اختير ضمن أكثر خمسة ناشرين تأثيرا بالعالم العربي بمعرض الشارقة الدولي للكتاب .. بسام كردي: تتويجي، تتويج للمغرب أيضا لأنه يبرز الحضور المغربي في الساحة الثقافية العربية

تسجل دور النشر المغربية حضورا مميزا في فعاليات الدورة الـ44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، من خلال مشاركة نوعية تعكس غنى المشهد الثقافي المغربي وتنوع إنتاجه الأدبي والفكري.
في هذ الحوار، مع وكالة المغرب العربي للأنباء، يتحدث مدير المركز الثقافي للكتاب، بسام كردي عن خصوصية التجربة المغربية في النشر، ودور المعارض العربية في ترسيخ حضور الكتاب المغربي، كما يتناول واقع صناعة النشر وآفاق تطورها في ظل التحولات الرقمية.

* تم اختياركم للمشاركة في «مؤتمر الناشرين»، الذي يسبق انطلاق معرض الشارقة الدولي للكتاب، ضمن مجموعة من أبرز الناشرين العرب المؤثرين في المشهد الثقافي العربي، ما الذي يمثله لكم هذا الاختيار؟

أنا ناشر منذ قرابة نصف قرن، وتم اختياري للمشاركة من طرف هيئة الشارقة للكتاب في «مؤتمر الناشرين» ضمن مجموعة من أبرز الناشرين العرب المؤثرين في المشهد الثقافي العربي، وهو ما أعتبره تتويجا لما قدمته شخصيا للثقافة العربية خلال هذه المدة، وتتويجا للمغرب أيضا، وبالتالي فاختياري يبرز الحضور المغربي في الساحة الثقافية العربية.
المغرب حاضر بقوة منذ سنوات في الساحة الثقافية العربية، وكتبه متواجدة في المعارض بحضور مميز وأسماء بارزة.
ونحاول عبر هذا الحضور مد جسور عكسية «مغربية – مشرقية»، لتصدير ما هو مغربي إلى المشرق. إذ يحظى الكتاب المغربي باهتمام واسع في جميع المعارض العربية، ونوعية الكتب التي نقدمها مطلوبة ومتميزة.

*في رأيكم، ما هي خصوصية التجربة المغربية في النشر، ودور المعارض العربية في تعزيز حضور الكتاب المغربي؟

-التجربة المغربية في النشر تتميز بانفتاحها على الثقافات العالمية، وبغنى موضوعاتها وتنوع أصواتها الفكرية والإبداعية، كما أنها تنهل من روافد مغربية متعددة، مما يمنح الإصدارات المغربية خصوصية فكرية واضحة وتنوعا في المواضيع والرؤى.
وما يميز الكاتب والناشر المغربي هو انفتاحه واطلاعه على اللغات والثقافات الغربية، سواء الفرنكفونية، على الخصوص، أو الأنغلوساكسونية، وهو ما جعل الإنتاج المغربي يحظى بالخصوصية والحضور اللافت في مجالات الترجمة والتأليف والفكر.
كما أن المغرب يزخر بأسماء فكرية وأدبية مرموقة، مثل عبد الله العروي، وسعيد بنكراد، ومحمد مفتاح، وفريد الزاهي وغيرهم، إلى جانب جيل جديد من الكتاب بات يثبت حضوره بقوة.
يمكنني القول إن الحضور المغربي في معارض الكتاب العربية أصبح لافتا ومتناميا. فبعد أن كان المغرب ضيف شرف في الدورة الماضية من معرض الشارقة الدولي للكتاب، نلمس اليوم ترسيخا لتلك المكانة. ونوعية الكتب والإصدارات التي تقدمها دور النشر المغربية كافية لتصنع الفرق وتجعل الحضور المغربي مؤثرا ومطلوبا.
ولا يمكن أيضا إغفال الحديث عن حضور المغاربة على منصات التتويج بالجوائز العربية الكبرى، كالشيخ زايد، والبوكر، وكاتارا، ودور هذا الحضور في تعزيز صورة الناشر المغربي وإبراز القيمة الفكرية للإنتاج الثقافي المغربي.
وكممثلين لدور نشر، نحاول أن نسهم بجزء من هذه الدينامية والترويج للكتاب المغربي، وحضورنا في المحافل العربية ثابت ومتنام سنة بعد سنة.

* في ظل التحولات الرقمية، كيف ترون مستقبل صناعة النشر؟

كناشر أنتمي لجيل خالط الورق وما زلت مؤمنا به وبالقلم، وما زلت أستعمل الورق في النشر والكتابة رغم امتلاكي للأجهزة الحديثة. بالنسبة لي متعة التصفح والقراءة الورقية تجربة حسية لا تقارن ومن الصعب أن تمنحها الرقمنة للقارئ، لكنني أعتقد أن الجيل الجديد يعيش في فضاء مختلف، وسينغمس في عالم الرقمنة عاجلا أم آجلا، وهو ما يمكن أن يفتح أمامه كذلك إمكانية الوصول السريع والتفاعل.
وعن معارض الكتاب خصوصا، لا سيما في الجانب اللوجستي والتكنولوجي، فقد باتت الرقمنة حاضرة بقوة، إذ لم تعد مقتصرة على تسويق الكتب بل أضحت تستعمل في الدفع، والطلبات، وتجهيز الأجنحة، وكل ما يتعلق بتنظيم المعارض.
صناعة النشر تتغير بالفعل، ومن الطبيعي أن نواكب كل هذه التحولات ونتعامل مع هذا الواقع الجديد، فالمستقبل بلا شك للرقمنة!


بتاريخ : 10/11/2025