يعرف محيط محطة القطار “الدار البيضاء المسافرين”، إحدى أكبر المحطات السككية بالمملكة، فوضى يومية وشنآنا متكررا بين سائقي سيارات الأجرة، خاصة بين أولئك الذين يتخذون من الواجهتين الأمامية والخلفية للمحطة نقطتي انطلاق رئيسيتين. ويتسبب هذا الوضع في توترات قد تصل أحيانا إلى التلاسن والتشابك بالأيدي، بسبب التنافس المحموم على استقطاب الزبائن لحظة خروجهم من المحطة، في ظل غياب تنظيم فعّال أو مراقبة مستمرة من السلطات المحلية.
وتتحول ساحة المحطة، خصوصا خلال فترات الذروة، إلى مسرح لصراعات بين أصحاب طاكسيات خصوصا الصغيرة يشتغلون ضمن أماكن مرخصة، و”الطاكسيات الطليقة” التي تتجول دون تقيد بنقطة وقوف محددة متهمين بعضهم البعض بـ”خطف” الزبائن، ناهيك عما يقوم به أغلبهم من تصرفات تربك المسافرين خصوصا الأجانب حيث يعمدون إلى عدم تشغيل العداد واضعين أثمنة مرتفعة حسب المنطقة التي يتجه إليها الراكب، وهو ما يدخلهم في مساومات لخفض الأثمنة خصوصا بينهم وبين الزائرين الغرباء مستغلين عدم معرفتهم بالمدينة وارتباكهم لفرض الثمن الذي يرغبون فيه، هذا الوضع لا يربك فقط مهنيي النقل أنفسهم، بل ينعكس أيضا على المسافرين الذين يجدون أنفسهم وسط فوضى تنظيمية وسلوكيات غير مهنية تسيء إلى صورة المدينة.
سياح أجانب يجدون أنفسهم مطاردين من السائقين يقتفون خطواتهم على أرضية المحطة الخارجية أو بالحديقة المجاورة للمحطة قرب الترام، يعرضون الأثمنة الباهظة التي يجد هؤلاء السياح أنها لا تتماشى والمسافة التي تفصلهم عن أماكن إقامتهم فيهربون بجلدهم ليجدوا أن بعض السائقين قد تبعهم على متن سيارته الحمراء متلعثما ببعض الكلمات الأجنبية خصوصا الإنجليزية محاولا إقناع السائح بالركوب في مشهد غير مهني وسلوك غير مقبول.
بعض الركاب يرون أن مثل هذه المشاهد تضر بصورة المغرب، وهو المقبل على تنظيم تظاهرات رياضية عالمية كما أن الدار البيضاء بصفتها مدينة المال والأعمال تستقبل المئات من رجال الأعمال والتجار وكذا السياح من مختلف بقاع العالم، والذين يستقبلون بهذه السلوكيات غير المقبولة أمام أبواب المحطة مما يدعو إلى مزيد من التنظيم والمراقبة الحقيقية من الشرطة والسلطات المحلية .
ورغم هذه التصرفات التي تمر كل يوم أمام أعين الجميع إلا أن بعض سائقي سيارات الأجرة يعتبرون أنفسهم ضحايا هذا الوضع أيضا، إذ يؤكدون أن غياب التنسيق هو ما يؤدي إلى هذا الاحتقان اليومي.
يقول أحد السائقين الذين يشتغلون في الجهة الخلفية للمحطة: ” حنا بغينا نظمو هاد المهنة وماشي أي واحد خصو يجي يتزاحم معانا بلا قانون، والكونتور ما كنديروش حيث المسافات في الدار البيضاء كبيرة والزحام في الشوارع كيضيع علينا الوقت .هاد شي لي كيخلينا ما نستعملوش.. ما كاين لا مراقبة لا تنظيم، وكلشي سايب.”
ورغم الشكاوى المتكررة، فإن السلطات لم تتخذ لحدود الساعة إجراءات فعالة ومستدامة لتقنين استغلال فضاءات المحطة وتنظيم حركية سيارات الأجرة، سواء من حيث الوقوف أو من حيث تسعيرة النقل، التي تبقى هي الأخرى محل جدل وتساؤل !؟