إسرائيل تسعى بدعمها للدروز الى إضعاف سوريا وفق محللين‮ ‬

يرى محللون أن التزام إسرائيل بالدفاع عن الطائفة الدرزية في‮ ‬سوريا،‮ ‬رغم أنه‮ ‬ي‮ ‬فس ر جزئي‮ ‬ا بالضغوط السياسية الداخلية،‮ ‬يرمي‮ ‬بالأساس إلى تحقيق هدف استراتيجي‮ ‬بعيد المدى‮ ‬يتمثل في‮ ‬إضعاف البلد العربي‮ ‬المجاور‮.‬
وفي‮ ‬ظل الحرب المستمرة منذ‮ ‬19‮ ‬شهرا مع حركة حماس في‮ ‬قطاع‮ ‬غزة،‮ ‬كثفت إسرائيل ضرباتها على سوريا منذ الإطاحة بالرئيس السوري‮ ‬بشار الأسد في‮ ‬ديسمبر‮.‬
بعد اندلاع مواجهات دامية في‮ ‬سوريا على خلفية طائفية في‮ ‬مارس،‮ ‬هددت إسرائيل بالتدخل عسكريا في‮ ‬سوريا‮ «‬إذا أقدم النظام على المساس بالدروز‮».‬
وعلق جيرار آرو،‮ ‬السفير الفرنسي‮ ‬السابق في‮ ‬تل أبيب والأمم المتحدة وواشنطن،‮ ‬عبر منصة‮ «‬إكس‮»‬،‮ ‬قائلا‮ «‬إسرائيل التي‮ ‬تغاضت عن المجازر في‮ ‬الحرب الأهلية،‮ ‬تؤجج النزاعات الطائفية في‮ ‬سوريا‮».‬
ويؤكد وزير الخارجية جدعون ساعر باستمرار على‮ «‬ضرورة حماية‮» ‬الأقليات الكردية والعلوية والمسيحية والدرزية في‮ ‬سوريا‮. ‬ومنذ العام‮ ‬2013،‮ ‬نشر مقالا بعنوان‮ «‬وداعا سوريا‮»‬،‮ ‬دعا فيه إلى تقسيم البلاد إلى كيانات متعددة على أسس عرقية ودينية،‮ ‬وإلى‮ «‬حكم ذاتي‮ ‬درزي‮ ‬في‮ ‬جنوب‮ ‬غرب سوريا‮».‬
وإسرائيل وسوريا في‮ ‬حالة حرب منذ العام‮ ‬1967،‮ ‬تاريخ احتلال إسرائيل لجزء من هضبة الجولان السورية،‮ ‬وإن كانت الحدود بينهما ظلت هادئة لسنوات طويلة‮. ‬وشاركت دمشق،‮ ‬الجارة الأكبر لإسرائيل من الشمال الشرقي،‮ ‬في‮ ‬ثلاث حروب عربية-إسرائيلية ضد الدولة العبرية،‮ ‬أولها بين عامي‮ ‬1948‮-‬1949،‮ ‬والثانية في‮ ‬يونيو‮ ‬1967،‮ ‬وحرب أكتوبر‮ ‬1973‮.‬
وضمت إسرائيل الجولان عام‮ ‬1981‮.‬
ومنذ عام‮ ‬2013،‮ ‬نفذت إسرائيل آلاف الضربات الجوية في‮ ‬سوريا خلال سنوات النزاع الداخلي‮ ‬الدامي،‮ ‬وكثفت هجماتها عام‮ ‬2015‮ ‬بعد إرسال طهران آلاف المقاتلين لدعم حكم بشار الأسد‮. ‬وأعلنت مرارا أنها لن تسمح بتج ر إيران قرب حدودها‮.‬
بعد سقوط حكم الأسد،‮ ‬سيطرت إسرائيل على المنطقة العازلة المنزوعة السلاح والتي‮ ‬تتواجد فيها قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في‮ ‬الجولان،‮ ‬ونفذت مئات الضربات ضد أهداف عسكرية في‮ ‬سوريا،‮ ‬بذريعة منع انتقال سلاح الدولة إلى السلطات الجديدة التي‮ ‬تتهمها بالتطرف‮.‬
