إسنادا لأدوارها الحيوية على أكثر من صعيد : ضرورة تعزيز المحاكم بمختلف الجهات بالأعداد اللازمة من العنصر البشري

سجلت السنوات الأخيرة تقصا ملحوظا في‮ ‬العنصر البشري‮ داخل المحاكم ، هو ‬الذي‮ ‬يؤدي‮ ‬خدمة إدارية مهمة‮ – ‬كتاب وكاتبات الضبط والاعوان – وواجبا دينيا أمر به الله وأوكله لبعض عباده‮ – ‬القضاة‮ – ‬قبل أن‮ ‬يكون وظيفة دستورية تلعب دورا أساسيا في‮ ‬الأمن والاستقرار،‮ أو قد تكون ـ على العكس من ذلك، سببا ليس فقط في‮ ‬ضعف الثقة في‮ ‬الدولة ومؤسساتها‮، ‬وانما في‮ ‬تنامي‮ ‬الجريمة والاحتجاج السلمي‮ ‬الذي‮ ‬قد‮ ‬يتحول الى عصيان،‮ ‬و مظاهرات قد‮ ‬يستغلها البعض لإشعال نار الفتنة واللا استفرار …
ها النقص‮ ‬في أعداد ‮ ‬القضاة والموظفين نتج عن عدة أسباب منها‮: ‬المغادرة القانونية للتقاعد رغم الزيادة للبعض في‮ ‬سنوات العمل لأربع أو ست سنوات‮، ‬ ووفاة البعض رحمهم الله، والأعداد المحدودة الملتحقة سنويا من الافواج المتخرجة من المعهد العالي‮ ‬للدراسات القضائية‮ ‬بالرباط‮ ، ‬والمحددة كذلك بالنسبة للقبول في‮ ‬وظيفة كتابة الضبط،‮ ‬وهو ما‮ ‬يستوجب الرفع منها بكثير لسد الخصاص الملحوظ،‮ ‬الذي‮ ‬نعاينه‮ ‬يوميا بمختلف المحاكم التي‮ ‬نقوم بجولات فيها و نسمع ل «احتجاج» بعض الكتاب والكاتبات والاعوان الذين تكاثرت عليهم المهام والمسؤوليات،‮ ‬مما قد‮ ‬يؤدي‮ ‬بالبعض الى الوقوع في‮ ‬سوء تفاهم او مشادة كلامية حول اداء الخدمة من عدمه مع بعض المحامين او بعض المتقاضين أو ذويهم‮….‬
إن الفئة الوحيدة المتفهمة للوضعية،‮ ‬رغم معاناتها منها كذلك،‮ ‬هي‮ ‬فئة كاتبات وكتاب المحامين الذين‮ ‬يحتاجون هم كذلك الى تنظيم وقانون منظم لمهنتهم وتوضيح واجباتهم وضمان حقوقهم، لكونهم لم‮ ‬يستفيدوا ، حتى الآن ، من «مساعدات كوفيد «عكس فئات اخرى من المشتغلين لدى الغير بالقطاع الخاص، علما بأن الوضعية الاجتماعية لأغلبهم تستوجب الإنصاف.
وللحقيقة والإنصاف،‮ ‬فإننا نسجل المستوى الجيد والعالي‮ ‬في‮ ‬الثقافة والتكوين ، بل وحتى في‮ ‬الدبلومات والشواهد الجامعية التي‮ ‬يحملها معظم «المرتبطين» بالمحاكم من قضاة وموظفين،‮ ‬والطريقة الجيدة التي‮ ‬تسير بها بعض الجلسات في‮ ‬بعض المحاكم الابتدائية من طرف القضاة الشباب،‮ ‬الذين‮ ‬»يرقنون «الاحكام والقرارات التي‮ ‬يصدرونها في‮ ‬زمن قانوني،‮ ‬والتي‮ ‬تعمل هيئة كتابة الضبط على تضمينها مباشرة ضمن الحواسيب واحتياطيا بالسجلات، وتكون جاهزة في‮ ‬نفس الاسبوع الذي‮ ‬صدرت فيه،‮ ‬ما عدا بعض الاستثناءات،‮ ‬كي‮ ‬يتسلمها المحامون،‮ ‬أو كتابهم او المتقاضون الصادرة في‮ ‬مواجهتهم او المستفيدون منها‮.‬
وتجدر الإشارة الى أن النقص في‮ ‬هيئة كتابة الضبط قد دفع بعض رؤساء المحاكم والرؤساء الأولين الى اللجوء الى الاستعانة ببعض الطلبة والطالبات من كليات الحقوق من خلال «صفة» القيام بتدريبات في‮ ‬مختلف الاقسام لتقديم المساعدة للجميع‮، والذين ‬ منهم من أصبحوا متمرسين لا‮ ‬ينقصهم سوى الادماج او التوظيف‮.‬
ولا‮ ‬يفوتنا أن نشير الى قلة الأعوان الذين‮ ‬يعانون من نقل الملفات الكثيرة والوقوف طيلة انعقاد الجلسات لمساعدة هيئات المحاكم،‮ ‬وكذلك رجال الأمن والقوات المساعدة الحريصين على ضمان أمن المحاكم ومرتفقيها.


الكاتب : هادن الصغير

  

بتاريخ : 07/10/2021