استعادت الفضاءات الخضراء بمحيط كورنيش أكادير، في فترة الحجر الصحي وحالة الطوارئ، نضارتها وجماليتها واخضرارها، بعدما ارتاح عشبها من كثرة الاعتداءات المتكررة التي لحقت به من بعض المتهورين الذين يفترشون العشب ليل نهار، غير مبالين بما يلحق هذه الطبيعة الخضراء من ضرر بيئي يتسبب في موت عشبها.
وهكذا بدت هذه الفضاءات الخضراء خلال فترة الحجر الصحي، بهية ذات رونق أخاذ زاد من جمالية فضاء الكورنيش ، لكن بمجرد أن صنفت مدينة أكادير ضمن المنطقة الأولى، وتم التخفيف من إجراءات الحجر الصحي على مواطنيها حتى هبت حشود بشرية على شكل أمواج وبشكل جنوني على كورنيش أكَادير، من أجل الاستمتاع بجمالية المكان، بحيث امتلأت جنبات ممرات تواد على طول سبعة كيلومترات.
لكن لما منعت السلطات المواطنين من وضع أرجلهم على رمال الشاطئ تفاديا لمنع السباحة فيه، اضطر بعض المتهورين إلى افتراش الفضاءات الخضراء، حيث لاحظت الجريدة منذ الأسبوع الماضي، كيف اكتسح المواطنون رفقة أبنائهم وزوجاتهم هذه الفضاءات مما شكل خطرا على سلامتهم في غياب إجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضتها حالة الطوارئ الصحية.
زيادة على تلويث هذه الفضاءات بمختلف الأزبال، بل أكثر من ذلك تحولت هذه الفضاءات المعشوشبة إلى متنزهات يتم فوقها طهي الطعام وشرب الشاي وافتراش العشب الذي نما في فترة الحجر الصحي التي فرضت على المواطنين البقاء في منازلهم وعدم السماح لهم بولوج الكورنيش طيلة ثلاثة أشهر المنصرمة.
ونظرا لما لحق الطبيعة والفضاءات الخضراء من أضرار بيئية، تعالت أصوات الجمعيات البيئية من جهتها منددة بهذا الاعتداء المتكرر على الحدائق والمناطق المعشوشبة طالبة من السلطات اتخاذ الصرامة من أجل الحفاظ على البيئة من جهة وعلى التزام مسافة التباعد الاجتماعي على المواطنين الذين يكادون يتكدسون مشكلين حلقات بشرية متقاربة.
وهكذا قامت السلطات المحلية مصحوبة بالقوات المساعدة وإدارة الشاطئ بأكاَدير وعمال النظافة، يوم الاثنين 15يونيو2020، بحملة واسعة النطاق لمنع التجمعات والجلوس بالفضاءات الخضراء لحديقة»بيلفدير» بشاطئ أكَادير، حيث منعت المواطنين من الجلوس على العشب وألزمتهم باحترام التعليمات والتدابير المتخذة في إطار حالة الطوارئ الصحية التي لاتزال سارية المفعول رغم التخفيف منها.
فما شهدته الحديقة خلال أربعة أيام المنصرمة من مظاهر الطهي وإشعال الحطب تحت الأشجار وقنينات الغاز، وترك ركام من النفايات هنا وهناك دون التقيد بإجراءات السلامة الصحية قد يعرض حياة المواطنين لخطر الإصابة بفيروس كورونا، فضلا عن التسبب في فقدان نضارة هذه الفضاءات الخضراء، كما أكدت ذلك جمعية «بييزاج» لحماية البيئة بأكادير، في بيانها بالمناسبة.
وكانت هذه الحديقة التي تعتبر الفضاء الأخضر الوحيد بالكورنيش قد شهدت، نهاية الأسبوع، توافد أعداد كبيرة من الأسر، وهوما خلف استياء عارما في أوساط الساكنة ومرتادي الشاطئ مخافة انتشار بؤر جديدة لفيروس كورونا بسبب عدم التقيد بالإجراءات الصحية لمنع التجمعات الأسرية في الفضاءات العامة، واحترام وحماية الفضاءات الخضراء من التلوث بعد أن استعادت طيلة مدة الحجر الصحي حالتها الطبيعية.