إلى وزارة الثقافة.. الصراخ نيابة عن البكم، والمخاطب جدار أصم .. الفنانون أصابتهم جائحة كورونا أكثر من غيرهم

اعتدنا الصراخ نيابة عن البكم ممن لا يتكلمون ولا يكتبون، وإذا تكلموا صراخا وكتبوا دما، فالمخاطب جدار أصم، يتعلق الامر هنا بالمسؤولين ممن أضربوا عن قراءة الصحف، وإذا توصلوا من مساعديهم بما كتب عن عدم قيامهم بما يجب القيام به، يكون الجواب دعهم يكتبون ويصرخون كسابقيهم، نحن كونا لجنة واللجنة اجتمعت واجتمعت، وخرجت بهؤلاء الأسماء كفنانين مرموقين معروفين على الصعيد الوطني والعالمي في نظر اللجنة والوزارة لا في نظر الواقع…، هذا ما يتعلق بأسطوانة المشاريع ونحن نعلم ان أغلبية الفنانين المغاربة لم يستأنسوا بلغة المشاريع خاصة خريجي الحلقة والمراقص.
في الوقت الذي ينتظر الفنانون المغاربة كلهم مما عايشوا ويعيشون جائحة كورونا أكثر من غيرهم، ينتظرون دعما ماديا بعد اختفاء الأعراس وغيرها من المنـــــــــاسبات والمهــــــــرجانات العامة والخاصة والتسجيلات في الوقت الذي تطالبه الأسرة بكل شيء مما ألفته من التغذية اليومية وبالعلاج لمرضاها، وبمتطلبات الدخول المدرسي، من أين للفنان بلغة المكتبات والأدوات الإلكترونية لمتابعة الدراسة عن بعد وملابس الصيف والشتاء دون نسيان تكلفة الكراء لمن لا منزل له لدرجة أن هناك من باع الأفرشة والأواني للتغلب على ضروريات الحياة.
سبق أن كتبت مرات في موضوع وضعية مكتب حقوق المؤلفين وبطاقة الفنان خاصة وقد كنت عضوا في لجنة تسيير مكتب حقوق المؤلفين لما كان الأستاذ المقتدر والمحنك المرحوم العربي المساري، لما كان وزيرا للاتصال حيث كون لجنة التسيير للمكتب من المختصين كباحثين ومؤلفين وممارسين للفنون المتنوعة والمتحدة في إطار الوحدة في التنوع ينتمون إلى جهات الوطن كونوا لجنا للبحث ويعقدون اجتماعات برئاسة المرحوم الفنان المقتدر عبد النبي الجراري…
ما جعلني أكتب هو ما لحق بالعشرات من رواد فنون أحواش وأجماك والصامت «لعواد» و تاسكيوين بآلاتها المميزة لها من بنادير وطبول وناقوس ومزمار أضف إلى هذا تصفيقات الأيادي المنتظمة والمدروسة. والعشرات من ممارسي فن نيرويسا بآلاتها المميزة لها من رباب وبنادير وأخواتها دون نسيان الكلمة الهادفة لدى هواة ومحترفي أحواش فشعراء أحواش وتيرويسا يعتبرون خاصة في العالم القروي الجريدة والكتاب المسرح والسينما قاوموا ويقومون بتوعية مجتمع يقرأ بأذنيه ويكتب بشفتيه دينيا واجتماعيا وتربويا وسياسيا واقتصاديا إلى جانب الفرجة الهادفة بدورها أمام العشرات والمآت سواء في المراقص أو في المناسبات.
أضف إلى هذا المجموعات المعاصرة والتي خرجت بدورها من مدرسة أحواش وتيرويسا
والسؤال الذي يفرض نفسه هو:
هل سبق لوزارة الثقافة منذ الاستقلال وإلى الآن أن قامت بإحصاء الفنانين الذين يستحقون حمل هذا الاسم على الصعيد الوطني بواسطة مناديبها الذين يكتفون بالجلوس في مكاتبهم، منتظرين التوصل بأجرتهم الشهرية، الواجب يفرض على وزارة الثقافة أن تتعرف على فنانيها بواسطة لجن للبحث والجمع والتدوين، طبعا هذا بحاجة إلى تفعيل الجهوية بمفهومها الشمولي وهذا يتطلب أيضا تعميم مندوبيات وزارة الثقافة شريطة أن تتوفر على إمكانيات مادية وبشرية تستطيع القيام بتغطية هذه الجهة وتلك من حيث الإحصاءات المتعلقة بالمبدعين في جميع القطاعات الإبداعية من مسرح وغناء والأغنية طبعا يشترك فيها صاحب الكلمات والملحن والمغني أصحاب الحقوق والحقوق المجاورة…
طبعا لن تتحمل هذه الوزارة وحدها المسؤولية؛ فالفشل في هذا المجال متوارث ولا يجب أن يستمر هذا الإرث الغير المسؤول.
وهذا في نظري حاليا يعود إلى تكليف لجنة فحص الملفات من أناس لا علاقة لهم بالميدان الفني أو لهم علاقة فقط بمجال الأغنية العصرية في هذه المدينة وتلك أغلبهم أسسوا النقابة ليراقبوا الجهات المسؤولة عن حقوق المؤلف لكن ليستفيدوا وأصدقاؤهم بواسطة اندماجهم في هذه اللجنة وتلك، كلما تعلق الأمر ببطاقة الفنان وبحقوق المؤلف الذين يمثلون الفنان المغربي في هذه اللجنة وتلك. هؤلاء هل يدركون مثلا أن في اليوم العالمي للشعر احتضنت دائرة إيغرم إقليم تارودانت حفلا شارك فيه 130 شاعرا من شعراء أحواش؟ طبعا لا رغم أننا كتبنا عن الحفل في حينه وهل سمعوا شيئا عن جمعية اماريرن وأعضاؤها بالعشرات طبعا لا، وما الذي يعرفونه عن المجموعات العصرية كمجموعة ارشاش ومجموعات تازنزارت؟
لا نستغرب أن يتنقل هذا الفنان وذاك من إقليم تارودانت مثلا إلى الرباط ويضع ملفه كاملا ويتوصل بوصل ولا شيء غير الوصل طلبا لبطاقة الفنان وتستغرب عدم حصول فلان وفلان من كبار الفنانين على هذه البطاقة التي لا تسمن ولا تغني من جوع فقط اعتراف بالهوية، لكن إذا علم أن المتواجدين في اللجنة لا يعرفون شيئا عن شعراء أحواش والروايس وعن المجموعات من الجهات بل ويجهلون كل شيء عن الفنانين داخل المدن مما يستوجب إعادة النظر في لجنة افتحاص الملفات والتحسيس الإعلامي بكيفية إعداد المشاريع الحالية والمستقبلية مع تعميم الدعم لما تمت الإشارة إليه عن وضعية الفنان في زمن كورونا…
وقد نعود إلى خبايا الموضوع.


بتاريخ : 15/10/2020

أخبار مرتبطة

من الواضح أن العلاقة بين القارئ والكاتب شديدة التعقيد؛ ذلك أن لا أحد منهما يثق في الآخر ثقة سميكة، وما

ضرار نورالدين كائن متعدد : شاعر ، مترجم ، موسيقي وكاتب قصة للأطفال ، كما في جبته العديد من المشاركات

«ميتافيزيقا الأخلاق» هو أحد كتب إيمانويل كانط (1724 – 1804 ) الذي لم يترجم للغة الضاد بعد، رغم الأهمية القصوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *