خلق المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة الحدث في نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا بقطر، بعد فوزه الساحق على كاليدونيا الجديدة بـ 16 – 0، بعدما كان أقرب إلى الإقصاء منه إلى التأهل.
ولم يسبق لأي منتخب في هذه الفئة أن حقق انتصارا بهذه الحصة، حيث فرض الأشبال سيطرتهم المطلقة أمام كاليدونيا الجديدة، وانتصروا بستة عشر هدفا دون رد، في المباراة التي جمعتهما أول أمس الأحد على أرضية ملعب رقم 1 بمنطقة «أسباير زون» بالدوحة، لحساب الجولة الثالثة من المجموعة الثانية.
وجاء هذا الانتصار الساحق ليعيد الأمل إلى «أشبال الأطلس» بعد خسارتهم الثقيلة في المباراة السابقة أمام البرتغال، حيث دخلوا اللقاء بعزيمة كبيرة وإصرار واضح على تصحيح المسار وضمان البقاء في دائرة المنافسة.
وافتتح المدافع بلال سقراط مهرجان الأهداف في الدقيقة الثالثة، قبل أن يضيف وليد بنصالح الهدف الثاني في الدقيقة 11، ثم الثالث في الدقيقة 18، معلنا بداية عرض هجومي غير مسبوق.
وتعقدت مهمة منتخب كاليدونيا الجديدة بعد أن أشهر الحكم الكوري الجنوبي شوا هيون جاي البطاقة الحمراء في وجه لاعبيه تيفان دروكو (د23) وجيان كانيميز (د31)، ليستغل المنتخب المغربي النقص العددي على أفضل وجه. وواصل «الأشبال» تفوقهم المطلق، حيث أضاف عبد العالي الداودي هدفين متتاليين في الدقيقتين 41 و42، ثم جاء الدور على إلياس حيداوي ليوقع الهدف السادس في الدقيقة 44، قبل أن يختتم زياد باها الشوط الأول بالهدف السابع في الوقت بدل الضائع.
وفي الجولة الثانية، واصل المنتخب المغربي سيطرته المطلقة على مجريات اللقاء. فبعد هدف زكرياء الخلفاوي في الدقيقة 48، عاد زياد باها ليسجل هدفه الثاني والتاسع للمنتخب (د50)، ثم أحرز نائل حداني الهدفين العاشر والحادي عشر في الدقيقتين 56 و60.
وتوالت الأهداف تباعا عبر عبد الله وزان (د73 و90+2)، ولاعب من كاليدونيا سجل بالخطأ ضد مرماه (د76)، قبل أن يأتي الدور على إسماعيل العود الغلة بهدفين في الدقيقتين 80 و90، لتنتهي المباراة بنتيجة (16 – 0)، وسط تشجيعات حماسية من الجالية والجماهير المغربية الحاضرة في المدرجات.
وفي المباراة الثانية عن نفس المجموعة، فاز المنتخب الياباني على نظيره البرتغالي بهدفين لواحد، ليحتل الصدارة بـ7 نقاط، متبوعا بالبرتغال بـ6 نقاط، ثم المغرب في المركز الثالث بـ3 نقاط وفارق أهداف +8، بينما احتلت كاليدونيا الجديدة المركز الأخير بنقطة واحدة.
وفي تصريح له عقب المباراة، أكد مدرب المنتخب الوطني نبيل باها أن عزيمة اللاعبين كانت حاسمة في تحقيق هذا الفوز الكبير، مشيرا إلى أنهم “أظهروا وجها مختلفا وخاضوا مباراة كبيرة بعد هزيمة البرتغال”.
وأضاف: “الفوز مهم جدا، خصوصا بفارق الأهداف الذي يعزز فرصنا في التأهل. أهنئ اللاعبين الذين قدموا مباراة رائعة وكانوا واثقين من قدراتهم”. كما توجه بالشكر للجماهير المغربية التي آزرت اللاعبين بقوة في المدرجات، مشددا على أن “اللاعبين كانوا يدركون أهمية المباراة الأخيرة من دور المجموعات، وآمنوا بحظوظهم حتى النهاية”.
ولم يكن هذا الفوز عاديا، إذ دخل المنتخب المغربي بفضله تاريخ المسابقة من أوسع الأبواب. فقد أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على موقعه الرسمي أن “المغرب حقق أكبر انتصار في تاريخ كأس العالم تحت 17 سنة”، محطما الرقم القياسي السابق المسجل باسم إسبانيا حين فازت على نيوزيلندا بنتيجة 13 – 0، مشيدا بالأداء الهجومي الكاسح لأشبال الأطلس، الذين كتبوا صفحة جديدة في سجل إنجازات الكرة المغربية والإفريقية، وأثبتوا أن روح الإصرار والعزيمة قادرة على تحويل الهزيمة إلى انتفاضة، والأمل إلى حقيقة. وبهذا الأداء البطولي، يؤكدون أن المستقبل الكروي المغربي يسير بخطى ثابتة.
اكتسحوا كاليدونيا الجديدة بــ 16 – 0 .. أشبال الأطلس يكتبون التاريخ بالدوحة ويوقعون على إنجاز غير مسبوق في المونديال
الكاتب : الاتحاد الاشتراكي
بتاريخ : 11/11/2025

