«السلطة والمعرفة في الرواية العربية» لمحمد الدوهو
خطاب معرفي مضاد لمعرفة خطاب السلطة
عن دار كنوز للنشر الأردن، صدر للباحث المغربي الدكتور محمد الدوهو، كتاب «السلطة والمعرفة في الرواية العربية»(2021).
الكتاب يسعى من خلاله الباحث إلى فتح تاريخ النقد العربي أمام تاريخ الأفكار كما تبلورت أسسه المنهجية مع ميشيل فوكو وأبحاث الباحث الفلسطيني إدوارد سعيد حول مفهوم السلطة والمعرفة، واستخدام معطيات سيميائيات صوغ الخطابdiscursivisation في بلورة تصور معرفي وتاريخي يرمي من خلال النماذج الرواية التي تناولها الباحث بالدراسة والتحليل إلى اعتبار الرواية العربية بعد هزيمة1967 وإلى يومنا هذا خطاب معرفي مضاد لمعرفة خطاب السلطة يسعى إلى المساهمة في تعميق سؤال المعرفة باعتبارها خلقت للقطع والاستمرارية على غرار ما فعلته الرواية في أمريكا اللاتينية في روايات ك»خريف البطريك» لكارسيا ماركيز و»الأنا الأعلى» لروا باسطوس واللجوء إلى المنهج لاليخو كاربنتييه وحفل التيس لماريو فارغاس يوسا والسيد الريس لميجيل أنخيل أستورياس.
«اللاهوت والثقافة: الذات العربية والآخر الأنجلو أمريكي»
ضِمن مجال الدراسات الثقافية المقارنة، صدر عن دار الأمان بالرباط كتاب « اللاهوت والثقافة: بين الذات العربية والآخر الأنجلو أمريكي»، للدكتور أسامة الصغير.
يحاول هذا الكتاب بيان أسبقية سلطة النسق اللاهوتي على النسقين الإمبريالي والثقافي، ويؤكد أهميةَ الوعي بهذه الأسبقية في تحليل الخطاب الثقافي المعاصر بين الذات العربية وآخَرِها الأنجلو أمريكي. ويتّضح من خلال المتون الروائية المدروسة عند الجانبين « أنه لا يمكن تنميطُ الآخر في منظور واحد، بل إنه آخرٌ متعدد، وأن الخطاب الثقافي لدى كل أمة ليس وحدة منغلقة ومُصْمتة، بل إنه يتأرجح بين الخضوع لسلطة النسق اللاهوتي المُوَجِّه وبين الخروج عن هذه السلطة «.
وبحسب المؤلف، فإن الثقافة إحدى أقوى وأهم الأدوات التي يتم بها وعبرها تكريسُ هذه النظرة إلى العالم، سواء بالتجلي أو التخفي. من هنا تأتي « ضرورة الكتاب الراهن وأهمية تأسيس هذا الاتجاه من الدراسات الثقافية باعتماد الرواية سبيلا للفهم والتفكيك، لأنها تُعتبر الحاملَ الأدبي الأكثر رواجا وتداولا خلال الفترة المعاصرة، والأكثر تعبيرا عن الهوية في خطاب الشعوب والجماعات الثقافية.» يقع الكتاب في 286 صفحة من الحجم المتوسط، ويضم أربعة أبواب وثمانية فصول، يتناول كل فصل رواية من النماذج المعاصرة لدى الجانبين العربي والأنجلوأمريكي وفق مقاربة النقد الثقافي المقارن.