الأدب في خدمة التربية: دورة تكوينية في النقد الأدبي وتحليل النصوص

بتاريخ 10 يوليوز 2024 ، استضافت مجموعة مدارس اقرأ الخاصة، دورة تكوينية في»النقد الأدبي و مقارباته للنصوص الأدبية « اطرها الكاتب «مصطفى لغتيري»، وسير أشغالها محمد الدنيا .
انطلقت الدورة على الساعة التاسعة والنصف بكلمة ترحيبية بالضيف الكريم، الكاتب مصطفى لغتيري وكذلك جمهور السيدات و السادة الأساتذة مدرسات ومدرسي مادة اللغة العربية . اللغة العربية، التي قال عنها الدكتور عبد العلي الودغيري في إحدى مرافعاته البليغة: ( اللغة العربية ليست كلمات نتبادلها أو نكتبها، وإنما هي خزان للثقافة والهوية والحضارة والتاريخ ) .
إن أدبيات التقديم تقتضي تقتضي طرح سؤال كلاسيكي وهو :من هو مصطفى لغتيري ؟ . وفي معرض الجواب عن هذا السؤال ، يقول الناقد محمد داني:
« اليوم ستكون جلستنا إلى أديب مغربي مائز ، خبر كتابة القصة القصيرة جدا، ثم الرواية .إنه الأديب الصديق الأستاذ مصطفى لغتيري، الذي لفت إليه نظر المهتمين من خلال تنوع عالمه السردي، وتميز خطابه القصصي والروائي « .
و هو من مواليد 1965 بمدينة الدار البيضاء ، التي أنجبت أديبات وأدباء منهم على سبيل المثال لا الحصر : سعاد بهشار ، لطيفة لبصير ، مليكة مستظرف ، ليلى لحلو ، سناء العاجي و سكينة حبيب الله. ثم إدريس الخوري، مصطفى المعداوي، المصطفى المسناوي ، محمد بيدي، بشير جمكار ، صلاح بوسريف، محمد بهجاجي، مصطفى اجماهري ومحمد بلاجي.
إن مصطفى لغتيري صاحب تجربة أدبية رائدة تعد: « من التجارب المتميزة في السرد المغربي ، و لا بد أن الأيام القادمة ستكشف عن أعمال أخرى في القصة والرواية ، ويبقى أهم تحول مثير عرفته هذه التجربة، هو دخول روايات الكاتب إلى المجال السينمائي برواية ( أسلاك شائكة ) ، وتبقى هذه التجربة فرصة لإعادة الثقة إلى الكتاب المغاربة ، حتى يكون هناك تعاون دائم بين الكاتب المغربي و المشتغلين في قطاع السينما و التليفيزيون في المغرب» (1)
من منشورات الكاتب:
هي منشورات كثيرة ومتنوعة وسأضع بين أيديكم عينة من متنه الروائي الذي حضي بالدرس النقدي الجدير بالاهتمام :
رواية «رجال وكلاب «- الصادرة عام 2007 ،منشورات إفريقيا الشرق .
درسها كل من : عبد النبي البزاز ،عبد الرحمن التمارة، الهادي الهروي ، هشام بن الشاوي ، حميد ركاطة و الحسين أيت باها .
2-ر واية «عائشة القديسة « الصادرة عام 2008 ، عن دار النايا بسوريا – وأعيدت طباعتها عام 2016 عن غاليري الأدب. درسها كل من : عبد الرحيم التدلاوي ، إبراهيم الحياني وعبد الواحد كفيح .
3-رواية « ليلة إفريقية « صدرت عام 2010 عن أفريقيا الشرق . اهتم بدراستها :هشام بن الشاوي ، الحسين ايت باها، نجية جنة و محمد أيوب .
4-رواية « رقصة العنكبوت « صدرت عام 2011 عن دار النايا بسوريا.اهتم بقراءتها عبد الرحيم التدلاوي ، عبد النبي البزاز و ميلود فيروشة .
5-رواية « ابن السماء « صدرت عام 2012 عن دار النايا بسوريا ،وأعيدت طباعتها عام 2018 . اشتغل عليها : محمد اقضاض ،عبد الحكيم جابري ، عبد الواحد بنعضرا ، عبد الرزاق المصباحي و خديجة ناصر التي فضلا عن اهتمامها بالمجال النقدي باللغة العربية ،ترجمت العديد من الروايات لمصطفى لغتيري .
6-رواية « أسلاك شائكة « صدرت عام2012 ، عن دار الوطن المغرب و عام 2013 عن دار النايا بسوريا ، وظهرت طبعتها الثالثة في العام 2018 عن غاليري الأدب .حظيت باهتمام مجموعة من النقاد منهم : عبد الرحيم التدلاوي ،نجية جنة، فاطمة لخليلي وحليمة حموكة .
7-رواية « تراتيل أمازيغية « دار النايا – سوريا 2013- الطبعة الثانية غاليري الأدب 2019. درسها عبد الرحيم التدلاوي و فدوى الجيراري.
8- رواية « امرأة تخشى الحب « دار النايا سوريا 2013 .درسها عبد النبي البزاز، محمد غزالي ، نجية جنة و عمر الموريف .
9- رواية «حب وبرتقال سيرة روائية « ، دار النايا سوريا 2014. الطبعة الثانية غاليري الأدب 2019. اهتمت بقراءتها حسنة اولهاشمي.
