طبقا لمقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14 المتعلقة بالجماعات الترابية، خاصة في مواده من 78 إلى 82، صادق المجلس الجماعي لجماعة اولاد يحيى لوطا التابعة لإقليم بنسليمان بالإجماع على البرنامج التنموي لهذه الأخيرة. عملية المصادقة تمت خلال الدورة العادية لشهر ماي التي انعقدت بمقر الجماعة يوم الأربعاء 3 ماي الجاري، وحضرها رئيس المجلس الإقليمي وقائد فضالات ومدير مكتب الدراسات، بالإضافة إلى بعض ممثلي الصحافة الوطنية. وتميزت بكلمة رئيس الجماعة الذي ذكر بالإطار القانوني والتنظيمي الذي يؤطر عملية إعداد برنامج عمل الجماعة على مدى ست سنوات وبالمرسوم رقم 2.16.301 الذي يحدد المسطرة في إعداد هذا البرنامج الذي سخر له المجلس الجماعي الإمكانيات المالية والبشرية الضرورية واللازمة لإعداد مخطط تنموي طموح يراعي خصوصية المنطقة ويعتمد بالأساس على المؤهلات التي تزخر بها ، ليستجيب لانتظارات وحاجيات الساكنة، حيث، تضيف كلمة المسؤول الجماعي، تم التعاقد مع مكتب للدراسات للمساهمة إلى جانب المجلس في تهييء وإعداد برنامج عمل الجماعة.
وقد لقي العرض الذي تقدم به مدير مكتب الدراسات الذي ساهم في إعداد المخطط الاستراتيجي التنموي استحسان الجميع خاصة على مستوى المنهجية التي اعتمدت في هذه العملية وأيضا على مستوى العمل الميداني والتواصل مع كل المكونات المهتمة والمتتبعة للشأن المحلي الممثلة في جمعيات المجتمع المدني والمنتخبين والمسؤولين عن القطاعات العمومية، بالإضافة إلى الاتصال والتواصل بعينات من السكان وشرائح اجتماعية من مختلف الفئات، وكل ذلك من أجل تشخيص واقع الجماعة والوقوف على الحاجيات الحقيقية للساكنة ورصد الاختلالات التي تعيق تطور وتنمية الجماعة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والفني والرياضي… للوصول إلى إعداد برنامج عمل واقعي على مدى ست سنوات بالاعتماد على الموارد الذاتية والخارجية لإنجاز مشاريع تنموية مدروسة تلبي حاجيات الساكنة. وفي هذا الإطار فقد تم عقد عدة ورشات تشاورية مع الفلاحين والشباب والنساء والمتمدرسين و…حيث مكنت هذه العملية من الوقوف على بعض المؤشرات التي ينبغي أن يتم استحضارها في إعداد البرنامج التنموي ومنها ضعف التعليم الأولي بالجماعة، ارتفاع نسبة الأمية (40,80%) مقارنة مع المستوى الوطني والجهوي والإقليمي، ضعف العمل الجمعوي، عدد الجمعيات والتعاونيات جد محدود، مما يسجل غياب المشاريع المنجزة من طرف الجمعيات، النقص في الخدمات الصحية ،وجود مركز صحي واحد لما يزيد عن 9000 نسمة من ساكنة الجماعة. كما تم تسجيل عدم كفاية ميزانية الجماعة، ورغم ذلك فقد سجل العرض اهتمام المجلس الجماعي بتطوير وتحسين البنيات التحتية وتسهيل الولوج إلى الخدمات الأساسية.
