استعدادا للدورة العادية لموسم ( 2023//2024) لامتحانات الباكالوريا .. شبح الدروس الإضافية يرهق الأسر المغربية

تستمر معاناة العديد من الأمهات والآباء وأولياء التلاميذ هذا الموسم، خاصة أولئك الذين لهم أبناء وبنات بالسنة الأولى والثانية بكالوريا، بعد التعثر الذي عرفه بداية الموسم الدراسي الحالي، من جراء الإضرابات التي شهدتها الساحة التعليمية ببلادنا، أدت إلى ضياع زمن مدرسي كبير، أدخل الرعب في قلوب التلاميذ وأولياء أمورهم، حيث حل الشك مكان اليقين حول مصير موسم بكامله، وهم على حافة نهاية تعليمهم الثانوي التأهيلي، وعلى مرمى حجر من آفاق جديدة، لمستقبل أفضل، سواء كان جامعيا أو مهنيا تكوينيا، يقرب من فرص ولوج عالم الشغل.
وبعد عودة نساء ورجال التعليم المضريين واستئناف الموسم الدراسي، والعمل بكل الطرق التربوية لإنقاذ ما يمكن به إنقاذ هذا الموسم، وعدم تحطيم وتكسير أحلام تلميذات وتلاميذ البكالوريا وأسرهم، فإن هناك من خطط سرا وعلانية، لاستغلال هذا الطموح الكبير لهذه الشريحة من التلميذات والتلاميذ وأسرهم، ليعلنوا أنهم هم المنقذون للموسم، وأن مفاتيح الحصول على شهادة البكالوريا أو معدل مطمئن في السنة الأولى باكالوريا، لا يوجد إلا في دكاكينهم التي استأجروها لما يسمونه بالدورس الليلية، التي لا يعتمد فيها في الغالب إ لا على انجاز تمارين الامتحانات السابقة، والمؤسف أنهم ليسوا كلهم أساتذة، بل هم خليط من الطلبة والطالبات، أو أطر تشتغل بعيدة عن المجال التعليمي.
هذه الوضعية نتج عنها إقبال كبير على هذه الدكاكين، وعدم الاهتمام بدروس الدعم والتقوية المبرمجة بالمؤسسات التعليمية التي استمرت خلال العطل البينية، كإجراء تربوي لمحاولة تقليص الزمن المدرسي الذي تم هدره في بداية الموسم الدراسي الحالي، علما بأن هناك العديد من الأمهات والآباء والأولياء، الذين عملوا خلال تلك المحنة على نقل بنائهمابنائها وبناتهم من التعليم العمومي إلى الخصوصي للحفاظ على الحظوظ الكبيرة لأبنائهم في اجتياز هذه الامتحانات بنجاح.
ولتكسير مبادرة هذه المؤسسات التعليمية، والمساهمة التطوعية لمجموعة مهمة من الأساتذة الذين لهم «حرقة» على التلاميذ وعلى مهنتهم الشريفة، عملت مجموعة من أصحاب هذه الدكاكين إلى تغيير الوقت خلال هذه العطلة وقررت العمل بالوقت التي نظمته هذه المؤسسات التعليمية، الشيء الذي قلص من عدد المستفيدين منها بالمؤسسات التعليمية العمومية لأن أغلب التلاميذ أدوا الواجب الشهري لأصحاب الدروس الليلية، علما بأنهم «مختصون» في الدروس الليلية.
إن ما تبقى من الموسم الدراسي يعرف مزايدات مبالغ فيها من طرف مجموعة من محترفي هذه الدروس، ومع اقتراب موعد الامتحانات ترتفع سومة الساعة الإضافية، خاصة في المواد العلمية والتقنية، خصوصا إذا كان صاحبها سيحّل ضيفا بمنزل التلميذ أو التلميذة. ولم تسلم العديد من المرافق والمنتزهات والفضاءات العمومية و حتى بعض المقاهي من هذه الظاهرة. فمن يتحمل مسؤولية هذا التسيب … نحن لسنا ضد دروس التقوية التي غالبا ما يحتاجها التلميذ أو التلميذة، لكن بشرط ألا تتحول من طرف المجموعة المعنية إلى وسيلة للاسترزاق ومص دماء الأمهات والآباء والأولياء، حسب ما جاء في تصريحات لمجموعة من أولياء الأمور التي استقتها الجريدة؟


الكاتب : محمد تامر

  

بتاريخ : 13/05/2024