1 – فاوست يخسر لعبة
الشطرنج «نص مسرحي»
عن منشورات «إيديسيون بلوس»، صدر في الآونة الأخيرة، نص مسرحي للشاعر والمسرحي، الدكتور «محمد فراح»، وسمه بِـ «فاوست يخسر لعبة الشطرنج»، تبلغ عدد صفحاته 95 صفحة من القطع المتوسط، ويتكون من ست نوافذ، تحمل كل واحدة منها عنوانا/ مفتاحا، ينير طريق القارئ، في سفره عبر هذا المتن المسرحي، ذي النفس الاحتفالي، برفقة أبطاله وشخصياته، ذات المرجعية التراثية والتاريخية، المتصارعة مع ذاتها، ومع الآخر. هذا الابن البار، والوفي المخلص لتيار الاحتفالية، الذي لم يخذله ولم يخنه يوما، بل ظل يكتب ويبدع في إطاره، رفقة كوكبة قليلة، لا تزال تؤمن بما جاء في بيانها الأول، الصادر في العام 1976. كيف إذن جمع وألَّف، كاتب «حنظلة والموازين المختلة» و «عرس الحجارة» بين هولاكو وفاوست ويهودا وزرقاء اليمامة، في هذا الإبداع الفني «فاوست يخسر لعبة الشطرنج»؟، إنها الأسئلة التي تفرض ذاتها، لتصبح عاملا مشجعا، لكل قارئ مهتم لولوج عالم أو عوالم هذا النص الاحتفالي المسرحي، عبر نوافذه الست: – من يذبح كبش العقيقة؟
– آه يا دنيا يا غرامي
– «كم أنت ملحاح كأجدادك!»
– الصيف ضيعت اللبن
– هذا القبو ما أظلمه!
– من يقاضي من؟
رفيق من رفاق فراح في دربي المسرح والبحث الأكاديمي، الدكتور «مصطفى رمضاني» بصم على هذا الإصدار الجديد، بورقة تقديمية باذخة، امتدت عبر ثماني صفحات، اخترنا منها الفقرة التالية:
«وفي هذا النص المسرحي الجديد «فاوست يخسر لعبة الشطرنج»، يواصل الأستاذ محمد فراح التزامه بالقضايا التي نذر قلمه للدفاع عنها. وفضلا عن تيمة القضية الفلسطينية وتشرذم الدول العربية، تحضر تيمة العولمة وهيمنة الدول العظمى وتحكمها في مصير الشعوب المستضعفة، ومن بينها طبعا الشعوب العربية التي ترهن واقعها ومستقبلها لدى تلك الدول مقابل المصلحة الشخصية العابرة. وقد استلهم الكاتب حكاية فاوست الذي باع نفسه وفكره وإحساسه للشيطان مقابل أن يستعيد شبابه ويستمتع شخصيا بما حرم منه من قبل».
2 – أحلام في مآقي الأرق
«ديوان شعري»
في الآونة الأخيرة دائما، وعن «جمعية التلقي المسرحي»، صدر للدكتور محمد فراح، ديوان شعري جديد، اختار له عنوانا مثيرا وجذابا «أحلام في مآقي الأرق». وهو يتكون من 26 قصيدة، عنوان أولاها «استراحة» وآخرها «جرح الكبرياء»، موزعة على 96 صفحة من القطع المتوسط، وقد زين غلاف الديوان بلوحة فنية بديعة للتشكيلي «محمد أشواق». الشاعر والناقد الدكتور «عمر العسري»، خطت أنامله ورقة تقديمية تحليلية، لخاصيات هذا المنجز الشعري الجديد، اخترنا منها الفقرة الموالية:
«إن من يقرأ ديوان «أحلام في مآقي الأرق» سوف يجد نفسه داخل طقوس شعرية مفعمة بالبوح البديع والألق الأنيق والفيض الغنائي الجميل، التي تشبعت به قريحة الشاعر محمد فراح، هذا إلى جانب أن الديوان يغري القارئ برصد تمظهرات اللغة الشعرية التي تتوسل بالكلمة المحفوفة بالحلم، وترسخ الانتساب إلى الشعر، وهو انتساب توازيه خطوة الموضوع الشعري باعتباره مسارا تعضده بنيات تصويرية بلاغية، تستحضر السؤال واللون والأنا، وتجسد هيكل القصيدة التي ارتضاها الشاعر».
«أحلام في مآقي الأرق» رابع ديوان شعري يصدره «محمد فراح»، بعد «السيف والأكفان»، عن منشورات جمعية الرواد، سنة 1980، ثم «أناشيد البراعم» الموجه للأطفال، عن منشورات إيديسوفت سنة 2006، و «كحلم يقبل الغمام» عن مطبعة بلال 2020.