تحوّل السوق الأسبوعي «اثنين هرمومو» إلى ساحة للمواجهة بين مواطنين من رباط الخير بإقليم صفرو وتجار، مما دفع بهذه الفئة الأخيرة إلى مغادرة «الفضاء العمومي» بعد تصاعد موجة الاحتجاجات ضد غلاء الأسعار.
وانطلقت شرارة الغضب، وفقا لما تم تداوله وتوثيقه عبر تسجيلات بالفيديو، باستفسار مواطنين عن أسعار بيع سمك السردين للكيلوغرام الواحد، الأمر الذي لم يستسغه المعنيون الذين وجدوا بأن الباعة يبيعون «سلعتهم» بسعر جد مرتفع، فاحتجوا ضد هذا الوضع، وسرعان ما طال موجة الغضب الجزارين وباعة الخضراوات بسبب الغلاء الذي رفضه رواد السوق.
وعلى إثر ذلك شهد السوق مواجهات لفظية تطورت إلى مناوشات فمشادات تخللها التراشق بمجموعة من الصناديق التي تم رميها في الاتجاهين، مما تطلب تدخل عناصر من الدرك الملكي والسلطات المحلية، ونتج عن ذلك انسحاب التجار تفاديا لكل ما لا تحمد عقباه.
وفي تازة، عرف سوق بني فراسن نفس السيناريو بعدما انتفض مواطنون ضد سعر بيع سمك السردين الذي تم تحديده من طرف الباعة في 20 درهما، الأمر الذي جعل عددا من «المتبضعين» يعبرون هم أيضا عن رفضهم واستنكارهم لهذا السعر ولتواصل استهداف جيوبهم وضرب قدرتهم الشرائية، مستنكرين وضعية غلاء الأسعار التي تتسع يوما عن يوم دون أن يكون هناك أي تدخل لوقف انتشارها، فدخل الطرفان في مشاداة ومواجهة أدت في نهاية المطاف إلى منع الباعة من عرض سلعهم وطردهم من السوق أمام أعين عناصر الدرك المحلي والسلطات.
أشكال احتجاجية اتخذت أبعادا أخرى خلال الأيام الأخيرة، انتقلت من الاحتجاج «الكلاسيكي» في الشارع العام من خلال تنظيم المسيرات والوقفات ضد الغلاء ورفضا لاستهداف جيوب المغاربة واستمرار هذه الأزمة الاجتماعية التي بات الجميع يشتكي منها، وهو ما عكسه الشكل الاحتجاجي الذي شهدته محطة القطار بمدينة الجديدة صباح أمس الاثنين كذلك، بعد أن أوقف مسافرون حركة السير وتجمهروا على خط السكة الحديدة للتعبير عن رفضهم لتكرار سيناريو الإهانة، حسب تعبيرات عدد منهم، بسبب الوضعية المهترئة للقطارات وتأخير تنقلاتهم وهو ما يضيع على الكثيرين مواعد جد مهمة، إما صحية أو اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها. ولم يتوقف الشكل الاحتجاجي للمسافرين صباح أمس بحضور مختلف المسؤولين من سلطات أمنية ومحلية وممثلي المكتب الوطني للسكك الحديدية إلا بعد استدعاء مفوض قضائي بعدما غابت أي حلول عملية بديلة من «الإدارة»، وذلك لتوثيق النازلة لاتخاذ ما يلزم لاحقا.