إلى الأهل فـي فلسطين

 

1) مقام الوجود

كأن فمَـاً به ماءُ
أم أنه لاعـِجُ الوهنِ
أمات جوارح الكلِمِ
إذا يتقمَّص الحظ الخؤون
دروعَ حديد جِنْـزيرٍ
كثَور هاج من حلَكِ الأساطيرِ
يدوس النـَّمـل والشجر
جَنَى الحقل وحبلاً للغسيل
وظهرك لا مفرَّ إلى الجدار
وقابَ يدين أو أدنى
تقابلتـا
قد احْتـقنت يَدُ الموت
وقايينُ يطارد صبية الشطِّ
وفِـرْجارٌ منَ النور كقبضة النصر متى اضْطربَ
فمَـَن للبيت يحميه؟
لك المجد أُخَيُّ
فطوق الرعب منفذه
شهادة «مرفوع الهامة أمشي»
لئن تفعلْ
فشيمة صخرة القدس
وغزة طينة الأحرار

2) خيمــة التيــــه

ورانت خيمة التيه
مراياها
بوارح خوذة تُحصي النياشين:
ستارةَ نافذة
بلون بنفسج الصبح
ومحفظةً لأستاذ الحساب
ونظارات
وأحذيةً وأشباحا وجمجمة
يدق عظامها الصَّرَع.

3) مقــام الرجــاء
وتعتكر السماء على أديمك كالحطام
جدادات تجشأها الغجر
شظايا أرخبيل تستبد به الرياح
وبندول أشلُّ غفا
وسهم البَطْر يعلو ثم ينحدر
مسارات سدى عبث
وفي دأبٍ
كمثل النحل يعتصر الرحيقَ
تلملم ما تبقى من الحجارة
تعللها
فلو يستدرك الزمن اليبابُ
لأيلٍ أثخنت فيه الجراء
لقِبلة هي الأولى
لإنسان فلسطين
لها و لهم
لآيات من المجد عظامُ.


الكاتب : محمد البريبري

  

بتاريخ : 23/10/2020