احميدوش، يدعو الإدارات العمومية والجماعات ومقاولات القطاع الخاص إلى تشجيع العمل عن بعد

قرار حكومي سنّ مجموعة من الإجراءات لمدة 4 أسابيع لمواجهة “شراسة” الجائحة الوبائية بجهة الدارالبيضاء- سطات

 

أصبحت الجائحة الوبائية لكوفيد 19 أكثر شراسة، وبات الفيروس أشدّ عنفا يوما عن يوم مواصلا حصده للأرواح، إذ تسبب في وفاة 73 شخصا وفقا للحصيلة اليومية التي تم الإعلان عنها مساء الجمعة، وفي 50 حالة وفاة إلى غاية مساء السبت، مما رفع العدد الإجمالي لضحايا الوباء منذ بداية الجائحة الوبائية في بلادنا إلى 3255 حالة وفاة. واستمر عدّاد الإصابات في ارتفاعه هو الآخر، مسجّلا أرقاما قياسية في أعداد الحالات المؤكدة طيلة أيام الأسبوع الأخير، مما جعل العدد الكلي للإصابات بالفيروس يصل إلى 194461 حالة، ضمنها 30834 حالة نشطة، في حين قفز عدد الحالات الخطيرة إلى 699 حالة، 43 حالة جرى تسجيلها ما بين مساء الجمعة والسبت.
وضعية جدّ حرجة وأرقام صادمة وحصيلة مهولة، بات يتم تسجلها في كل يوم، لا سيما على مستوى جهة الدارالبيضاء- سطات مقارنة بمناطق أخرى، خاصة وأن معدل الإصابة بات يتراوح ما بين 150 و 200 حالة لكل 100 ألف نسمة، في الوقت الذي سبق وأن أعلنت وزارة الداخلية عن مخطط ترابي للتدخل بمجموعة من الإجراءات متى بلغ عدد الإصابات في منطقة من المناطق 50 حالة كأقصى معدل، لكن تبيّن أن الوضعية الوبائية في هذه الجهة قد بلغت مستويات غير منتظرة، وتأكد أن التدابير السابقة التي تم الإعلان عنها لم تحقق ما كان متوقعا منها، إذ زادت رقعة انتشار الوباء اتساعا وأضحت أسرّة المستشفيات ممتلئة؟
معطيات وبائية دفعت الحكومة مساء الجمعة إلى إعلان حزمة من التدابير الجديدة التي ستمتد على مدى 4 أسابيع، أملا في تحقيق انخفاض في أرقام الوفيات والإصابات، والقدرة على التحكم في انتشار الفيروس وتطويق تبعاته، والتي ستشمل عمالتي الدارالبيبضاء والمحمدية إلى جانب إقليمي النواصر ومديونة وكذا إقليمي برشيد وبن سليمان، انطلاقا من يوم الأحد 25 أكتوبر، والتي تتمثل في منع جميع أشكال التنقل الليلي ما بين التاسعة مساء والسادسة صباحا، باستثناء التنقلات لأسباب صحية ومهنية، إضافة إلى إلزامية التوفر على رخصة استثنائية للتنقل من وإلى العمالات والأقاليم المذكورة، مسلمة من طرف السلطات المحلية المختصة، فضلا عن إغلاق ملاعب القرب والمنتزهات.
وسيشمل قرار الإغلاق المطاعم والمقاهي كذلك انطلاقا في الثامنة مساء، ونفس الأمر بالنسبة لجميع المتاجر والمحلات التجارية الكبرى، وكذا توقيف التنقل عبر حافلات المقل العمومي والطرامواي في التاسعة مساء، في حين سيتم إغلاق أسواق القرب في الثالثة بعد الزوال، مع التأكيد على ضرورة تشجيع العمل عن بعد في الحالات التي تسمح بذلك، والإبقاء على قرار إغلاق الحمامات وقاعات الرياضة ومنع التجمعات التي يفوق عدد أفرادها 10 أشخاص.
من جهته، دعا والي جهة الدارالبيضاء سطات، تفاعلا مع البلاغ الحكومي والإجراءات التي تضمنها، إلى ضرورة تشجيع العمل عن بعد وإتاحة هذه الإمكانية للموظفات والموظفين في جميع الإدارات العمومية والجماعات المحلية، على ألا يؤثر ذلك على استمرارية المرفق العمومي والخدمات المقدمة للمواطنين. خطوة، شدد احميدوش بعد التنسيق مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، على أن تشمل كذلك جميع المقاولات وشركات القطاع الخاص، مع التنصيص على ضرورة احترام التدابير الوقائية المختلفة داخل فضاءات العمل، المتمثلة في الوضع السليم للكمامات وتوفير وسائل التعقيم، والتباعد الجسدي وقياس درجات الحرارة عند مداخلها.
وسجّلت جهة الدارالبيضاء- سطات، وفقا للحصيلة الرسمية اليومية التي تعلن عنها وزارة الصحة، 2128 حالة من مجموع الحالات الذي بلغ 4045 حالة وطنيا، وهو ما يعكس حجم انتشار الفيروس، في الوقت الذي كانت فيه حصيلة الدارالبيضاء من عدد الإصابات يوم السبت 1570 حالة إصابة، و 14 حالة وفاة من بين 17 حالة شهدتها الجهة، مما يعمّق من أعطاب المنظومة ويرفع من عمق جراحها ويؤشر على تواصل المدّ التصاعدي للوفيات والإصابات على حدّ سواء، مما يتطلب مسؤولية أكبر في التعاطي مع الوضع الصحي بجهة الدارالبيضاء سطات، التي أرخى الفيروس بقتامة تداعياته عليها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 26/10/2020