استحضارا لإكراهات التوسع العمراني والكثافة السكانية المتسارعة : نقائص القطاع الصحي بالسوالم تضاعف معاناة الساكنة ومطالب بتدخل الجهات المسؤولة

واقع الصحة بمنطقة اولاد احريز الغربية، وتحديدا منطقة السوالم حيث يتواجد ما يشبه «المركز الصحي»، ينضاف الى هاجس «استتباب الأمن « والتصدي لانتشار الجريمة بكل تلاوينها ، هذا الواقع يتعارض مع مضامين الفصل 31 من الدستور الذي نص على» أن تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية، على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين، على قدم المساواة، من الحق في العلاج والعناية الصحية والحماية الاجتماعية والتغطية الصحية  والتضامن التعاضدي او المنظم من لدن الدولة، الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة، التنشئة على التشبث بالهوية المغربية والثوابت الوطنية الراسخة، التكوين المهني والاستفادة من التربية البدنية والفنية، السكن اللائق، الشغل والدعم من طرف السلطات العمومية في البحث عن منصب شغل أو في التشغيل الذاتي، ولوج الوظائف العمومية حسب الاستحقاق، الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة ، التنمية المستدامة».
خلافا لمضامين النص الدستوري السالف الذكر، ولكل المعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بقطاع الصحة، تعيش ساكنة  منطقة أولاد احريز، نقصا فظيعا وحرمانا ملحوظا من حقها في التطبيب اللائق. فالمستوصف أو المركز الصحي الوحيد المتواجد بمدينة حد السوالم الذي يحمل لافتة «المركز الصحي الحضري الدرجة الثانية حد السوالم»، الذي تعود بنايته لسنوات خلت، خال من لوجستيك ولوازم العمل الضرورية والعنصر البشري الكافي والمؤهل، حيث يكتفي العاملون به بملء استمارة التوجيه الى المستشفى الإقليمي او الجهوي او الجامعي  تحت مبرر «معندناش الامكانيات»؟
يحدث هذا في وقت تبذل الدولة قصارى الجهود لتنزيل مضامين الجهوية المتقدمة خدمة للوطن والمواطن، لكننا نجد مسؤولين بالسوالم عن القطاع الصحي، يدفعون بالمرتفقين للبحث عن حلول في مراكز بعيدة عن مقرات سكنهم؟
الى جانب البناية السالفة الذكر، شيدت بناية حديثة العهد أطلق عليها اسم «دار الولادة»، حيث استبشرت الساكنة خيرا بهذا «المولود الجديد» أملا في التخفيف من معاناة الحوامل وذويهن مع التنقل من السوالم الى المدن المجاورة، «لكن الآمال انقلبت إلى آلام عندما ظهر جليا ضعف هذه المؤسسة الصحية التي عجزت تماما عن أداء مهمتها أمام مرتفقات حوامل قصدنها من المدينة والضواحي» وفق شهادات عديدة.
تقول إحدى الحوامل أنها قصدت «دار الولادة» صباح الاثنين 25 اكتوبر 2021 قصد وضع مولودها، وبعدما طلب منها اقتناء قفازات من إحدى الصيدليات المجاورة، لأن دار الولادة لا تتوفر حتى على قفازات تستعملها المولدة اثناء الوضع ، فوجئت الحامل بإحدى الممرضات تخبرها  بملء استمارة التوجيه للمستسفى الإقليمي لبرشيد، لضعف التجهيزات الضرورية اللازمة للتوليد»؟
حامل أخرى تحدثت عن مشهد إحدى المولدات وهي تنادي الطبيب لمساعدتها في توليد إحدى النساء التي تعدت صرخاتها وأنينها  خارج قاعة الولادة، ليجيب الأخير بعبارة: «أنا غادي نرسل ليك من يعاونك . أنا عندي موعد اجتماع مع باشا المدينة»؟
إنها نقائص عديدة  يعاني منها القطاع بالسوالم، تستوجب تعاطيا سريعا وناجعا من قبل الجهات المسؤولة، جهويا ومركزيا، وذلك استحضارا لإكراهات التوسع العمراني والكثافة السكانية المتسارعة بالمنطقة.


الكاتب : صالح فكار

  

بتاريخ : 03/11/2021