توالت الإدانات العربية والدولية لمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص القوات الإسرائيلية أثناء تغطيتها اقتحام تلك القوات لمخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية، فيما طالب رئيس الحكومة الفلسطينية بتحقيق دولي تشارك فيه الأمم المتحدة في الواقعة.
قد أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في بيان، “بأشد العبارات مقتل الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، برصاص إسرائيلي”، مؤكدا أن ما حدث “جريمة بشعة في حق الصحافة وحرية الإعلام لا ينبغي السماح بمرورها مر الكرام وبما يستوجب تحقيقا شاملا” .
وتابع أبو الغيط أن “الجريمة ليست بمستغربة على الاحتلال الذي درج علي ألا يعبأ بأية معايير لاحترام حقوق الإنسان، ويسعى إلى إسكات الصوت الفلسطيني؛ محملا الحكومة الإسرائيلية المسئولية عن هذه الجريمة الم فجعة، ومشددا علي ضرورة معاقبة مرتكبيها الآثمين”.
فيما وصف سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نيديس مقتل شيرين أبو عاقلة بأنه خبر “محزن جدا”، داعيا إلى فتح تحقيق شامل في ملابسات مقتلها.
وقال نيديس، عبر تويتر، “نشعر بحزن عميق لفقدان الصحفية الأميركية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة وأشجع على إجراء تحقيق شامل في ملابسات وفاتها وإصابة صحفي آخر على الأقل اليوم في جنين”.
كما عبرت بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين عن صدمتها إزاء الواقعة، قائلة عبر فيسبوك “مصدومون من مقتل مراسلة الجزيرة الصحفية شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة جنين، نعرب عن أعمق تعازينا لأسرتها وندعو إلى إجراء تحقيق سريع ومستقل لتقديم الجناة إلى العدالة. من الضروري ضمان سلامة وحماية الصحفيين الذين يغطون النزاعات”.
وأدان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، عبر تويتر الواقعة قائلا “ندين بأشد العبارات قتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في جنين المحتلة جريمة بشعة، واعتداء صارخا على حرية الصحافة يجب محاسبة مرتكبيها”.
وأضاف “كما ندين جريمة إطلاق النار على الصحافي علي السمودي ونتمنى له الشفاء العاجل. يجب إطلاق تحقيق فوري وشفاف يفضي إلى معاقبة مرتكبي جريمتي قتل شيرين أبو عاقلة رحمها الله وإطلاق النار على السمودي في جنين المحتلة”.
كما أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن “إدانة واستنكار دولة الكويت الشديدين لاغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقله بالقرب من مخيم جنين وإصابة إعلامي آخر”.
وقالت الوزارة في بيان لها اليوم “إن هذه الجريمة النكراء التي تتحمل سلطات الاحتلال مسؤولياتها كاملة تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وتعديا سافرا على حرية التعبير والإعلام ودليلا جديدا دامغا على بشاعة الاعتداءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الشقيق الأمر الذي يستوجب من المجتمع الدولي فتح تحقيق لمساءلة مرتكبي هذه الجريمة البشعة وملاحقتهم أمام جهات العدالة الدولية”.
وأضافت “كما يتطلب أيضا من المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات اللازمة للجم الاعتداءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الشقيق وتوفير الحماية له ولحقوقه وممتلكاته”.
وفي لبنان، أرسل الرئيس ميشال عون برقية تعزية إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة أكد فيها “جريمة جديدة لإسرائيل تضيف فصلا جديدا من الاعتداء والاستهتار بالحقوق والحياة والعدالة”.
وأدانت قطر أيضا الواقعة عبر وزارة الخارجية التي أكدت في بيان أنها “تدين دولة قطر بأشد العبارات اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي، الإعلامية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة بالقرب من مخيم جنين، وإصابة الصحفي علي السمودي منتج قناة الجزيرة، وتعتبرهما جريمة شنيعة وانتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي وتعديا سافرا على حرية الإعلام والتعبير وحق الشعوب في الحصول على المعلومات”.
ودعت الخارجية القطرية المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل “لمنع سلطات الاحتلال من ارتكاب المزيد من الانتهاك لحرية التعبير والمعلومات، واتخاذ كافة الإجراءات لوقف العنف ضد الفلسطينيين والعاملين في وسائل الإعلام، وضرورة حمايتهم”.
كما أدانت مصر مقتل شيرين أبو عاقلة وطالبت بفتح تحقيق فوري شامل في الواقعة.
وأعربت الخارجية المصرية، في بيان “عن إدانتها بأشد العبارات لجريمة الاغتيال النكراء للصحفية الفلسطينية والمراسلة في قناة الجزيرة المرحومة شيرين أبو عاقلة، وذلك بالقرب من مخيم جنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك إصابة الصحفي علي السمودي”.
