للمولودية الوجدية مكانة خاصة لدى عشاق المستديرة بالمنطقة الشرقية برمتها، لذا كان ولا زال يحلو لجماهيرها تسميتها ب « سندباد الشرق». فريق المولودية الذي ذاع صيته منذ نشأته في عهد الحماية سنة 1946 ، لكن انطلاقة فارس الشرق كانت رائعة مع فجر استقلال المغرب بفوزه بأول كأس للعرش سنة 1957 ثم يعاود الكرة في الموسم الكروي الموالي ويحقق نفس الإنجاز بانتصاره على نفس الفريق « الوداد البيضاوي «ويبلغ نهاية الكأس سنة 1959 وينهزم أمام فريق الجيش الملكي ( للمباراة قصة أخرى) قبل أن يضيف إلى ألقابه كأسا ثالثة سنة 1960، ورابعة سنة 1962. وقع فريق المولودية على حضور كروي قوي بفضل لاعبين كبار كانوا أبطالا داخل رقعة الملعب في تحد كبير لمئات بل آلاف الكيلومترات التي كان يقطعها الفريق لمنازلة باقي الفرق بوسائل نقل متواضعة. وكان لابد من رفع التحدي وبلوغ حلم الفوز بلقب البطولة الوطنية الذي تأتى له سنة 1975.
وعلى الرغم من عدم تحقيقه لألقاب إضافية إلا أن الفريق بقي منافسا عنيدا، وصعب المنال، يقهر الفرق العتيدة ويقدم فرجة فريدة (Made In Mouloudia) إلى أن بدأ مستواه في التراجع مع نهاية السبعينات ويجرفه تيار القسم الموالي سنة 1989.
وفي تصريح لحسن مرزاق مسير سابق ورئيس فضاء المولودية وابن عائلة رياضية بامتياز حدد تراجع سندباد الشرق إلى افتقاده لهويته منذ 1977 حين تم اتخاذ الفريق مطية لقضاء مآرب سياسية مع دخول المغرب المسلسل الديمقراطي بإجراء انتخابات جماعية وتشريعية وميلاد أحزاب جديدة ، وذلك بإقحام عناصر بعيدة كل البعد عن التسيير الرياضي وإدخال الفريق في دوامة الصراع السياسي.
وبعد رحيل الفقيد مصطفى بلهاشمي إلى دار البقاء أصبحت المولودية لقمة سهلة في يد السلطة تفعل بها ما تريد، وتعين من ترضى عليه لتسيير الفريق..
وإذا كان لعامل إقحام الجانب السياسي وعدم ضخ دماء جديدة في دواليب التسيير دور مهم في تراجع المولودية إلى الخلف، فإن ما زاد الطينة بلة – يقول رئيس فضاء المولودية – هو صدور قانون الانخراط «المشؤوم» داخل الأندية الرياضية لكرة القدم وقانون المنخرطين سنة 1995، وهو القانون الذي أعطى للرئيس سلطات واسعة في قبول أو رفض طلب أي منخرط وطرد كل من لا يسايره في أسلوبه أو طريقة تدبيره وتسييره شؤون الفريق، ما جعل الفعاليات الرياضية الحقيقية تبتعد وتترك المجال مفتوحا في متناول أناس لا تربطهم بالتسيير إلا الخير والإحسان (مع بعض الاستثناءات من ذوي النيات الحسنة).
واختتم حسن مرزاق تصريحه للجريدة بكون المولودية الوجدية إرث جماعي، ومسؤولية صحوته من عدمها تبقى على عاتقنا جميعا، إذ بعد عودة نهضة بركان وشباب الريف الحسيمي بات على الكفاءات الرياضية والفعاليات الاقتصادية والمؤسسات المنتخبة، والجماهير المحبة لسندباد الشرق أن تلتف حول فريقها، وتدعمه وتسانده، وتجعل منه مشروع مدينة بل جهة بأكملها، استنادا إلى الشعار الذي تأسس عليه الفريق « المولودية للمغرب الشرقي والمغرب الشرقي للمولودية « كما أكد على ذلك فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خلال الجمع العام الأخير لنهضة بركان حين قال « إن المولودية الوجدية تبقى قاطرة كرة القدم بالجهة بأكملها «. إذا أردنا فعلا استعادة مكانة المولودية الطبيعية الحافلة بالأمجاد والألقاب بمنتوج كروي عصري يرتكز على الفرجة، والاستمتاع والمساهمة في التنمية الاقتصادية المحلية.