احتضنت مدينة بالدار البيضاء قبل أيام فعاليات ندوة وطنية تحت عنوان «أي أدوار للأجيال النسائية في سيادة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية»؟ وجاء تنظيم هذا اللقاء بمبادرة من الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب تخليدا لليوم العالمي للقضاء على الفقر الذي يصادف 17 أكتوبر من كل سنة، بهدف تسليط الضوء على أوضاع النساء والفتيات في المناطق الهشة، اللواتي يعانين ما وصفته الجمعية بـ «الهشاشة الثلاثية» ويتعلق الأمر بالفقر، والتمييز القائم على النوع، والتهميش الترابي.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت السيدة خديجة الرباح، ممثلة الجمعية، أن هذا اليوم يشكل مناسبة لتقييم السياسات العمومية في مجال محاربة الفقر، والتساؤل عن مدى فعاليتها في تحسين أوضاع المواطنين والمواطنات، مشددة على أن الجمعية، رغم محدودية الموارد، تواصل رصد مظاهر الفقر والتمييز، معتبرة اللقاء فرصة للتفكير الجماعي بين مختلف الأجيال النسائية حول مستقبل النضال من أجل المساواة والعدالة الاجتماعية.
هذا وقد توزع اللقاء على جلستين رئيسيتين، الجلسة الأولى، التي حملت عنوان «الحركة النسائية بين الأجيال: التراكم، التفكير والعمل المشترك»، التي شهدت نقاشا حول أهمية التعاون بين الجيلين القديم والجديد داخل الحركة النسائية، بمشاركة الفاعل الجمعوي الدكتور أحمد رزقي، ورئيسة جمعية ملتقى المرأة بالريف نادية قوبع والأستادة عاطفة تمجردين، رئيسة الجمعية الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب بالرباط. أما الجلسة الثانية، فقد تناولت موضوع «أدوار النخب الشبابية في تفعيل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية، وشارك فيها عدد من الباحثين والفاعلين الشباب، من بينهم كمال الرحيوي، رئيس مكتب الدراسات LKLC، الذي عرض دراسة حول أوضاع الفئات الهشة في قطاع الملابس، ودعاء بوغابة، طالبة وفاعلة في الحراك الاجتماعي، التي تحدثت عن دور الشابات في مناهضة الفقر، كما قدّم الدكتور أناس الحسناوي مداخلة حول الحماية الاجتماعية، فيما تناولت كوثر المقدمي، عضوة هيئة المساواة وتكافؤ الفرص بتطوان، موضوع مشاركة الشباب في ترسيخ الديمقراطية التشاركية.
وتم خلال اللقاء تقديم دراسة جديدة أنجزتها الجمعية حول الحوار بين الأجيال داخل الحركة النسائية المغربية، أشرفت على عرضها الأستاذة عاطفة، ممثلة الجمعية بمكتب الرباط. وكشفت الدراسة أن العلاقة بين الأجيال داخل الحركة النسائية تتسم أحيانا بالتعاون وأحيانا بالتباعد، داعية إلى تطوير آليات التواصل والعمل المشترك بين الأجيال من أجل ضمان استمرارية النضال النسائي بالمغرب. واستندت مداخلات اللقاء إلى تقرير المندوبية السامية للتخطيط الصادر في 9 شتنبر 2025، والذي أشار إلى أن الفقر مازال يطال 1.42 مليون شخص بالمغرب، ويهدد أكثر من 4 ملايين آخرين، كما تبلغ نسبة الفقر بين الأسر التي تعيلها نساء 24.3% في المدن و30.2% في القرى، في حين تصل نسبة البطالة بين النساء إلى 19.4% وترتفع إلى 35.5% بين الفئة العمرية من 15 إلى 34 سنة.
هذا وقد تم تنظيم الندوة في إطار برنامج «جيل النوع – المغرب»، الذي يجمع بين الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب وفيدرالية رابطة حقوق النساء وعدد من الجمعيات الشبابية، بهدف تعزيز المشاركة الشبابية في تتبع وتقييم السياسات العمومية من منظور النوع الاجتماعي. واختُتم اللقاء بالتأكيد على أهمية مواصلة الحوار بين الأجيال النسائية، وبناء رؤية مشتركة تضمن استمرارية النضال من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية، خصوصًا في ظل التحديات التي تطرحها الإصلاحات الجارية، وعلى رأسها ورش مدونة الأسرة.
الأجيال النسائية تناقش الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في ندوة بالدارالبيضاء
											الكاتب : n سهام القرشاوي
بتاريخ : 04/11/2025
									
									
									
				