10- رواية « حسناء إيمزورن « ، دار النايا سوريا 2014 – الطبعة الثانية غاليري الأدب الدار البيضاء 2023. درسها مصطفى امزارى .
11- رواية « الأطلسي التائه « دار الآداب -بيروت 2015. درسها كل من سعيد بوعيطة، نورة الصديق ، شكيب أريج ، الحسين ايت باها، عبد الهادي صديقي
و حسنة اولهاشمي .
12- رواية « أحلام النوارس»، دار الأمان الرباط 2016. درسها كل من : إبراهيم لخليف
و العربي الحميدي .
13- رواية « أحلام المسيسيبي على ضفاف سبو « ، دار الرفاعي القاهرة 2018 .
درسها سعيد بوعيطة و محمد غزالي .
14- رواية «ضجيج الرغبة» ، دار التوحيدي الرباط 2019. درسها عمر الموريق .
15- رواية « شهوة الأمكنة- سيرة روائية- « غاليري الأدب الدار البيضاء2020 .اهتم بقراءتها كل من : ليلى التجري، ياسين فخر الدين و ميلود فيروشة .
انطلاق الدورة التكوينية :
افتتح المؤطر هذه الدورة ، بالحديث عن مفهوم النقد منذ بداياته الأولى ، حيث اتسم في العصر الجاهلي بالبساطة و الانطباعية ، لكنه يعتبر الحجر الأساس لظهور ما يسمى بالنقد العربي ، الذي ستساهم في تشكيله اسواق الادبي، مثل سوق عكاظ و سوق ذي المجاز . لقد كانت أسواق الأدب منتديات للقراءة والإنصات ومن ثمة الحكم للجميل من التعبير الحسن ، الذي كان هو الشعر بالدرجة الأولى ،وخير مثال على ذلك ما حدث بين تُمَاضِرُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ السُّلَمِيَّة، الشهيرة بالْخَنْسَاء، وحسان بن ثابت عندما قالا شعراً ، و كان الحكم كبير الشعراء النابغة الذبيانيّ وصاحب المعلقة التي مطلعها :
يــا دارَ مَــيّــةَ بــالــعَــلــيْــاءِ فــالــسَّــنَــد
أقْــوَتْ وطَـــالَ عــلــيــهــا ســالــفُ الأَبَدِ
فحكم النابغة لفائدة الخنساء، وعدها أشعر من حسان.
أما النقد في العصر الإسلامي ،فكان امتدادا لنظيره الجاهلي ومعظم الأحكام كانت محدودة ووليدة زمكانها.
و يعتبر عمر بن الخطاب مطورا للنقد الذي تأثر تأثيرا ملحوظا بالقران الكريم .
في العصر الأموي تعدد النقد بفعل العامل الجغرافي الموزع بين « الحجاز والعراق و الشام «،
و هو الأمر الذي أدى إلى اختلاف المعايير النقدية ، إذ الشعر مثلاً في بيئة الحجاز كان غزلياً أكثر مما هو عليه في العراق وبيئة بلاد الشام. من نقاد هذا العصر : سُكينة بنت الحسين، وابن أبي العتيق .
في العصر العباسي تحول الشعر والأدب إلى صناعة ، وتدفقت الثقافات الأجنبية على الدولة العباسية من فارسية وهندية ويونانية كما تحولت بعض المعارف إلى علم مثل : اللغة والأدب والنحو والصرف. وبرزت أسماء فكرية لامعة ، منها أبو عمرو الجاحظ صاحب المقولة الشهيرة «المعاني مطروحة في الطريق « ، فاحتذ النقاش بين أنصار اللفظ وأتباع المعنى ، وتشكل النقد كدعائم واقية للحركات الفكرية المتعددة .
بعد ذلك انتقل المؤطر للحديث عن المدارس النقدية في العصر الحديث والمناهج المصاحبة لها بدءا بالمنهج التاريخي و الاجتماعي والنفسي ومرورا بالمنهج البنيوي الذي صاح بموت الكاتب واحتفظ بالنص و لا شيء غير النص ، والنهج التفكيكي منتهيا دورة النقد بالحديث عن نظريات القراءة والسميائيات والأسلوبية .
بعد ذلك فتح نقاش واسع حول العلائق الممكنة لشبكات النقد ، واليات تحليل النص الأدبي. وقد ساهم مدرسو اللغة العربية ، في تقييم هذه الدورة تقييما علميا ، سيؤثر لا محالة على تحفيز المتعلمين داخل الفصول الدراسية ، لحب مادة اللغة العربية بالدرجة الأولى ثم الارتقاء بالنتائج الدراسية كهدف أساس .
أخيرا قام الكاتب مصطفى لغتيري بتوقيع، أزيد من ستين كتابا من مؤلفاته ، أهدتها مجموعة مدارس اقرأ لهيئة تدريسها نساء ورجالا .
هوامش :
(1) انظر ص7 من كتاب « عوالم الحكي و التلقي في التجربة الروائية عند مصطفى لغتيري – مجموعة من الباحثين.


الكاتب : محمد الدنيا

  

بتاريخ : 18/07/2024