أضحت الألعاب الالكترونية محط اهتمام متزايد من قبل مختلف الفئات العمرية، حيث لا يمارسها الأطفال فقط، ولكن البالغين بدورهم، صاروا «ينغمسون» في ممارسة الألعاب الرقمية، المتاحة في تطبيقات على منصتي» play store” و“ App store”.
وقد بلغ هذا الاهتمام حد الإدمان الذي تقاقمت مظاهره مؤخرا، لدرجة بات معظم البيوت المغربية لا تخلو من وجود «مدمن» على ألعاب الفيديو، حيث تحولت هذه الهواية الى نوع من الإدمان الخطير، فأصبحت للبالغين والأطفال علاقة هوس بألعاب الفيديو الحديثة، التي يسهل تحميلها بفضل تطور خاصيات الهواتف. ما مكن العديد من اللجوء لها، وإنشاء حسابتهم بكل سهولة.
وتعرف «منظمة الصحة العالمية» هذا الإدمان؛ «بأنه نمط يتمثل في ضعف التحكم، وإعطاء الأولوية للألعاب على أنشطة أخرى، أو اهتمامات كالأنشطة اليومية، والاستمرار في نفس وتيرة اللعب، بالرغم من معرفة العواقب السلبية».
وتجدر الإشارة إلى أن الشخص الذي له إدمان على ألعاب الفيديو، لا يتمكن من التوقف عن لعبها، على الرغم من علمه بضرورة هذه الخطوة. و توفر الألعاب ، في نظر مستخدميها، فسحة للاستمتاع و الراحة، و فرصة للهروب من الواقع.
وتشير بعض الدراسات إلى أن «السبب الرئيسي في إدمان عدد كبير من اليافعين والشباب للألعاب الرقمية، هو الفرصة التي تمنحها في خوض مغامرة خيالية في عالم افتراضي، حيث يمكن للاعب أن يعيش حياة مختلفة كشخص جديد، وترك مشاكل العالم الحقيقي وراءه”.
هذا ولوحظ زيادة الإقبال على الألعاب الإلكترونية في فترة الجائحة، حيث حققت شركات الألعاب الرقمية أرباحا هائلة خلال فترات الحجر الصحي على مستوى بلدان مختلفة.
وحسب كلية الطب «بجامعة هارفارد»؛ «تمثل الألعاب الرقمية وسيلة للتواصل مع الآخرين خاصة في فترة الجائحة، لأنها توفر إمكانية تفاعل اللاعبين مع بعضهم، فهم يعملون معا لإكمال إحدى المهام داخل العالم الإفتراضي».
ووفق المصدر ذاته، فإن أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية تتجلى في «تغيرات ملحوظة على مستوى السلوك، ثانيا العزلة الاجتماعية، ثالثا صعوبة النوم أو تغيرات في أنماط النوم، وعدم إعطاء الأولوية للمسؤوليات….»
وبغض النظر عن كونها فسحة للتسلية للعديد من الشباب و الأطفال، إلا ان للظاهرة آثارا سلبية عديدة، أبرزها معاناة الآباء في التحكمً في سلوكات أطفالهم ، خاصة في ما يتعلق بإدمانهم الشديد للألعاب الرقمية ، و أبرز مثال على ذلك حادثة إقدام طفل بمدينة صفرو، قبل أقل من ثلاث سنوات، على قتل أمه بعد ملاسنات كلامية بسبب رفضها إعطاؤه النقود لشحن الرصيد ومواصلة اللعب.
وبخصوص سلبيات الألعاب الالكترونية بالنسبة للأطفال، يقول أحد الآباء متحدث عن تجربته هو» مكوث ابني أمام الشاشة و انعزاله لوقت طويل»، مضيفا أنه «يلاحظ عليه حالة التوتر والضغط عند الفشل أثناء اللعب و هو الأمر المقلق بشأن العلاقة مع هذا النوع من الألعاب الإلكترونية”.
و في نفس السياق، تحدثت أخبار من مصر، قبل أشهر، عن حادثة وفاة طفل يبلغ من العمر 12 سنة، بسبب لعبه المتواصل ، و وصفت وفاته بأنها «سكتة قلبية ناجمة عن ارتفاع ضغط الدم».
ولا تعتبر وفاته الوحيدة من نوعها، بل شهدت أسر أخرى في أكثر من دولة وفاة أبنائها إثر سكتة قلبية ناتجة عن ردة الفعل القوية.
وتفاديا للعواقب الوخيمة لإدمان الألعاب الإلكترونية، تؤكد العديد من الدراسات الدولية على ضرورة تسلح الأسر باليقظة والحذر تجاه تعامل أبنائها، الصغار واليافعين، مع هذه الألعاب، والحرص على متابعتهم الدقيقة تجنبا للسقوط في شباك الإدمان ذي التداعيات المدمرة المتعددة الأوجه.
(*) صحافية متدربة