اختتام قمة الاتحاد الإفريقي بالتاكيد على ضرورة مواجهة التحديات الأمنية وجائحة كورونا

المغرب يعبر عن ارتياحه لنتائج القمة ويؤكد أن تجديد هياكل الاتحاد الإفريقي

يسير في الاتجاه الصحيح

اختتمت الأحد قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت عبر تقنية التناظر المرئي. وناقشت هذه القمة، المنظمة تحت عنوان «الفنون والثقافة والتراث .. روافع من أجل بناء إفريقيا التي نريد»، تقريرا حول التقدم المحرز في ما يتعلق باستجابة الاتحاد الإفريقي لجائحة فيروس كورونا في إفريقيا.
كما تطرق رؤساء دول وحكومات البلدان ال54 الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، لتنفيذ الإصلاح المؤسسي للاتحاد، مع التركيز على التقرير المرحلي الذي قدمه الرئيس الرواندي، بول كاغامي، بصفته قائدا للإصلاح المؤسسي.
كما تم التطرق إلى التحديات التي تطرحا جائحة كورونا، حيث قرر رؤساء الدول والحكومات التطبيق الفعلي للاستراتيجية القارية المشتركة لمكافحتها .
كما أكدت القمة على ضرورة مواجهة التحديات الأمنية التي تلقي بثقلها على الإجراءات المتخذة لبناء إفريقيا قوية، مؤكدة على ضرورة استئصال هذه الظواهر وفرض السلام بأي ثمن.
وقد عبر المغرب عن ارتياحه لنتائج الدورة العادية ال34 لقمة الاتحاد الإفريقي، سواء في ما يتعلق بقضيته الوطنية، أو الإصلاح المؤسساتي، أو ما تقوم به الدول الإفريقية في مواجهة جائحة كورونا.
وتميزت هذه القمة العادية السبت بانتخاب القيادة الجديدة لمفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث تمت إعادة انتخاب موسى فقي محمد، لولاية ثانية على رأس المفوضية مدتها أربع سنوات، وكذا انتخاب نائبة محافظ البنك الوطني الرواندي، مونيك نسانزاباجانوا ، نائبة لرئيس المفوضية. كما تم انتخاب الدبلوماسي النيجيري بانكول أديوي مفوضا للشؤون السياسية والسلام والأمن في الاتحاد الإفريقي، فيما أعيد انتخاب كل من جوزيفا ساكو من أنغولا مفوضة مكلفة بالزراعة والتنمية القروية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة ، وألبرت موشانغا من زامبيا بصفته مفوض التنمية الاقتصادية والتجارة والصناعة والمناجم ، وأماني أبو زيد من مصر مفوضة مسؤولة عن البنية التحتية والطاقة .

معالجة التحديات الأمنية التي تواجه القارة

أكدت القمة العادية الرابعة والثلاثين للاتحاد الإفريقي، على ضرورة مواجهة التحديات الأمنية التي تلقي بثقلها على الإجراءات المتخذة لبناء إفريقيا قوية البنيان.
وقال الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية ، فيليكس أنطوان تشيسكيدي ، خلال الجلسة الختامية للقمة «خلال مناقشاتنا، لوحظ في مرات عديدة أن الإرادة والجهود التي يتم حشدها حاليا لبناء إفريقيا قوية البيان، مهددة بالتقويض في مناطق مختلفة من القارة بسبب التحدي الأمني».
وأشار، في هذا السياق ، إلى انتشار الجماعات المسلحة المحلية والأجنبية ، فضلا عن ظهور الجماعات الإرهابية المسؤولة عن عمليات الاغتصاب والمذابح وتدمير النظم البيئية ونهب الموارد الطبيعية في وسط إفريقيا، ولا سيما في جمهورية إفريقيا الوسطى وشرق وشمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفي منطقة الساحل والصحراء، وكذلك في جنوب القارة بموزمبيق.
وحذر تشيسكيدي من أن هذه التحديات تمثل تهديدا حقيقيا للسلم والأمن والاستقرار في القارة، مشيرا إلى أن المؤتمر أكد على ضرورة استئصال هذه الظواهر وفرض السلام بأي ثمن.
كما تدارس رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء تنفيذ الإصلاح المؤسساتي للاتحاد مع التركيز على التقرير المؤقت للرئيس الرواندي، بول كاغامي، بصفته قائدا لهذا الإصلاح.

