احتفالية تكريمية رمزية بمناسبة 8 مارس العيد الأممي للمرأة نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير

احتفاء بالعيد الأممي للمرأة الذي يصادف 8 مارس من كل سنة، إقرارا بالدور المحوري الذي تضطلع به في مسيرة البناء والنماء، وإبرازا لمساهمتها وحضورها الوازن والفاعل في الترافع ودعم قضايا الشعوب في معاركها ونضالاتها الموصولة ضد التمييز والفقر والتخلف والعنصرية واللامساواة، ووفاءوإشادة بالمسيرات النضالية للمرأة المغربية على كافة الواجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية،وتجسيدا لمظاهر الإكبار والاعتزاز بمكانتها المرموقة وأدوارها الرائدة والطلائعية في حركية ودينامية المجتمع وفي صروح البناء والنماء والتقدم، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير احتفالية تكريميةرمزية للمرأة، مساء يوم الاثنين 8 مارس 2021 بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالرباط، وذلك في تقيد والتزام تام بضوابط وقواعد التباعد الاجتماعي والتدابير الاحترازية والسلامة الصحية التي توصي بها التوجيهات الحكومية.
ويندرج هذا اللقاء الذي دأبت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على احتضانه كعادتها كل سنة، لتسليط الضوء على مختلف الأدوار التي لعبتها المرأة المغربية عامة والمقاومة المناضلة منها خاصة، في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، وهي مناسبة للوقوف على مجمل القيم الوطنية وخصال المواطنة الايجابية التي تحلت بها ورسختها في نفوس الأجيال المتعاقبة، وكذلك لاستحضار انخراطها بإرادة صلبة وعزيمة راسخة في معركة الجهاد الأكبر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بقيادة العرش العلوي المنيف.
وأكد السيد مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على الحضور الباذخ والباسق للمرأة المغربية في شاهق سجل الذاكرة التاريخية الوطنية، إكبارا لمسيراتها النضالية وما راكمته من جليل الأعمال والأيادي البيضاء التي أسدتها للنهوض بواجباتها الأسرية والتربوية والوطنية.
وقال السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إن «ذاكرتنا الوطنية عندما نتحدث عنها بتاء التأنيثتبهرنا بأروع الأمثلة عن كفاح المرأة المغربية ودعمها لحركة المقاومة والتحرير… حيث كانت على الدوام في الصفوف الأمامية للانتفاضات الشعبية المسلحة التي اندلعت شرارتها بمختلف جهات المملكة بسهولها وأطلسها وريفها وصحرائها إثر فرض الحماية على المغرب في 30 مارس 1912».
وفي هذا السياق، استظهر الانخراط الوازن والمتميز للمرأة المغربية في صفوف الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية، مسجلا بفخر واعتزاز، مواكبتها للعمل الوطني ونشرها وإشاعتها لثقافة التنوير والتوعية وإذكاء الحماس الشعبي، مؤكدة حضورها القوي في كافة المحطات التاريخية المفصلية والحاسمة التي شهدتها أرجاء الوطن منذ فرض عقد الحماية على المغرب حتى اندلاع ملحمة ثورة الملك والشعب المجيدة.
وفي هذا المضمار، استشهدبمقتطف من النطق الملكي الساميلجلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لثورة الملك والشعب، حيث قال جلالته:’’ لا يمكن أن نتكلم عن الشعب المغربي بمناسبة ثورة الملك والشعب دون أن أنوه بكيفية خاصة بالمرأة المغربية والزوجة المغربية والأم المغربية والبنت المغربية،لأنني اعلم ما حملته من عبء ومن مسؤولية في هذه الثورة وفي إنجاحها››.
كمـا سجل بإكبار واعتزاز دفاعها عن حوزة الوطن والذود عن حياضه وبذل الغالي والنفيس في سبيل عزة البلاد وكرامتها، مستحضرا تفاعلها الايجابي مع النداء الملكي السامي لجلالة المغفور له الحسن الثاني مبدع المسيرة الخضراء المظفرة سنة 1975، حيث سارعت للتسجيل بمكاتب التطوع للمشاركة في هذا الحدث الوطني الكبير الذي اعتبره المؤرخون معجزة القرن العشرين، واصطفت مع كل شرائح الشعب المغربي وقواه الحية للدفاع عن الحقوق التاريخية لبلادنا وإقرار الشرعية والمشروعية وتحصين المكتسبات .
ونوه السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالحظوة التي نالتها المرأة المغربية في ظل العهد الزاهر لباعث النهضة المغربية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إذ تحققت لها العديد من المكاسب والمنجزات الهادفة إلى تيسير انخراطها وانغمارها في كل مجالات الحياة الوطنية وإرساء دعائم المجتمع الديمقراطي الحداثي النهضوي والتنموي، ولاسيما وأن دستور فاتح يوليوز 2011 قد فتح أمامها آفاقا رحبة لإثبات ذاتها من خلال المؤسسات الجديدة التي أحدثتها الوثيقة الدستورية تكريسا لمبدأ المناصفة والمساواة بين الرجل والمرأة اللذين يتعين عليهما العمل جنبا إلى جنب لتحقيق التنمية المندمجة .