ويتواجد الدروز أتباع طائفة متفرعة من المذهب الاسماعيلي،‮ ‬ثاني‮ ‬أكبر الفروع لدى الشيعة بعد الاثني‮ ‬عشرية،‮ ‬بشكل رئيسي‮ ‬في‮ ‬سوريا ولبنان وإسرائيل‮.‬
في‮ ‬إسرائيل،‮ ‬يشكلون أقلية ناطقة بالعربية‮ ‬يبلغ‮ ‬عددها أكثر من‮ ‬150‭,‬000‮.‬
ويتوزع الدروز على أكثر من‮ ‬20‮ ‬قرية في‮ ‬الجليل وجبل الكرمل وهضبة الجولان المحتلة‮. ‬ويبلغ‮ ‬عدد حاملي‮ ‬الجنسية الإسرائيلية‮ ‬153‮ ‬ألفا،‮ ‬وفق دائرة الاحصاء المركزي‮.‬
يضاف إليهم نحو‮ ‬23‮ ‬ألفا في‮ ‬الجولان،‮ ‬غالبيتهم العظمى تحمل إقامات إسرائيلية دائمة‮.‬
وبحسب المرصد السوري‮ ‬لحقوق الإنسان،‮ ‬أسفرت الاشتباكات التي‮ ‬اندلعت في‮ ‬28‮ /‬أبريل بين مسلحين دروز وعناصر أمن ومقاتلين مرتبطين بالسلطة،‮ ‬عن مقتل‮ ‬126‮ ‬شخصا في‮ ‬صحنايا وجرمانا قرب دمشق،‮ ‬وفي‮ ‬معقل الدروز في‮ ‬السويداء في‮ ‬جنوب‮ ‬غرب البلاد‮.‬
بعد هذه الاشتباكات،‮ ‬وصف الشيخ حكمت الهجري،‮ ‬أحد أبرز القادة الروحيين الدروز في‮ ‬السويداء،‮ ‬أعمال العنف الجارية ب»هجمة إبادة‮ ‬غير مبررة‮»‬،‮ ‬ودعا إلى تدخل‮ «‬قوات دولية لحفظ السلم‮»‬،‮ ‬مؤكدا أن الدروز‮ «‬جزء لا‮ ‬يتجزأ من سوريا‮».‬
في‮ ‬إسرائيل،‮ ‬شارك الدروز في‮ ‬تظاهرات طالبوا فيها الحكومة بالدفاع عن أبناء طائفتهم في‮ ‬سوريا‮.‬
ومنذ قيام الدولة العبرية عام‮ ‬1948،‮ ‬يعتبر الدروز موالين للدولة العبرية،‮ ‬وهم‮ ‬يشغلون مناصب في‮ ‬الجيش والشرطة‮.‬
ويقول إفرايم عنبار،‮ ‬الباحث في‮ ‬مركز أبحاث الأمن القومي‮ ‬الإسرائيلي،‮ «‬تشعر دولة إسرائيل بأنها مدينة للدروز ولمساهمتهم الاستثنائية في‮ ‬الجيش الإسرائيلي‮».‬
وبحسب رأيه،‮ ‬فإن الدفاع عن الدروز هو أيضا جزء الاستراتيجية الجيوسياسية الجديدة بعد الأسد،‮ ‬والتي‮ ‬تتمثل في‮ ‬محاولة إسرائيل‮ «‬حماية الأقليات الدرزية والكردية من الأغلبية السنية‮».‬
ويقول أندرياس كريغ،‮ ‬المحاضر البارز في‮ «‬كينغز كولدج لندن‮»‬،‮ ‬إن إسرائيل لا تتحرك‮ «‬بدافع إنساني‮ ‬تجاه الطائفة الدرزية‮»‬،‮ ‬بل إنها‮ «‬تستخدم بوضوح‮ (‬هذه الأقلية‮) ‬كذريعة لتبرير احتلالها العسكري‮… ‬لأجزاء من سوريا‮».‬

 


بتاريخ : 12/05/2025