وسط الساحة أمام منازلهم. وهبّ الغاضبون للتعبير عن احتجاجهم لأحد الموظفين الذي كان مرفوقا بعون للسلطة مطلع الأسبوع الجاري، عندما عاين المواطنون عملية «تخطيط» الرقعة التي قيل بأنها ستحتضن العملية، حيث صبّ المحتجون جامّ غضبهم على المعنيين داعين إياهما إلى العودة من حيث جاءا.
وعبّر المحتجون عن رفضهم لهذه الخطوة التي اعتبروها تمسّ بكرامتهم المهانة أصلا، بفعل حاويات النفايات التي يطلّون عليها صباح مساء والتي تقتحم رائحتها النوافذ والجدران لتزكم أنوفهم، وغيرها من المشاهد التي وصفوها بالشائنة والمسيئة التي باتت الساحة تحتضنها، وهي التي سبق وأن كانت مسرحا لمعركة من أجل خدمة الصالح العام، بعد أن تم اتخاذ قرار بإزالة حافلات النقل العمومي التي كانت تتسبب في تلويث المكان ونشر الضجيج والصخب وغيرها من الأضرار لسنوات، وهو القرار الذي كان شجاعا آنذاك على عهد رئيس جماعة بوشنتوف السابق الاتحادي عبد الهادي هلالي، حيث تم تحويلها إلى حديقة، لكن مع تعاقب المجالس تدهورت وضعيتها وأضحت عبارة عن ساحة إسمنتية بدون روح.
وإذا كان قرار إحداث مراحيض عمومية في مختلف تراب العاصمة الاقتصادية تقتضيه ضرورات متعددة، صحية وغيرها، ويهدف إلى تمكين المواطنين من قضاء حاجاتهم، خاصة المسنين والمصابين بأمراض مزمنة كالسكري في ظروف لائقة بعيدا عن الصور التي تخدش الناظرين وتنشر النتانة في الشوارع والأزقة، ويندرج كذلك في إطار الاستعداد لاستقبال الجماهير الغفيرة التي ستحلّ ببلادنا لمتابعة كأس إفريقيا أولا ثم مونديال 2030 ثانيا، فإن المحتجين كان لهم رأي آخر، حيث طالبوا بقدوم رئيس المقاطعة إلى عين المكان متسائلين إن كان أي مسؤول سيرضى بأن يحدث مرحاضا عموميا أمام منزل سكنه أو سكن والديه المسنين، ليستفيقوا ويناموا على صور كلها قتامة؟
وفي سياق ذي صلة يطالب عدد من قاطني بوشنتوف بإصلاحات فعلية للساحة تعيد لها رونقها وتمكّنها من أن تصبح متنفسا بيئيا حقيقيا، عوض استمرار احتضانها لعدد من المتناقضات المسيئة، والتي يطرح وجودها أكثر من علامة استفهام، عل مدبري الشأن المحلي بالمقاطعة؟ وجدير بالذكر أن عملية إحداث مراحيض عمومية تتواصل في تراب العمالة، ومن بينها إحداث مرافق صحية على مستوى شارع الفداء وكذا عند تقاطعه مع شارع 2 مارس وبساحة كراج علال، على سبيل المثال لا الحصر.