مشروع طموح لربط الطاقة الخضراء عبر القارات سيجذب استثمارات تناهز 300 مليار درهم
أعلنت شركة «Xlinks» عن عزمها إطلاق مشروع الكابل الكهربائي البحري الأطول في العالم، الذي يربط المغرب بالمملكة المتحدة على مسافة تقارب 4000 كيلومتر. وأكدت الشركة أن هذا المشروع الضخم، الذي يهدف إلى نقل الطاقة المتجددة بين البلدين، يحتاج إلى دعم سياسي قوي ليتحول إلى واقع ملموس. جاء ذلك على لسان «ديف لويس»، رئيس الشركة، في مقابلة مع وكالة «بلومبيرغ»، حيث أشار إلى أن المشروع يمكن أن يجذب استثمارات تصل إلى «24 مليار جنيه إسترليني» (حوالي 300 مليار درهم مغربي)، منها «5 مليارات جنيه إسترليني» ستوجه إلى المملكة المتحدة.
ويهدف المشروع إلى الاستفادة من الإمكانات الهائلة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المغرب، حيث سيتم بناء محطات طاقة متجددة بقدرة إجمالية تصل إلى «11.5 جيغاوات»، مدعومة بأنظمة تخزين بطاريات لتخزين الطاقة الفائضة. سيتم نقل هذه الطاقة عبر كابل بحري يمتد من المغرب مرورا بسواحل البرتغال وإسبانيا وفرنسا، قبل أن يعبر القناة الإنجليزية ويتصل بشبكة الكهرباء البريطانية في منطقة «ديفون» جنوب غرب إنجلترا.
وأوضح «ديف لويس» أن هذا الكابل سيقدم مصدرا موثوقا للطاقة النظيفة، قادرا على توفير الكهرباء لما يصل إلى 7 ملايين منزل في المملكة المتحدة، وهو ما يعادل 8% من احتياجات البلاد الحالية من الكهرباء. كما أشار إلى أن المشروع سيسهم في خفض أسعار الطاقة بالجملة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، ودعم النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة، دون الحاجة إلى استثمارات حكومية مباشرة.
ومع ذلك، فإن تحقيق هذا المشروع الطموح يواجه عدة تحديات، أبرزها الحاجة إلى تأمين دعم سياسي من الحكومة البريطانية. حيث إن الجدول الزمني لتشغيل المشروع تم تمديده بسبب الانتخابات العامة الأخيرة التي شهدتها المملكة المتحدة، التي أفرزت فوز كير ستارمر برئاسة الوزراء، إذ بات يتعين على الشركة إقناع الوزراء الجدد في الحكومة.
وتسعى «Xlinks» للحصول على عقد لبيع الطاقة بأسعار ثابتة، تتجاوز أسعار طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة ولكنها تقل عن الأسعار المتفق عليها لمحطة *هينكلي بوينت سي* النووية في عام 2016. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب المشروع تقنيات متقدمة لضمان كفاءة نقل الطاقة عبر المسافات الطويلة وتقليل الفاقد.
ومن ناحية أخرى، حظي المشروع بدعم كبير من شركات الطاقة العالمية الكبرى، حيث استثمرت شركة GE Vernova Inc.» مبلغ 10.2 مليون دولار في المشروع العام الماضي، إلى جانب دعم من شركات مثل TotalEnergies SE الفرنسية، وشركة أبوظبي للطاقة، وشركة أوكتوبوس إنرجي، أكبر مورد للطاقة بالتجزئة في المملكة المتحدة.
وفي ظل الجهود العالمية للتحول إلى الطاقة النظيفة، يعد هذا المشروع خطوة كبيرة نحو تحقيق هذا الهدف. إذا تم تنفيذه بنجاح، فإن الكابل البحري بين المغرب وبريطانيا سيكون نموذجا للتعاون الدولي في مجال الطاقة المتجددة، وسيسهم في تقليل انبعاثات الكربون وتحقيق أهداف المملكة المتحدة في مجال التحول إلى الطاقة النظيفة. ومع ذلك، فإن نجاح المشروع يتطلب تخطيطا دقيقا ودعما سياسيا قويا للتغلب على التحديات الفنية والزمنية التي تواجهه.
وفي شهر ماي الماضي أعلنت شركة «إكسلينكس فيرست»، أن الشركة العالمية المتخصصة في الطاقة « GE Vernova « استثمرت 10.2 ملايين دولار في مشروع الربط الكهربائي بين المغرب والمملكة المتحدة الذي تقوده «إكسلينكس».
ويأتي هذا الاستثمار الجديد من طرف ج. فيرنوفا، وهي شركة طاقة متعددة الجنسيات، يوجد مقرها المركزي في كامبردج بالولايات المتحدة الأمريكية ، بعد أشهر قليلة من الاستثمار الفرنسي الذي أعلنته طوطال إنيرجيز في نفس المشروع، بمبلغ استثماري يفوق 20 مليون جنيه إسترليني، وهو الرابع في لائحة المستثمرين بعد استثمار مجموعة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) ومجموعة “أوكتوبوس” لحوالي 25 مليون جنيه إسترليني و5 ملايين جنيه إسترليني على التوالي في مشروع الطاقة المتجددة « Xlinks» المتعلق بتركيب كابلات بحرية بين المغرب والمملكة المتحدة.
و ستعمل شركة ” GE Vernova ” من موقعها للمساهمة في الانتقال الطاقي عبر محفظتها من أجل تحقيق المشاريع الطاقية في العالم. وتملك هذه الشركة خبرة كبيرة في توفير حلول التمويل، وهكذا تلتحق الشركة بشركات تستمر في قطاع الطاقة على غرار شركة “طاقة” و طوطال اينرجي وغيرها.
وكانت المجموعة الفرنسية (طوطال إنرجي) بدورها، قد أعلنت عن استثمار مبلغ 20 مليون جنيه إسترليني للاستحواذ على حصة أقلية في شركة Xlinks First Limited، صاحبة مشروع الكابل البحري الرابط بين المغرب وبريطانيا، وهي شركة تأسست عام 2019 في المملكة المتحدة، لتنضم بذلك إلى المستثمرين «أوكتوبوس إنرجي» وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) .