أقيم يوم الثلاثاء بكورنيش مدينة الصويرة نصب تذكاري كبير «كرسي الحرية»، وهو عبارة عن كتاب مفتوح، على شرف الطيار والكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري.
وبهذه المناسبة، نظم حفل حضره على الخصوص أعضاء جمعية رايد لاتيكوير-البريد الجوي، التي تعمل على المحافظة على تراث رواد الملاحة الجوية، وجمعية الصويرة موغادور، حيث يروم»كرسي الحرية»، الذي منحته جمعية «جسور القلب» لمدينة الصويرة، خلق جسر للتواصل والتقارب بين المواطنين عبر القراءة والأدب واقتسام الفضاء الحضري.
وجاءت هذه المبادرة، التي أقيمت بشراكة مع جمعية الصويرة موغادور، بعد تدشين مؤخرا بساحة محمد الخامس بالدار البيضاء، أول «كرسي الحرية» المصنوع من الرخام، وهو فضاء ثقافي تفاعلي للقراءة أقيم أيضا على شرف الكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري. وتعتبر هذه المبادرة المواطنة والتضامنية، الموجهة لنشر مبادئ القراءة والكتابة بمختلف القارات، تعبيرا لقيم الانفتاح والسلام والحوار الثقافي والديني والتسامح التي تميز مدينة الصويرة.
وأوضح رئيس جمعية «رايد لاتيكوير» هيرفي بيراردي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أن هذه المبادرة، التي حظيت بموافقة (اليونيسكو) في إطار برنامج «التقارب بين الثقافات»، ستمكن من استحضار مرحلة خدمات «البريد الجوي»، حيث خاطر عدد من الأشخاص بحياتهم لنقل رسائل السلام والحب بين القارتين الأوروبية والإفريقية.
وأضاف أنه من شأن هذه المبادرة الثقافية تحفيز التبادل الثقافي وإتاحة الفرصة للولوج إلى أعمال كتاب مرموقين، فضلا عن كون «كرسي الحرية» يساهم في إنعاش الكتابة والتقارب بين الثقافات وتكريم، من حين لآخر، رواد البريد الجوي.
وفي كلمة بالمناسبة، نوه رئيس جمعية الصويرة موغادور، طارق عثماني، بهذه المبادرة التي تكرم رواد البريد الجوي، والتي ستدخل ضمن التاريخ الإشعاعي لمدينة الصويرة، واصفا مدينة الرياح بأرض الإنفتاح والتبادل الثقافي العالمي.
يذكر أنه بعد مدينتي الدار البيضاء والصويرة، ستتم إقامة «كرسي الحرية» بمدينة طرفاية في إطار مجموعة من الانشطة التي تنظم بمناسبة الذكرى ال90 على حلول الكاتب والطيار الفرنسي أنطوان دو سانت إيكزوبيري بمدينة طرفاية.
وتجدر الاشارة إلى أن الكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري، الذي اشتغل طيارا، ولد سنة 1900 في مدينة ليون ومات في مهمة من أجل فرنسا عام 1944.
وقد لاقى حتفه في أعقاب إحدى المهمات الاستطلاعية ولم يعثر على جثمانه إلا في سنة 1988 على الساحل الفرنسي قبالة مدينة مرسيليا.