وأكدت أن تلك “الجريمة بحق الصحفية الفلسطينية خلال تأدية عملها ت عد انتهاك ا صارخ القواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني وتعديا سافرا على حرية الصحافة والإعلام والحق في التعبير”، م طالبة “بالبدء الفوري في إجراء تحقيق شامل ي فضي إلى تحقيق العدالة الناجزة”.
في سياق متصل، أدان مجلس الشعب السوري اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة.
وعبرت لجنة الإعلام والاتصالات في البرلمان السوري، في بيان نشرته الوكالة السورية الرسمية للأنباء سانا عن “إدانتها اغتيال الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وقالت اللجنة إنه “يوم حزين من أيام لفها السواد.. يوم ارتقت فيه شهيدة من شهداء الكلمة الصادقة.. بطلة مقاومة.. تعرفها بيارات البرتقال والليمون.. شهد خطواتها تراب فلسطين المقدس.. شيرين أبو عاقلة إعلامية ترتقي شهيدة الكلمة والحق”.
كما أدانت الخارجية السورية، في بيان “بأشد العبارات استمرار اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا في مدينة القدس”.
وفي إيران، ندد الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في بيان “بالاستهداف المتعمد لمراسلة قناة الجزيرة القطرية في الأراضي المحتلة من قبل قوات كيان الاحتلال الصهيوني، واستشهاد هذه الصحفية البارزة”.
وطالب خطيب زاده المنظمات الدولية ومنظمة حقوق الإنسان واتحادات الإعلام الدولي “بإجراء تحقيق مستقل في استشهاد الصحفية شيرين أبو عقلة ومحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه”.
وبوقت مبكر من اليوم، أعلنت شبكة “الجزيرة” القطرية مقتل مراسلتها الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص الجيش الإسرائيلي؛ أثناء تغطيتها الصحفية لاقتحام القوات الإسرائيلية مخيم جنين شمال الضفة الغربية.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن شيرين أبو عاقلة قتلت برصاصة حية في الرأس، مشيرة أيضا إلى إصابة الصحفي علي السمودي، برصاصة حية في الظهر؛ موضحة أن وضعه مستقر.
بالمقابل، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، إلى فتح تحقيق مشترك مع الجانب الفلسطيني، في واقعة مقتل مراسلة قناة “الجزيرة”، الإعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة؛ فيما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت “مسلحين فلسطينيين” بأنهم السبب في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة عبر إطلاق النيران بشكل عشوائي، حسب قوله.
إلا أن وزارة الخارجية الفلسطينية رفضت تلك الدعوة قائلة إنها “مثيرة للسخرية وامتدادا لارتكابهم الجريمة بأشكال مختلفة، كجزء لا يتجزأ من حملة سياسية إعلامية إسرائيلية تضليلية لطمس الحقيقية بروايات مضللة وكاذبة”.
كما دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إلى تحقيق دولي تشارك فيه الأمم المتحدة ومختلف الأطراف “للتحقيق بجريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة”، مشيرا إلى أن فلسطين مستعدة أن تكون جزءا من لجنة تحقيق دولية ذات مصداقية.
وأضاف اشتية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن “دولة فلسطين مستعدة لتوفير الدعم اللازم للجنة تحقيق مستقلة، وتتحفظ على أن تكون إسرائيل جزءا منها وتعتبر أنه يقوض مصداقية التحقيق”.ودعت الولايات المتحدة الى إجراء تحقيق “شفاف” حول مقتل الصحافية الاميركية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة الاربعاء فيما كانت تغطي عملية للجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
وصرحت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد لصحافيين “ينبغي النظر في هذا الأمر في شكل شفاف. نشجع الطرفين على المشاركة في هذا التحقيق بحيث نتمكن من فهم سبب حصول ذلك”.
بدورها، دعت وزارة الخارجية الأميركية الى تحقيق “فوري ودقيق”، مطالبة ب”محاسبة” المسؤولين عن مقتل الصحافية، وفق ما اورد المتحدث نيد برايس.
وكتب برايس على تويتر “نحن متأثرون بشدة وندين بقوة مقتل الصحافية الاميركية شيرين أبو عاقلة”.
واوضحت ليندا توماس غرينفيلد ان ابو عاقلة اجرت مقابلة معها في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت لمناسبة زيارة قامت بها للمنطقة، مؤكدة أنها “تكن لها احتراما كبيرا”.
وقالت الدبلوماسية الاميركية “سنفتقدها جميعا وندعو الى تحقيق شفاف حول مقتلها”، مؤكدة اهمية “أن يتمكن الصحافيون من القيام بعملهم من دون خوف”.
وشددت على أن “الاولوية المطلقة” للولايات المتحدة تكمن في “حماية المواطنين الاميركيين والصحافيين”.
وقال بيتر ستانو المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل في بيان “لا بد من أن يوضح تحقيق معمق ومستقل في أسرع وقت كل ظروف هذه الحوادث وأن يحال المسؤولون (عنها) أمام القضاء”.
