إسبانيا تشرع في تصدير الغاز إلى المغرب عبر الأنبوب المغاربي

بدأت إسبانيا، أول أمس، في تصدير الغاز إلى المغرب عبر أنبوب الغاز المغرب العربي أوروبا، الذي كان النظام الجزائري قد أوقف العمل به من طرف واحد نهاية شهر أكتوبر الماضي.
مصادر إعلامية إسبانية ذكرت بهذا الخصوص أن البيانات الرسمية التي أعلنت عنها شركة «إنغاس»، المختصة في نقل وإدارة شبكة الغاز بإسبانيا، أكدت بداية تدفق الغاز بشكل عكسي عبر الأنبوب المغاربي، وذلك لتلبية مطالب المغرب من الطاقة.
وأكدت ذات المصادر أن الغاز الذي شرع في تصديره إلى المغرب مصدره من قطر والولايات المتحدة ودول أخرى ليس من بينها الجزائر، كما سبق وأعلنت عن ذلك تيريزا ريبيرا، وزيرة التحول الطاقي بالحكومة الإسبانية قبل شهرين.
مصادر من شركة إينغاس أكدت بدورها أن الغاز المصدر إلى المغرب حصل عليه من الأسواق الدولية كغاز مسال، وتم شحنه إلى إسبانيا حيث تم تحويله إلى غاز قبل ضخه عبر الأنبوب المغاربي.
ومعلوم أن الجزائر، وفي إطار سياسة التصعيد ضد المغرب، قررت من جانب واحد وقف العمل بأنبوب الغاز المغرب العربي أوروبا ابتداء من نهاية أكتوبر الماضي.
وأثار القرار الجزائري تنديدا واسعا في أوروبا، واعتبر الكثير من السياسيين والمراقبين هذه الخطوة الأحادية الجانب بمثابة ابتزاز من طرف الجزائر في حق إسبانيا وأوروبا، كما ندد العديد من البرلمانيين والفاعلين السياسيين الأوروبيين بقرار الجزائر الأحادي، معتبرين أنه يشكل ابتزازا غير مقبول.
وعلى إثر ذلك، قررت الحكومة الإسبانية اللجوء إلى موردين جدد لإمدادها باحتياجاتها من الغاز، وتقليل الاعتماد على الجزائر. وأكدت مختلف التقارير أنه في الأشهر الأخيرة أصبحت الولايات المتحدة المزود الأول لإسبانيا بالغاز والبترول أيضا، كما تم توقيع اتفاق مع دولة قطر بهذا الخصوص.
وبحسب الأرقام التي سبق أن نشرتها مؤسسة الاحتياطيات الاستراتيجية للمنتجات البترولية، فإن الغاز الجزائري لم يعد يمثل سوى 23.4٪ من إجمالي الغاز الذي تحصل عليه إسبانيا من الأسواق الدولية، حيث انخفضت الواردات الإسبانية من الجزائر بنسبة 35٪.
وحسب هذه الأرقام، أصبحت الولايات المتحدة المورد الرئيسي لإسبانيا من الغاز، وأيضا البترول، تليها الجزائر ثم نيجيريا فروسيا في المرتبة الرابعة. وتسعى إسبانيا، حسب مصادر متتبعة لملف الطاقة، إلى التخلي تدريجيا عن الغاز الجزائري، لعدم ثقتها في النظام العسكري الحاكم هناك، وتظهر في الأفق بدائل أخرى، منها نيجيريا، بعد الاتفاق مع المغرب على إنشاء أنبوب غاز باتجاه أوروبا، ثم قطر فالولايات المتحدة، كما أن إسبانيا تسعى إلى إقناع الاتحاد الأوروبي، بتكوين جبهة موحدة لضمان أمنه الطاقي، والتفاوض باسم باقي دول الاتحاد للتزود بالغاز على غرار ما قام به في أزمة كورونا، حيث تفاوض الاتحاد الأوروبي لاقتناء ما يحتاجه أعضاؤه من لقاحات.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 30/06/2022