خلصت فعاليات اليوم العلمي الذي نظمته الجمعية المغربية للعلوم الطبية يوم الخميس الفارط، السادس من نونبر، إلى التوقيع على اتفاقية شراكة تروم المساهمة في تطوير وتجويد أشكال التكوين المختلفة التي تهمّ تعزيز العلاقة التواصلية بين المعالِج والمعَالَج، من أجل تبسيط الحوار والشرح الواضح والمفصّل، لتشخيص أفضل وفهم أكبر من المريض لوضعيته، وكذا لتقديم خدمة تستجيب لاحتياجاته الصحية.
هذه الاتفاقية التي تم توقيعها من طرف الجمعية المغربية للعلوم الطبية في شخص رئيسها الدكتور مولاي سعيد عفيف ومدير موقع الدارالبيضاء لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة البروفيسور خالد الصاير ومنسق شبكة عمداء كليات الطب والصيدلة وعميد كلية الطب والصيدلة بالرباط البروفيسور إبراهيم لكحل، جاءت تتويجا لنقاش علمي شهدت أطواره أشغال هذا اليوم، وتحديدا ورشة المحاكاة التي تم تنظيمها صباح نفس اليوم، وعرفت مشاركة مهمة من عدد من أطباء الغد.
وانكبت ورشة المحاكاة التي تم تنظيمها على تقديم العديد من الشروحات والإيضاحات وتصحيح بعض الممارسات، وذلك من خلال القيام بمحاكاة لمجموعة من الأوضاع المختلفة التي تجمع الطبيب بالمريض، سواء تعلق الأمر بالاستقبال أو التشخيص أو الإقناع بالإقدام على خطوة علاجية مهمة، بل والتي قد تكون مصيرية، وهي الورشة التي أدارها باقتدار كبير كل من الأساتذة محمد مهاجر، ياسين الحفياني، أمين عفيف، المهدي بنسودة، أمين لكحل، وكانت تحت تأطير وإشراف عدد من عمداء كليات الطب والصيدلة ويتعلق الأمر بكل من ذ لكحل عميد كلية الطب والصيدلة بالرباط، ذ أوالمعطى عميد كلية طنجة، ذ حبيبي عميد كلية الرشيدية، ذ زهير عميد كلية مراكش، إلى جانب ذ الصاير مدير موقع الدارالبيضاء وممثل مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة وأساتذة آخرين.
ويعتبر تأسيس مناخ إيجابي بين الطبيب والمرض مطلبا أساسيا يشدد الخبراء في العديد من المناسبات على توفيره لتعزيز الثقة بين الطرفين، لأن في ذلك تذليل لمجموعة من الصعاب وتجاوز جملة من الإكراهات التي قد تكون عائقا أمام العملية العلاجية، سواء تعلق الأمر بالفحص والتشخيص أو مرحلة العلاج الذي قد تختلف مستوياته. وتعتبر هذه النقطة من بين النقاط التي تكون موضوع انتقاد العديد من المرضى، الذين يرفض عدد منهم ما يصفونه بـ «احتكار» المعلومة الصحية التي تخصّهم من طرف بعض مهنيي الصحة، والاقتضاب في الحوار، في حين أن هذه النقطة تعتبر أساسية من أجل طمأنة المريض من جهة، وحتى يمكن له فهم العارض الصحي الذي أصابه وطبيعة العلاجات المتوفرة ونسب الشفاء كذلك من منظور طبي من جهة ثانية.
هذا الموضوع ونظرا لأهميته دفع الجمعية المغربية للعلوم الطبية، حسب رئيسها، الدكتور مولاي عفيف إلى التوقيع على اتفاقية الشراكة التي انخرطت فيها باقي المكونات الشريكة بكل تلقائية، نظرا لأن كل الشركاء يعون جيدا أهمية هذه النقطة التي يجب الاشتغال عليها أكثر، وهو ما دفع الجميع إلى تسخير عدد من الأطر والكفاءات الطبية للسهر على تنزيل مضامين الاتفاقية ومباشرة دورات تكوينية موجهة للأطباء من أجل تحقيق هذه الغاية التي تهدف في عمقها إلى المساهمة في تجويد المنظومة الصحية والارتقاء بهذا القطاع في بلادنا وبالتالي تقديم خدمة صحية للمرضى بالشكل المطلوب.