واضاف البيان أن “الاتحاد الاوروبي يدين بشدة مقتل الصحافية الفلسطينية الأميركية في قناة الجزيرة … من غير المقبول استهداف الصحافيين أثناء أدائهم عملهم. يجب ضمان سلامة الصحافيين الذين يغطون حالات النزاع وحمايتهم في جميع الأوقات”.
ولم يلق البيان باللوم على جهة محددة في إطلاق النار.
فلسطينية شجاعة
في أرض نزاع
شيرين أبو عاقلة، الفلسطينية التي قتلت الأربعاء خلال عملية أمنية للجيش الإسرائيلي في جنين في الضفة الغربية المحتلة، صحافية مخضرمة كانت من أولى الوجوه التي ظهرت على شاشة قناة “الجزيرة” القطرية، ومعروفة بإقدامها وسعة اطلاعها على النزاع التاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ولدت شيرين أبو عاقلة (51 عاما) في مدينة القدس،وهي تحمل أيضا الجنسية الأميركية. تتحدر عائلتها من مدينة بيت لحم. درست أبو عاقلة الصحافة في جامعة اليرموك في الأردن، وعملت في الإذاعة الرسمية الفلسطينية “صوت فلسطين” وإذاعة مونتي كارلو، قبل أن تنضم في 1997 الى “الجزيرة” بعد سنة من انطلاقها.
وسرعان ما أصبحت شيرين أبو عاقلة نجمة في “الجزيرة” التي بدورها كانت أول قناة فضائية عربية شاملة.
وصفت شبكة الجزيرة مقتلها ب”الاغتيال”، مشيرة الى أن القوات الإسرائيلية قتلتها “بدم بارد برصاص حي بينما كانت تقوم بعملها الصحافي”.
وشكل مقتلها صدمة بين الفلسطينيين، لا سيما الإعلاميين الذين نعوها متحدثين عن شجاعتها، ولكن أيضا هدوئها ورزانتها. وهي مشهود لها بين زملائها بأخلاقها ومهنيتها.
وقالت زميلتها هدى عبد الحميد الموجودة حاليا في أوكرانيا في اتصال هاتفي معها من مكتب وكالة فرانس برس في القدس “كانت بالتأكيد صحافية شجاعة جدا”.
وأضافت “كنت أسألها: ألا تتعبين؟ لأنها كانت دائما حاضرة كلما حصل شيء، وكانت مقدامة أكثر مني بكثير”. وتابعت “لكنها كانت أيضا صحافية متمرسة لا تخاطر بشكل غبي لمجرد المخاطرة”.
في أشرطة الفيديو التي بثتها “الجزيرة” أو تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر صحافيون مصدومون ومتوترون قرب جثة شيرين التي كانت تضع سترة واقية من الرصاص كتب عليها “إعلام” بالانكليزية، وخوذة على رأسها.
في مقابلة معها أجرتها وكالة أنباء “النجاح” المحلية في نابلس، قالت أبو عاقلة “بالطبع أكون خائفة في كثير من الأحيان أثناء إعداد التقارير”، مضيفة “أنا لا أرمي بنفسي الى الموت، أنا أبحث عن مكان آمن أقف فيه وأعمل على حماية طاقمنا الصحافي قبل ان أقلق على اللقطات”.
كانت شيرين أبو عاقلة تغطي عملية أمنية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين عندما قتلت برصاصة في وجهها. قبل وقت قصير من ذلك، بث ت على حسابها على تويتر فيديو قصيرا التقطته من السيارة، مع عنوان “الطريق الى جنين”. وبدت في الصور طريق ضيقة، بينما يتساقط المطر على زجاج السيارة الأمامي
وأضافت “إنها تجسد الروح الفلسطينية التي في بعض الأحيان ترتجف وتقع، لكنها تفوق كل التوقعات وتنهض لمتابعة رحلاتها وأحلامها”.
نعتها شخصيات سياسية وقيادية بارزة وتنظيمات فلسطينية ومنظمات نقابية دولية والرئاسة الفلسطينية وحركة حماس الإسلامية في غزة وسفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نيدز.
وقال عنها الصحافي محمد دراغمة المدرس في جامعة بير زيت وأحد أصدقائها المقربين “أنا اعتبرها إحدى أقوى الصحافيين في العالم العربي. أنا أدر س تقاريرها لطلابي في جامعة بير زيت وفي قطاع غزة”.
وأشار الى أنه “كان لديها اهتمام كبير في مواصلة علاقاتها مع السياسين حتى لو لم تكن هناك قصة آنية. كانت تلتقي بهم باستمرار”.
وأضاف “هي لا تضع مشاعرها في الأخبار التي كانت تحرص على تقديمها بموضوعية وحيادية،كانت جملها تتميز بجمل قصيرة مكثفة،ووتيرة صوتها هادئة لا تحمل تحريضا”.
ونقل عنها أنها “كانت تقول” لا أريد تسيس قصتي أريد أن أعطي وقائع ومعلومات”.