في خضم الإنجازات التي حققتها كرتنا الوطنية على مستوى الأندية والمنتخب النسوي ومنتخب أقل من 17 سنة ومنتخب مبتوري الأطراف، تطفو خيبة أمل كبيرة على ألعاب القوى الوطنية، بعد الحصاد السلبي الذي تم تسجيله في بطولة العالم المقامة بالولايات المتحدة الأمريكية والذي كان كارثيا بكل المقاييس باستثناء ذهبية سفيان البقالي في مسابقة 3000 متر موانع، وهو الفوز الذي جاء بمجهود ذاتي للعداء المغربي، لكن دون أن تحجب الإخفاق المغربي في دورة بوجين 2022 بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث لم يتمكن الوفد المغربي الذي كان يضم 14 عداء وعداءة واحدة من تحقيق أية نتيجة تذكر، الأمر الذي يطرح لأكثر من علامة استفهام حول هذه المشاركة، التي تعيد واقع ألعاب القوى الوطنية إلى الواجهة بعد أن خبا توهجها بشكل ملفت ومؤسف.
فبعدما كنا نسجل النتائج المبهرة ونحطم الأرقام القياسية في مسافات 800 متر و1500 متر التي كانت اختصاصا مغربيا، و5000 متر و10 آلاف إضافة إلى النتائج المتميزة في سباق الماراثون، والأسماء اللامعة التي صالت وجالت في حلبات السباق في الملتقيات العالمية وحققت العديد من الإنجازات وتركت بصمتها كبيرة من أمثال، حدو جادور، بنعيسى باكير،الغازي، عبد السلام الراضي، ثم فيما بعد الجيل الذهبي بقيادة الأسطورة سعيد عويطة، نوال المتوكل، فاطمة عوام، خالد السكاح، هشام الكروج، بولامي، نزهة بيدوان زهرة واعزيز، صلاح حيسو، إبراهيم لحلافي وغيرهم من الأبطال الذين أنجبتهم ألعاب القوى الوطنية قبل أن يصيبها العقم منذ 2006 حيث حضور ألعاب القوى الوطنية بالملتقيات الدولية لم يعد بالزخم الذي كان في السابق، وأصبح حضورها محتشما ومن أجل المشاركة لا غير.
الجميع هنا يتذكر متابعة الجماهير المغربية للسباقات الدولية التي كان يشارك فيها أبطال مغاربة وكان حرص هذه الجماهير العاشقة على تتبع هذه السباقات وفي بعض الأحيان إلى ساعات متأخرة من الليل لتحتفل بالنصر والإنجازات التي كانت تحققها ألعاب القوى الوطنية، فمن المسؤول عن هذا الإخفاق الذي سجلته وتسجله ألعاب القوى الوطنية منذ سنوات؟ إنه السؤال الحارق الذي تطرحه الجماهير المغربية وهي تتجرع مرارة النتائج الكارثية، فمن غير المنطقي أن يستمر هكذا وضع دون تحديد الأسباب التي كانت وراء هذا الفشل الذي أساء لرياضتنا الوطنية التي كان يضرب لها ألف حساب.
إخفاق ألعاب القوى الوطنية في بطولة العالم وصمت رهيب في الرباط

الكاتب : الطيب الشكري
بتاريخ : 27/07/2022