إدانة مغني راب في خنيفرة بأربعة أشهر نافذة بتهمة “إهانة موظفين” طالبوا منه إغلاق محل يمارس فيه الحلاقة  

 

 في عز جائحة كوفيد 19، قضت ابتدائية خنيفرة بأربعة أشهر نافذة في حق فنان الراب والناشط المحلي، ياسين فلات، والذي جرى اعتقاله، صبيحة يوم الخميس 19 مارس 2020، وإيداعه بالسجن المحلي لخنيفرة، بتهمة “إهانة موظف عمومي أثناء مزاولته لعمله”، وذلك على خلفية اليوم الذي كانت فيه لجنة مختصة، تقودها قائدة المقاطعة الثالثة، مرفوقة بأعوان سلطة وعناصر من الأمن، في مهمة إجبار المحلات المهنية والتجارية على إغلاق أبوابها، في إطار الاجراءات المتعلقة بالتصدي لفيروس كورونا، وطالبت من المعني بالأمر بإغلاق محله الذي يمتهن فيه مهنة الحلاقة، فاحتج، بشكل سلمي، على أسلوب الانتقائية عبر استهدافه دون غيره من المحلات.

وفات لمجموعة من النشطاء المحليين أن أجمعوا على وصف اعتقال ياسين فلات ب “التعسفي والجائر”، انطلاقا من استهدافه قبل دخول قانون الاغلاق حيز التطبيق، ومن هويته ووضعيته الاجتماعية، وبالنظر لكون محله المهني هو مورد رزقه الوحيد، ومصدر عيش أسرته، فيما لم يفت “لجنة بوذا لدعم المعتقلين السياسيين”، بخنيفرة، إصدار بيان في الموضوع، معتبرة فيه اعتقال المعني بالأمر جزء من أساليب ” قمع الأصوات المنتقدة للقرارات العشوائية والجائرة والسياسات الطبقية العدوانية”، بحسب مضمون البيان الذي طالبت فيه اللجنة بالإفراج عن ياسين فلات، ووقف ما أسمته ب “التجاوزات والتعديات الممنهجة بمبرر الحجر الصحي”، على حد تعبيرها.

ويذكر أن ياسين فلات سبق اعتقاله، علم 2015، من طرف شرطة خنيفرة، وإحالته على وكيل الملك، حيث تمت متابعته، في حالة سراح، قبل إدانته بـشهرين موقوفة التنفـيذ، وهو الحكم الذي قوبل بتضامن واسع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على اعتبار الحكم الصادر في حق المعني بالأمر يأتي على خلفية تسجيله لفيديو كليب تحت عنوان “كورسيكا”، اعتبرته الشرطة “محرضا على العنف وماساً بجهاز الأمن”، بناء على ما تضمنه من كلمات قوية ينتقد فيها ارتفاع الأسعار والفساد المالي ومظاهر البطالة والفقر والهشاشة واتساع الحرمان من العيش الكريم، ما حمل المتضامنين إلى اعتبار اعتقال ياسين فلات انتهاكا صريحا لحرية التعبير التي تشمل حرية الإبداع والفن.

الفيديو الغنائي الذي كان وقتها سببا وراء اعتقال مغني الراب، ياسين فلات (المنتقم)، كان قد لقي إقبالا كبيرا من طرف متصفحي الشبكة العنكبوتية، يظهر فيه المغني المذكور وهو بحي شعبي بخنيفرة، الكورص أو “كورسيكا” التي يصفها بحومته المحصنة، ووسط شبابه التائه بين الفراغ والبطالة و”الحشيش”، ثم صور لسيارات الشرطة تتحرك بين الدروب المهمشة، حيث انتقد السلطة والفقر والواقفين وراء إغراق الشباب في المخدرات و”القرقوبي”، والمعاقبين لكل من يجهر بالحق، إلى غيرها من الكلمات التي كانت كافية لوضع ياسين في خانة المغضوب عليهم من طرف السلطات.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 16/04/2020