ومكنت عملية التشخيص من تحديد الأولويات والحاجيات لدى الساكنة حسب المجالات التالية، فقد نال مجال التربية والتكوين نسبة 21,41% من انشغالات واهتمامات الفئات التي تم التواصل معها، في حين بلغت النسبة في مجال الصحة 20,56% ومجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني 8,52% ، البنيات التحتية خاصة المسالك القروية بنسبة 6,93%، بالإضافة إلى تحديد بعض الحاجيات الأخرى كالاهتمام بالمجال الرياضي والنقل المدرسي وبعض الخدمات (الهاتف، الأنترنيت، المساعدات الاجتماعية، الإنارة العمومية، الماء الصالح للشرب، الكهرباء، الإطعام المدرسي…)
وانطلاقا من التشخيص الميداني لرصد الاختلالات والوقوف على المؤهلات والإمكانيات التي تزخر بها الجماعة فقد تم الاعتماد في إعداد البرنامج على المقومات الأساسية للجماعة. ومنها اعتماد المنطقة على الفلاحة بشكل أساسي وعلى تربية المواشي حيث يعتبر هذا المجال هو المورد الرئيسي للساكنة خاصة في مجال إنتاج اللحوم الحمراء ذات جودة عالية، بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجي الذي تتميز به المنطقة التي تتوفر كذلك على مميزات طبيعية ومناخية فريدة. هو ما يساعد ويساهم في تطوير وتنمية الجماعة. وفي هذا الإطار فقد تم تحديد ستة محاور استراتيجية لبلورة عمل برنامج جماعة اولاد يحي لوطا وهذه المحاور هي استكمال البنيات الأساسية وتوسيع البنيات القائمة لضمان التنمية المجالية للجماعة، دعم وتحسين الخدمات الاجتماعية والأنشطة المتعلقة بالتربية والتكوين، توفير الظروف والشروط المناسبة لتشجيع مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني لتنمية وتأهيل الساكنة، دعم القطاعات المنتجة، تشجيع العمل الجمعوي والتعاوني وتقوية المركز الاجتماعي للمرأة وتسهيل اندماجها في العمل التنموي، تنمية الموارد المالية للجماعة.
وقد خلص عمل مكتب الدراسات إلى بلورة مشاريع تنموية مندمجة ذات بعد مجالي تروم استهداف الفئات داخل الدواوير لتقريب وتحسين الخدمات من المواطنين حيث تم تحديد في برنامج عمل الجماعة 26 مشروعا على مستوى تحسين وإحداث البنيات التحتية الأساسية بتكلفة مالية تصل إلى 23.793.699,00 درهم، تهدف إلى إصلاح المسالك الطرقية وتعبيد وبناء الطرق و 45 مشروعا في مجال تقوية وتحسين الولوج إلى الخدمات التعليمية والاجتماعية والصحية والرياضية والثقافية بتكلفة مالية 14.205.000,00 درهم تم تحديد مساهمة الجماعة في هذه المشاريع بمبلغ 1.490.000,00 درهم، لتأهيل التعليم الأولي وتحسين التعليم وتحسين وتجويد الخدمات الصحية والرياضية في حين يتكلف باقي الشركاء بباقي المبلغ المخصص لهذا المجال. بالإضافة إلى تحديد 9 مشاريع في مجال تحسين الإنتاج الفلاحي وتنمية مداخيل الجماعة وقدرت التكلفة المالية لمشاريع هذا المجال ب 2.420.000,00 درهم مساهمة الجماعة منها تصل إلى 1.080.000,00 درهم، أما مجال الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة فقد تم تحديد 4 مشاريع بتكلفة مالية بلغت 4.790.000,00 درهم، وفي مجال تحسين القطاع السياحي فقد تم تحديد 4 مشاريع بتكلفة مالية تصل إلى 3.300.000,00 درهم. وفي ما يخص تقوية القدرات وعصرنة التدبير فقد حدد له 20 مشروعا بتكلفة مالية بلغت 3.320.000,00 درهم
وهي مشاريع تعتبر ذات أولوية لدى ساكنة المنطقة، حسب عرض مدير مكتب الدراسات والتي ينبغي الانكباب عليها من أجل تنمية وتأهيل المنطقة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والرياضي وكذا من أجل تجويد الخدمات الأساسية وتطوير البنية التحتية لتلبية حاجيات الساكنة، وذلك بتنسيق تام مع باقي الشركاء الإقليميين والجهويين وكذا مع السلطات الإقليمية والمصالح الخارجية لتسهيل عملية تنفيذ البرنامج التنموي المصادق عليه. وقد اختتم عرض مدير مكتب الدراسات بالمناقشات والمداخلات القيمة والهادفة التي تطرقت إلى بعض القضايا التي تم إغفالها في العرض والتي تهم الساكنة.
وللإشارة فإن جماعة اولاد يحي لوطا تتموقع وسط إقليم بنسليمان وهي تابعة لقيادة فضالات وتتميز بتربة خصبة، يعتمد سكانها على الفلاحة البورية والسقوية المعتمدة على مياه الآبار، بالإضافة إلى تربية المواشي حيث تعتبر هي المزود الرئيسي للسوق الداخلي من اللحوم الحمراء ، التي تتميز بجودة عالية.يبلغ سكانها حسب الإحصاء الأخير، ما يزيد عن 9400 نسمة.