اختار المعرض المغاربي للكتاب بوجدة «آداب مغاربية»، بعد نجاح نسختي 2017و2018، هذه السنة في نسخته الثالثة شعار « الإيصال: من جيل الى جيل» محورا وتيمة لفعالياته التي ستمتد من 9 الى 13 أكتوبر الجاري، كما جاء في كلمة محمد امباركي رئيس المعرض المغاربي للكتاب خلال الندوة الصحفية التي عقدت أول أمس الثلاثاء 1 أكتوبر الجاري بالدارالبيضاء، والتي خصصت لتقديم برنامج المعرض، والمشاركين في فقراته من كتاب وناشرين وضيوف شرف.
امباركي أوضح في معرض حديثه أن المعرض، وهو يبصم على خطوته الثالثة الى جانب المعارض الوطنية كمعرض الدار البيضاء وطنجة، هو مشروع للتنمية المحلية ولتطوير العرض الثقافي الذي يجذب شريحة مهمة من فئات المجتمع التواقة الى هذه التنمية التي يتداخل فيها الاقتصادي بالثقافي، كما أنه يشكل فرصة للتقارب المغاربي وفضاء للحوار حول أسئلة الثقافة الراهنية وقضاياها، واكتشاف هذا الأدب بعيون مغاربية تصدر رؤاها عن تفكير جماعي منبثق من الفضاء المغاربي الداخلي لبلورة حلول وتصورات حول آفاق ومستقبل الكتاب والنشر بهذا الفضاء الذي يعرف تحولات عميقة، إن على المستوى الوطني أو الجهوي.
وألمح امباركي الى أن شعار هذه السنة يستمد قوته من كونه حاجة إنسانية في ظل الاختلاف الضروري والمنتج، والذي يعضد قيم التعايش في إطار الرؤية النقدية والخلاقة التي تبني المستقبل، وهو ما يقوم به الكتاب الذي يعد وسيلة مثلى لإيصال القيم والتراث والافكار للأجيال القادمة.
المعرض الذي يستقطب هذه السنة 300 كاتب وناشر وأكاديمي، والذي يستضيف الأدب الكاميروني ضيف شرف هذه السنة، اعتبر الكاتب العام لورزاة الثقافة عبد الإله عفيفي أ نه يكتسي أهميته بالنظر لدوره في حلقة العرض بالنسبة لترويج الكتاب أمام الإعلام الثقافي والقراء، كما أنه فرصة للتعريف بالعلامة التجارية للناشر أمام جمهور القراء، بالاضافة الى الاطلاع على إنتاجات الفاعل الثقافي الجهوي ومساهمته في سيروة الحركية الثقافية ببلادنا.
وأبرز عفيفي، من جهته، الدور التثقيفي العام الذي تقوم به مثل هذه التظاهرات من خلال تدعيمها للقيمة الاعتبارية للكتاب المغربي والثقافة المغربية في فضاء يتسم بتداخل الهويات الثقافية، وانتشار الحوامل التقنية للمعلومة التي تنافس الكتاب الورقي.
وشدد عفيفي على أن المعرض، بالاضافة الى كونه رافعة للتنمية، هو فرصة للقاء الكتاب وتطارحهم الافكار والحلول، معتبرا أن الثقافة هي الموجه للسياسة خصوصا في فضاء مثل الفضاء المغاربي الذي تعثرت جهود بنائه منذ عقود.
عبد القادر الرتناني رئيس الاتحاد المهني للناشرين بالمغرب، تطرق في تدخله الى التوجه الإفريقي لهذا المعرض، وهو ما يترجمه اختيار الكاميرون ضيف شرف المعرض بعد النسختين الأوليين اللتين استضافتا السنغال وكوت ديفوار، مضيفا أن زوار المعرض مدعوون لاكتشاف هذا الإدب الإفريقي من خلال أسماء أدبية معروفة تضفي قيمة على هذا المعرض الذي ترك صدى طيبا بعد نسختي 2017و2018.
مندوب المعرض جلال الحكماوي اعتبر بدوره أن هذا الاخير يشكل مختبرا لطرح الأسئلة الفكرية والثقافية حول راهننا الثقافي مغربيا ومغاربيا، وهي أسئلة تطرح في العمق إشكالات اللغات والدين والمجتمع والثقافة والمستقبل، في ظل معركة تحاول أن تنتصر للرقمي. كما طرح ضرورة التفكير في أشكال أخرى لترسيخ هذا المعرض بالمنطقة حتى يتجذر الفعل الثقافي طيلة السنة ويحقق هدفه التنموي.
تجدر الاشارة الى أن برنامج المعرض يضم 36 مائدة مستديرة، بالاضافة الى 10 معارض للفنون التشكيلية تنظم بفضاءات المدينة ، منها جامعة محمد الأول، ومركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، والمعهد الفرنسي، والسجن المحلي.