إشارات قوية على بقاء رونار مدربا للمنتخب الوطني

عادت بعثة المنتخب الوطني إلى المغرب بعد إنهاء مهمتها الرائعة بمونديال روسيا، وخلد الناخب الوطني، هيرفي رونار، إلى عطلة مستحقة، لاشك أنه سيقوم خلالها بتقييم حصيلته مع النخبة الوطنية، وسيحسم الكثير من النقط التي طبعت رحلته بالمونديال، والذي شكل حلما بالنسبة إليه تحقق بصورة جميلة، رفقة منتخب قال إنه فخور بالإشراف عليه في هذه النهائيات العالمية.
وحسب مصدر مقرب من الناخب الوطني، فإن كل المؤشرات توحي بأنه لن يغادر قلعة الأسود، وسيقودها في رحلة البحث عن ثاني ألقابها القارية، في نهائيات أمم إفريقيا، المقررة بالكاميرون خلال السنة المقبلة، كما أن يفتح أي باب للشك في هذا الشأن.

رونار ملتزم مع المنتخب الوطني إلى غاية 2022

مباشرة بعد العرض القوي الذي قدمه المنتخب الوطني بنهائيات أمم إفريقيا 2017، والعبور إلى الدور الثاني لأول مرة منذ سنة 2004، كافأت الجامعة الملكية المغربية هيرفي رونار، الذي نجح في بناء منتخب تنافسي، وشحن اللاعبين بروح معنوية عالية، حيث كان الأداء الرجولي حاضرا في كافة المباريات التي خاضوها، فمددت عقده إلى غاية 2022، ورفعت راتبه الشهري من 60 مليون سنتيم إلى 120 مليون سنتيم، ومنحته صلاحية واسعة، في حدود اختصاصاته التقنية، وكان أكبر إنجاز يحققه بعد ذلك هو إعادة المجموعة الوطنية إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، بعد 20 سنة من الغياب، وفي أول تجربة له كمدرب على هذا المستوى، إذ كان المنتخب الوطني أول منتخب يدربه بالمونديال.
وألمح مصدرنا إلى أن رونار سعيد بتدريب هذا المنتخب، وهو ما أكده في تدوينة على صفحته الرسمية، حيث عبر عن سعادته بتدريب هذه المجموعة الرائعة بنهائيات كأس العالم، فضلا عن إجهاشه بالبكاء عقب الهزيمة أمام البرتغال، وهو مؤشر يبين مدى ارتباط هذا المدرب بالمنتخب الوطني، فضلا عن كونه أجاب في المؤتمر الصحافي الذي تلا مواجهة إسبانيا، بالتأكيد أنه حاليا مدرب للمنتخب الوطني، والمستقبل كفيل بحمل الكثير من المستجدات، وهي التي تحددها جلسة تقنية مع المسؤولين بالجامعة، وفيها يتم مناقشة الكثير من الأمور التقنية، وعلى ضوء خلاصاتها ترسم خارطة الطريق المستقبلية.
ونجح رونار في تكوين مجموعة أكثر صلابة، أبهرت الجميع بأدائها الرفيع فوق أرضية الميدان، وخلقت إحراجا كبيرا للفيفا، بفعل تكرار الأخطاء التحكيمة التي كانت من الأسباب المباشرة لخروج النخبة الوطنية من الدور الأول، طبعا بالإضافة إلى بعض الهفوات الاستراتيجية التي قام بها رونار في لقاء إيران، وهذا ربما يعود إلى عدم تجربته على هذا المستوى، وهو ما أكده شخصيا، عندما قال في أحد تصريحاته الصحافية، إنه لو قدر له أن يخوض المنافسة من جديد، ما كان ليقدم على كثير من القرارات التقنية والتكتيكية التي اعتمدها ضد المنتخب الفارسي.

البقاء مطلب جماهيري

كشف مصدرنا على أن اللاعبين تبنوا مطلبا موحدا، تجلى في بقاء رونار مشرفا على المنتخب الوطني، ومواصلة العمل الذي يقوم به على رأس هذا المنتخب، الذي كان يستحق التأهل إلى الدور الثاني.
وأبدى اللاعبون في تصريحات صحافية سعادتهم بالتواجد بالمنتخب الوطني، وتحت قيادة مدرب بهذا القدر من الاحترافية والاجتهاد والإصرار.
وكان تفاعل الجماهير المغربية مع هيرفي رونار عقب الهزيمة أمام البرتغال، أحد الأسباب التي دفعته إلى البكاء، وفعلا فقد كان اسم هيرفي رونار يخرج من كافة الحناجر المغربية التي ملأت ملعب لوجنيكي بروسيا، والتي ناهزت 40 ألف مناصر مغربي.
وحملت مواقع التواصل الاجتماعي مطلبا واحدا تجلى في ضرورة الحفاظ على هذه اللحمة المغربية، وتجديد الثقة في هيرفي رونار، وأن يقود المنتخب الوطني في نهائيات أمم إفريقيا، التي سيكون اللقب فيها أكبر تتويج لهذا المجهود وهذا العمل الذي تم القيام به حتى الآن.

المنتخب الجزائري على الخط

خلف التصريح الذي قدمه رئيس الجامعة الجزائرية خير الدين زطشي، عقب التخلي عن رابح ماجر مدربا للخضر، والذي أعلن فيه تواجد هيرفي رونار إلى جانب البوسني وحيد خاليلوزيتش والبرتغالي كيروش لقيادة المنتخب الجزائري، العديد من ردود الأفعال المستغربة.
وألمح مصدرنا إلى أن هذا الأمر يتكرر للمرة الثانية من طرف المسؤولين الجزائريين، حيث كان الرئيس السابق للاتحاد المحلي محمد راوراوة قد سعى بكل الوسائل إلى تحويل وجهة رونار صوب المنتخب الأخضر، وهاهو اليوم يتكرر من جديد، مشددا على أن رحيل رونار عن المنتخب الوطني في هذا الظرف قد تكون له تبعات سلبية، لأننا سنخسر مدربا مقتدرا، يشتغل على درجة عالية من المسؤولية والاحترافية.
وأشاد مصدرنا بالعمل الذي يقوم به الناخب الوطني، فهو يستحضر دوما الجانب الإنساني، وعاطفي إلى أقصى الدرجات، بيد أنه يحترم عمله، ويفصل بين الأمور الشخصية والعملية، وهذا سر نجاحه.
والأكيد أن المنتخب الوطني كان فاكهة الدور الأول بنهائيات كأس العالم، حيث قدم أروع العروض وأجملها، مبديا شخصية كبيرة وروحا تنافسية عالية، بالإضافة السخاء البدني الكبير الذي أظهره اللاعبون، فبعدما كان المستوى البدني نقطة ضعف المغاربة، هاهو اليوم يتحول إلى نقطة قوتهم، ويصبح علامة فارقة، فضلا عن الروح الوطنية الكبيرة التي أظهرها اللاعبون، والذين رفضوا إنزال أيدهم، خاصة في اللقاء الثالث، الذي دخلوه وهم خارج المنافسة، ورغم ذلك لعبوا باستماثة، وبللوا القميص الوطني، فاستحقوا إشادة عالمية، واحترام كل من تابع مباريتهم، وهذا ما عبر عنه اللاعب التونسي الزبير بية، الذي قال في حوار مع «دوتشي فيليه» الألمانية إن المنتخب المغربي شرف الكرة العربية، وقدم الكثير من الإشارات القوية أمام منتخبات عالمية.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 28/06/2018