التنفيذ الفعلي للاستراتيجية القارية المشتركة لمكافحة كوفيد-19

من جهة أخرى قرر رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في الاتحاد الإفريقي التطبيق الفعلي للاستراتيجية القارية المشتركة لمكافحة جائحة كوفبد-19. وأعلن الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي ، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس أنطوان تشيسكيدي، خلال الجلسة الختامية للقمة أنه تم الاتفاق على تعزيز موارد الصندوق الإفريقي لفيروس كوفيد-19، وإنشاء منصة إفريقية لاقتناء المعدات الطبية وتسريع الاختبارات.
وأضاف تشيسكيدي أن القمة صادقت أيضا على تقرير يتعلق بنشاط المبعوثين الخاصين للاستجابة لـ كوفيد -19 وعلى العمل الذي قامت به فرقة العمل الإفريقية المنشأة حديثا لاقتناء اللقاحات.
كما أعلن الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي عن تبني مبدأ تعزيز وتمكين المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها من خلال منح المشرفين عليها الصلاحيات والسلطات الضرورية.

المغرب يؤكد أن الترويكا آلية لمواكبة ودعم الجهود الحصرية للأمم المتحدة حول الصحراء

أعرب وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة عن ارتياح المغرب لنتائج الدورة العادية ال34 لقمة الاتحاد الإفريقي، سواء في ما يتعلق بقضيته الوطنية، أو الإصلاح المؤسساتي، أو ما تقوم به الدول الإفريقية في مواجهة جائحة كورونا.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الأحد خلال ندوة صحفية بالرباط بمناسبة الدورة العادية ال34 لقمة الاتحاد الإفريقي، أن آلية الترويكا للاتحاد الإفريقي ليست بآلية تدبير أو اقتراحات في قضية الصحراء المغربية، لكنها آلية لمواكبة ودعم الجهود الحصرية للأمم المتحدة.
وكشف بوريطة، عن وجود محاولات لإقحام الاتحاد الإفريقي في تدبير قضية الصحراء المغربية من خلال محاولة لعقد اجتماع قسرا لآلية الترويكا، مشيرا إلى أن المغرب اعتبر أن عقد هذه الآلية في ظل رئاسة جنوب إفريقيا لم يكن مناسبا بسبب موقفها المنحاز وغير الموضوعي.
وأكد أنه على الرغم من استدعاء رئاسة جنوب إفريقيا لآلية الترويكا، يوم الجمعة، إلا أن هذه الآلية لم تجتمع لأن أعضاء آخرين اعتبروا أن عقد الآلية في ظل هذه الرئاسة سيكون له نتائج عكسية.
وأضاف الوزير أنه في ظل رئاسة محايدة وغير منحازة، يجب على الترويكا دعم ومواكبة الجهود الحصرية للأمم المتحدة في الاحترام التام لصلاحياتها المحددة في القرار 693.
واعتبر أن الترويكات المقبلة ستكون أكثر توازنا لأنها ستتكون، من جمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال وجنوب إفريقيا لمدة عام واحد، بينما ستكون اعتبارا من 2022 مكونة من جمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال وجزر القمر، مشيرا إلى أن «كل ما تم تصوره في ظل رئاسة جنوب إفريقيا يجب تقييمه على ضوء النتائج الملموسة».
وشدد بوريطة على أن إفريقيا تتفهم أنه تم استغلال هياكلها وآلياتها لكي يخدم الاتحاد الإفريقي أجندة بلد معين، وليس أجندة القارة، مسجلا أنه منذ أن كان منصب مفوض السلم والأمن من نصيب دولة واحدة (منذ 2004)، تم استغلال الاتحاد الإفريقي في اتجاه واحد، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها كسر هذا المنطق، حيث لن يتم استخدام هذا المنصب كملحقة دبلوماسية لخدمة أجندة دولة معينة.
وأكد أنه «كل من يريد إقحام الاتحاد الإفريقي في هذا الملف سيجد دائما الدبلوماسية المغربية معبأة حتى لا يتم إقحام المنظمة في هذا الملف الذي تشرف عليه الأمم المتحدة».
وختم بوريطة بالقول «إن جميع مناورات الأسابيع الأخيرة كانت تهدف إلى تشويه رسالة إفريقيا، من أجل القول إن القارة غير راضية عن موقف الإدارة الأمريكية. لكن رد فعل القمة كان واضحا : الملف يشهد تطورات عميقة تسير في اتجاه دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي، وفي اتجاه سيادة المغرب على الصحراء».

