بدعم من المركز السينمائي المغربي ووزارة الشباب والثقافة والتواصل وتحت شعار «النادي السينمائي… مدرسة الرؤية»، عرفت الدورة 25 للفيلم المغربي القصير بسيدي قاسم على الساعة العاشرة صباحا من يوم الجمعة 07 نونبر2025 ورشة تكوينية عن المونتاج من تأطير الموضبة مريم الشادلي، بالثانوية التقنية الأمير مولاي عبد الله، لتليها ورشة التحليل الفيلمي من تأطير الأستاذة سارة حروف بالثانوية التأهيلية المنصور الذهبي، كان الهدف منهما هو تكوين المشاركين في هاتين الورشتين في مجال يخضع للضوابط التحليلية والتقنية المساهمة في إنجاز الشريط السينمائي بطرق حداثية لإبراز معالم تقبع وراء صناعة الفيلم السينمائي وطرق إنجازه ليصل للمتلقي على الشكل الذي هو عليه ومروره على تلك المراحل الخفية التي غالبا ما يجهلها المتلقي.
وفي الساعة الثالثة مساء تم مواصلة التكوين في هاذين الورشين وتتمة أشغالهما.
أما على الساعة السابعة والنصف مساء بالقاعة الإقليمية للعروض – قطاع الشباب، كان افتتاح المهرجان بأهازيج موسيقية في حضور فعالياته من مخرجين وممثلين ونقاد ومهتمين بالشأن السينمائي وجمهور من مدينة سيدي قاسم وخارجها من مختلف الفئات الاجتماعية التي دأبت على الحضور في هذه التظاهرة منذ نشأتها، حيث ألقى مدير المهرجان ورئيس النادي السينمائي بسيدي قاسم ورئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية السيد عبد الخالق بلعربي كلمة افتتاحية منوها فيها بجهود الذين عملوا ويعملون على إنجاح هذه التظاهرة السنوية من أعضاء الجمعية، مع تقديم الشكر الجزيل إلى كل من ساهم ماديا أومعنويا في إنجاح هذه التظاهرة المحلية والوطنية كالمركز السينمائي المغربي وكل الجهات الرسمية المحلية ومساندة الإعلام المحلي والوطني من قنوات مرئية وسمعية وصحف مكتوبة وغيرها من الوسائل الإعلامية الأخرى.
كما ركز على أن هذه الدورة كانت مهداة للفقيد الراحل السينفيلي والإعلامي والسياسي عبد الحق المبشور، باعتباره كاتبا عاما ورائدا من رواد الجمعية المغربية للأندية السينمائية بالمغرب وأحد عناصرها الفاعلين في تنميتها والملتزمين بعمق القضايا الاجتماعية. وأكد عبد الخالق بلعربي أن أدوار الأندية السينمائية في بناء المشهد السينمائي المغربي، هو تكوين الفضاء الثقافي والفني وملتقى لمخرجي أفلام الشباب. كما أن هذه الدورة تجسد رؤية لتعزيز السينما المغربية القصيرة وفتح أبواب التواصل بين الجمهور والمبدعين وإبراز التنوع الفني الذي يميز المشهد السينمائي الوطني…»
بعد هذه الكلمة، وكعادته، قدم الفنان الملحن والمطرب عبد الفتاح النكادي، وصلة غنائية متميزة بأسلوبها المتفرد وبقيمتها الدلالية والفنية التي لا تخلو من أحاسيس تلتقي بتطلعات المستمعين. لتليها لحظة تكريم أحد الأيقونات السينمائية المغربية، وهو المخرج داوود اولاد السيد، بعرض لقطات من تجربته السينمائية وهي «باي باي السويرتي»، «عود الريح»، «باب لبحر»، «في انتظار بازوليني» و»الجامع».
وفي نهاية تقديم هذه الشذرات من أفلامه، تم إهداؤه باقة من الورد مع تسليمه درع المهرجان وبورتيه شخصي من إنجاز الفنان مصطفى مفيد من المحمدية، حيث قدمت هذه الهدايا من طرف الناقد السينمائي ادريس القري والمخرج ادريس شويكة، وفي نهاية التكريم قام فيها المخرج داوود اولاد السيد بإلقاء كلمة تنويهية بالمهرجان والمشرفين عليه وشكر كل الحاضرين، ومن تم قدم شريطه القصير بالكامل تحت عنوان «الذاكرة المغرة»، وهو عبارة عن لقطات مختلفة من الحياة اليومية بمدينة مراكش، بأزقتها ودروبها وأفراحها وعاداتها… محاولا الاشتغال على تقنيتين مختلفتين من حيث الشكل وتلتقيان تقنيا في الموضوع، ليبرز الدلالات الممكنة في كلا هاتين التقنيتين، أي عن طريق تحركات الكاميرا بالألوان وانتقالها من فضاء إلى آخر، وعن طريق الصورة الثابتة التي تقتنصها آلة التصوير بالأسود والأبيض، للتعبير عن زمنين متباعدين في الزمان والمكان، كصور حفرتها ودمغتها الذاكرة الطفولية.
وختاما، تم تقديم ربوتاجا عن الفنانة المحتفى بها كذلك، سانديا تاج الدين، مع تقديم شهادة في حقها من طرف الناقد السينمائي حسن نرايس، منوها بتجربتها السينمائية والأخلاقية في هذا الميدان، مع إبراز الجوانب الإبداعية والإنسانية التي تتحلى بها هذه الفنانة ومدى صدقها واعتزازها بمجال الفن، ثم قدمت لها باقة من الورد إضافة إلى بورتريه من إنجاز الفنان مصطفى مفيد من المحمدية كذلك، لتنهي هذا التكريم بكلمة لها في حق المهرجان والحضور وحسن الضيافة.
وفي ختام هذه الأمسية ، تم عرض شريط قصير كانت هذه الفنانة أحد أبطاله موسوم ب «مول التليفون».

