احتلت مراتب متأخرة في الماراثون و10000م وخرجت مبكرا من تصفيات 1500م.. ألعاب القوى المغربية تصر على تواضعها وتزكي أزمة ثقة بين مكوناتها

 

أنهى العداء المغربي زهير الطالبي، مساء أول أمس الأحد، مسابقة العشرة آلاف متر في بطولة العالم لألعاب القوى، المقامة حاليا في مدينة يوجين الأمريكية في الرتبة 21، مزكيا بذلك التراجع المهول لألعاب القوى الوطنية في المحافل الدولية، التي أصبحت تراهن فقط، في السنوات الأخيرة، على البطل الأولمبي سفيان البقالي، حامل ذهبية أولمبياد طوكيو.
وعاد لقب هذا السباق إلى العداء الأوغندي جوشوا تشيبتيغي، حامل اللقب الأولمبي والرقم القياسي العالمي للسباق، حيث فاز بالميدالية الذهبية، بعدما قطع المسافة في زمن قدره 27 د و27 ث و43 ج م، في أفضل توقيت له هذا الموسم، متقدما على الكيني ستنلي وايتهاكا مبورو صاحب الميدالية الفضية (27 د و27 ث و90 ج م)، والأوغندي جاكوب كيبليمو، الذي فاز بالبرونزية (27د و27 ث و97 ج م).
وأنهى العداء الطالبي السباق في المركز 21 بتوقيت 28 د و 28 ث و69 ج م.
وفي سباق الماراثون، عادت الميدالية الذهبية إلى العداء الإثيوبي تاميرات تولا، بعدما قطع مسافة 42.195 كلم، أول أمس الأحد، في زمن قدره 2 س و05 د و36 ث، محققا لقبه العالمي الأول بعد فضية نسخة 2017 في لندن، متقدما على مواطنه موسينيت غيريمو، صاحب الفضية (2 س و06 د و45 ث) والبلجيكي بشير عبدي صاحب البرونزية (2 س و06 و49 ث).
وحل أول عداء مغربي في السباق، عثمان الكومري، في المركز الثاني عشر بتوقيت 2 س و08 د و14 ث، فيما جاء مواطنه حمزة السهلي في الرتبة الرابعة عشرة بتوقيت 2 س و08 و45 ث. أما المغربي الآخر، محمد رضا العربي، فأنهى السباق في المركز 21 بتوقيت 2 س و10 د و33 ث.
ومنذ دورة هيلسنكي 2005، حيث توج جواد غريب بلقبه العالمي الثاني على التوالي، غاب العداؤون المغاربة عن منصات التتويج.
وفي سباق 1500 م، وللمرة الثانية في تاريخ مشاركات ألعاب القوى الوطنية في البطولة العالمية، لم يتواجد في دورة يوجين 2022 أي بطل مغربي في نصف النهائي، بعدما دأب العداؤون المغاربة على المنافسة على المراتب الأولى، علما بأن الدورة الماضية في الدوحة شهدت غياب المغرب عن النهائي، وهو الأمر الذي تكرر في أولمبياد طوكيو خلال السنة الماضية.
وكان الغياب الأول في دورة روما 1987، حيث لم يشارك أي بطل مغربي في هذه المسافة.
وتعيش رياضة ألعاب القوى على مدار العقدين الأخيرين حالة تراجع كبيرة، حيث أصبح الحضور عابرا، بعدما كان الأبطال المغاربة منافسين أقوياء على الميداليات، وتركوا بصمات خالدة في تاريخ رياضة أم الألعاب.
قد يتحجج البعض ويدعي أن المنشطات كان لها أثرها البالغ، وأن الممارسات المحظورة قد جعلت من المغرب بؤرة، بدليل الكم الهائل من الموقوفين من طرف الاتحاد الدولي، وأن الجامعة الحالية قامت بفعل جبار في سبيل تنقية محيط هذه الرياضة من رموز الفساد، وهي تواصل عملها من أجل إعادة تلميع وجه ألعاب القوى الوطنية على المستوى الدولي، لكن وبموازاة مع هذا هناك فشل كبير على مستوى تحضير الخلف، وإعداد أبطال قادرين على حمل مشعل عويطة ونوال والكروج وبدوان وحيسو وغريب وواعزيز والزين وبولامي والحلافي ولبصير والمواعزيز وبنحسي وغيرهم من الأبطال الذين حفروا اسم المغرب في تاريخ التظاهرات الكونية والأولمبية في ألعاب القوى.
كما لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل الخصاص المسجل على مستوى المؤطرين، إذ اختارت فئة كبيرة منهم الانزواء إلى الظل، بعدما كانوا فاعلين في صنع الأبطال، خاصة على مستوى الفرق والجمعيات، بفعل عدم توفر الإمكانيات اللازمة، وسيطرة منطق العلاقات والمصالح، الأمر الذي أضر كثيرا بهذه الرياضة التي تجني حاليا ثمار انعدام الثقة بين المركز والمحيط، وتقليص نواة الاشتغال.
ويبقى الرهان الأكبر على الرياضة المدرسية، وهذا يفرض على وزارة بنموسى أن تبادر إلى وضع خارطة طريق، تحقق التكامل بين الجامعة المدرسية وباقي الجامعات الرياضية، من خلال تسخير الإمكانيات اللوجستيكية والتقنية المتوافرة لدى وزارة التربية والرياضة لخدمة الرياضة الوطنية في شقها العام، حيث نسجل حضورا جيدا مهما لأبطال الرياضة المدرسية في التظاهرات الدولية، لكن بريقهم سرعان ما يخفت بعد ذلك.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 19/07/2022