وفي متم كلمته، وجه السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تحية إكبار وتقدير للنساء المغربياتاللائي أبن عن علو كعبهن في زمن تدبير جائحة كورونا كوفيد 19 حيث كن في الصفوف الأمامية كطبيبات وممرضات ومسعفات ومسؤولات في الادارية الترابية والأمنية وفي حقول التربية والتعليم.
وألقيت بهذه المناسبة عروض ومداخلات لصفوة من السيدات الفاعلات الجمعويات والناشطات في المجتمع المدني ورائدات العمل النسائي، وفاء وإشادة بالمسيرات النضالية للمرأة المغربية وأدوارها ومساهماتها الوازنة والمتميزة على كافة الواجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبشرية.
كما نوهن بالتئام هذه الاحتفالية التكريمية الرمزية التي تعد فضاء لتجسيد مظاهر الإكبار والاعتزاز بمكانة المرأة ومدارجها المتقدمة وأدوارها الرائدة والطلائعية في نهضة الوطن وتقدمه، والدفاع عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية ومقوماته التاريخية والحضارية، وإرساء وتقوية أركان المجتمع الديمقراطي والحداثي والتضامني والتنموي والنهضوي الذي تنشده وتتطلع إليه بلادنا تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
كما استحضرن أمجاد وروائع الكفاح الوطني والتحريري التي أسهمت في صنعها المرأة المغربية إلى جانب أخيها الرجل من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية، مواكبة بعزم وحزم وإصرار، العمل الوطني والنضالي، بإسهاماتها الجلى وعطاءاتها المبرورة، ومؤكدة حضورها الباذخ وألقها الباسق في رقيم الذاكرة التاريخية الوطنية، ومشاركتها في كافة المحطات التاريخية المفصلية والحاسمة التي شهدتها أرجاء الوطن في ملحمة ثورة الملك والشعب المجيدة التي انطلقت في 20 غشت 1953، وسائر الملاحم البطولية ماضيا وحاضرا.
تميزت هذه الاحتفالية التكريمية الرمزية، بإشراف السيد مصطفى الكتيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على مراسم تكريم ثلة من النساء المقاومات برورا وعرفانا بما أسدينه للدين والعرش والوطن، ولما قدمنه للقضية الوطنية من خدمات وأيادي بيضاء ووفاء لأرواح من استرخصن دماءهن في سبيل عزة البلاد وكرامتها، وذلك جريا على التقليد الموصول الذي دأبت عليه المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإحاطة هذه الفئة المناضلة من نساء ورجال المقاومة وجيش التحرير بلمسة الوفاء والبرور والعرفان.
وعدد المكرمات، بهذه المناسبةخمس مقاوماتوافتهن المنية رحمة لله عليهن،ويتعلق الأمر بالمقاومات الفاضلات:
1 – المقاومة المرحومة طامو أضريف؛
2 – المقاومة المرحومة فاطمة المرواني؛
3 – المقاومة المرحومةالغالية المجاهد؛
4 – المقاومة المرحومة رحمة بنعزوز؛
5 – المقاومة المرحومة أمباركة نجماوي.
وتوجت أشغال هذا المهرجان التكريمي الرمزي بتلاوة نص برقية الولاء والإخلاص المرفوعـة إلى صاحب الجلالـة الملك محمد السادس نصره لله.
هذا، وشهدت مجموع ولايات وعمالات وأقاليم المملكة برامج أنشطة فكرية وثقافية وتربوية نظمتها، في تقيد والتزام تام بضوابط وقواعد التباعد الاجتماعي والتدابير الاحترازية والسلامة الصحية التي توصي بها التوجيهات الحكومية، النيابات الجهوية والاقليمية والمكاتب المحلية 46 للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير وتعدادها 95 فضاء.
وقد شهدت المسيرة الوطنية والنضالية للمرأة المغربية المواقف والمآثر الوازنة والمتميزة في العديد من المحطات التاريخية المضمخة بالمنجزات الخالدة، ومسايرتها للتحولات العميقة التي تشهدها بلادنا في أفق تحقيق المكاسب السياسية والاجتماعية والثقافية والمجتمعية في سياق استراتيجيات واضحة المعالم والمقاصد والآفاق، قوامها الديمقراطية والمساواة والمناصفة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والمجالية في سبيل خدمة قضايا الوطن ومصالحه العليا وتقدم المجتمع المغربي.
والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بهكذا مبادرات، توجه تحية تقدير وإكبار للمرأة المغربية عموما، وللمرأة الوطنية والمقاومة والمناضلة على الخصوص،الجديرة بكل تكريم وبرور وعرفان، والمستحقة لموصول التنويه والإشادة، مهنئة كل نساء المغرب الماجدات على ما قدمن من خدمات جلى وإسهامات قيمة في سبيل بناء وإعلاء صروح المغرب الجديد الناهض والمتقدم.


بتاريخ : 12/03/2021

أخبار مرتبطة

  التمست الجمعيات المهتمة بملف عمال وعاملات شركة مفاحم المغرب سابقا بجرادة، من عامل الإقليم ووالي جهة الشرق، التدخل العاجل

  تحول التعريفة الوطنية المرجعية الموقّعة في 2006 دون استفادة شرائح واسعة من المغاربة من تغطية صحية فعلية، تمكّن من

  كما كان مبرمجا، أعلنت جمعية الأطلس الكبير، مساء أمس الجمعة 5 يوليوز بالمسرح الملكي بمراكش، عن افتتاح الدورة 53

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *