إصدار جديد لحركة الطفولة الشعبية « الطفل الذي كنته « كتاب تكريمي للرئيس المؤسس الطيبي بنعمر

يقول أدونيس:
«أيها الطّفل الذي كنتُ، تَقَدَّمْ
ما الذي يجمعنا، الآنَ، وماذا سنقولُ»

كلنا يستعيد بكثير من الحنين، وقليل من الأسف، ذلك الطفل القابع في الدواخل. كم مرة ألفيتَ نفسك تبحث عن ذلك الصوت البعيد، المطمئن إلى نفسه وإلى العالم من حوله، وقد حاصرتك الحياة بقسوتها، وعبثيتها، وهوائها الثقيل. ذلك الصوت المنبعث من ضوء الطفولة وهو يخاطبك بهمس: تعال، مازالت الغيمات تضحك هنا، مازال الخبز طازجا في صدر الأمهات، ومازالت الشمس تشرق من الشرق.
مبادرة إبداعية جميلة، أقدمت عليها حركة الطفولة الشعبية، تكريما لرئيسها المؤسس الفقيد سي الطيبي بنعمر الذي حلت ذكرى رحيله السابعة في 4 أكتوبر الجاري، وهي إصدار كتاب يحتفي بأصوات الطفولة تخرج من زواياها الخبيئة بعنوان» الطفل الذي كنته».
ساهم في هذا الكتاب الذي تم طبعه بدار النشر المغربية، 46 كاتبة وكاتبا من مختلف الحقول المعرفية (الأدبية، السوسيولوجية، الحقوقية، التشكيلية، الجمعوية)، جميعهم استعادوا في نصوصهم بعضا من وقائع طفولتهم، وما اختزنته الذاكرة من أحداث وما التقطته من تحولات مجتمعية .
قدم الأستاذ فتح الله ولعلو لهذا الكتاب الذي يقع في 318صفحة ، معرفا بالفقيد وشاهدا على عطاءاته في المجال التربوي، خاصة منذ تأسيس حركة الطفولة الشعبية في يناير 1956 بمعية الشهيد المهدي بنبركة، وكذا جديته والتزامه المهني وفي المسؤوليات التي تقلدها .
إن الحركة بإصدارها هذا تؤكد وفاءها لرئيس رسخ قيما ومبادئ في مسارها وفعلها، في أنشطتها الوطنية والمحلية، في لقاءاتها التكوينية والإشعاعية، في محطاتها التنظيمية…ووضع كل إمكانياته الفكرية والمادية من أجل استمرار هذا الاطار التربوي مبدعا، منتجا، متميزا في مبادراته وعلاقاته الوطنية والدولية.
الكتاب الذي ساهم فيه ثلة من الكتاب والتشكيليين والإعلاميين والحقوقيين، يستعيد صوت الطفل وهو يردد النشيد الأول في الحياة، يستدرج الطفل الذي كانه كل منا، من سفح الخيال ليقوده ألى صفاء الضحكات الأولى، والفرح الشاسع والذكريات الندية.
هي رحلة مع الأماكن الأولى والألم البِكر، والنجاح الأول والإخفاقات العديدة. تجارب تغوص في الذاكرة، لكل ذكرى هطْلُ المطر الدافئ في القلوب ..
الكتاب لحظة للقبض على الزمن الهارب، للإمساك بقلب الفراشة وهي تعبر إلى الزهرة سالكة نحو نعومة الحرير قبل أن يحرقها الضوء الذي يقترب من جناحيها أكثر كلما هرولت عقارب الزمن إلى الأمام.
نوستالجيا بطعم الحنين، نستمع إليها ونحن ندلف عوالم طفولة كل من:
أحمد المديني، أحمد بوزفور، إدريس الملياني، حسن إغلان، حسن بحراوي، حسن نرايس، حسناء أبوزيد، حفيظة الفارسي ،السعدية بوفتاس، سعيد عاهد، سعيد منتسب،شفيق الزكاري، إبراهيم الحيسن ، صلاح بوسريف،صلاح الوديع،عائشة العلوي، عبد الصمد الكباص،عبد العزيز كوكاس، عبد الكريم الازهر، عبد الكريم جويطي،عبد الحميد اجماهري،عز عرب حكيم بناني، إدريس اليزمي،أسماء بنعدادة، بوبكر لركو
بوشعيب ذو الكيفل، عبد الرحمان العمراني،عبد الرحمان بلمامون،عبد الرزاق مصباح،
عبد السلام الرجواني، عمر بنعياش ،فاطمة حلمي،لحسن العسبي،محمد الأشعري ، محمد العمري ، محمد النشناش، محمد بلمو، محمد بهجاجي، محمد بوجبيري، محمد بودويك ، محمد جليد ، محمد عزيز المصباحي ، مراد القادري، مصطفى متوكل الساحلي، مصطفى لعراقي، مينة الأزهر.
للإشارة فقد برمج المكتب التنفيذي لحركة الطفولة الشعبية، أنشطة وطنية وجهوية لتقديم « الطفل الذي كنته» تشكل مناسبة لرصد واقع الطفولة المغربية


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 06/10/2021