تجديد هياكل المنظمة
يسير في الاتجاه الصحيح

أكد المغرب أن تجديد هياكل الاتحاد الإفريقي يسير في الاتجاه الصحيح.
وأوضح بوريطة، خلال الندوة الصحفية، أن هذا التجديد يسير في الاتجاه الصحيح، حيث سيمكن من خلق احترافية أكثر وسيعزز من أخلاقيات عمل الاتحاد.
وسجل الوزير أن هذا التجديد سيخلص الاتحاد الإفريقي من مفوضين كانوا يستعملون المنظمة لخدمة أجندة بعيدة عن أجندة الاتحاد، ولا تخدم قرارات المنظمة ولا مصالح إفريقيا.
وأضاف أن جلالة الملك كان قد أشار، في خطابه الأخير بمناسبة المسيرة الخضراء، إلى أن هناك استغلالا للمنظمة من قبل بعض مسؤوليها للزج بها في قضايا لا علاقة لها بإفريقيا، حيث كانوا يعتبرونها «ملحقة دبلوماسية» تخدم أجندات دول معينة.
من جهة أخرى، سجل بوريطة أن المملكة المغربية تطمح للظفر بأحد مناصب المفوضين المتبقين، لاسيما بالمنصبين المخصصين للصحة والتعليم، مؤكدا أن المغرب سيقدم ترشيحاته، وسيعمل على أن يكون في فريق المفوضين المقبل.

المغرب على استعداد لتقاسم تجربته مع الدول الإفريقية من أجل تنظيم حملة التلقيح

خلال نفس الندوة قال وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، إن المغرب، كما تقاسم تجربته مع الدول الإفريقية في مجال التصدي للجائحة، على استعداد اليوم لتقاسم تجربته مع هذه الدول في مجال تنظيم حملات تلقيح مرتقبة.
وأكد بوريطة وجاهة مقاربة جلالة الملك محمد السادس في مواجهة الأزمة الصحية، سواء على المستوى الوطني أو في إطار التضامن الإفريقي.
وأشار إلى أن المغرب، طبقا للتوجيهات الملكية السامية، كان له دور رائد منذ ظهور هذه الجائحة من خلال تقديم دعم، على شكل مواد طبية ووقائية، ل21 بلدا إفريقيا وكذا لمفوضية الاتحاد الإفريقي.
وأضاف الوزير أن المغرب كان أول بلد إفريقي يطلق حملة تلقيح واسعة النطاق لفائدة المواطنين المغاربة والمقيمين الأجانب، لاسيما الأفارقة، مؤكدا استعداد المملكة لتقاسم تجربتها في مجال التنظيم والتخطيط لحملة تلقيح من نفس الحجم مع الدول الإفريقية التي ستطلق هذه المبادرة.


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي وكالات

  

بتاريخ : 09/02/2021