الأكاديمية والناقدة حورية الخمليشي بمعرض الشارقة للكتاب .. مشروعي يروم قراءة موسعة للنص الشعري تنفتح على مشاريع اشتغال مستقبلية

صدر حديثا عن دار أكورا للنشر كتاب «تجاور الأجناس الأدبية والفنية في القصيدة العربية المعاصرة، بين نهر الشعر ومجراه»، للأكاديمية والناقدة المغربية، حورية الخمليشي، الذي يعد امتدادا لمشروعها البحثي حول الشعرية العربية الحديثة.
في هذا الحوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، تجيب مؤلفة الكتاب عن الأسس النظرية التي يقوم عليها كتابها الجديد، وعن موقع هذا العمل ضمن مشروعها النقدي، كما تتوقف عند أثر الانفتاح على الفنون في توسيع آفاق تلقي القصيدة العربية اليوم.

* ما الفكرة الأساسية التي ينطلق منها هذا الكتاب في قراءته للقصيدة العربية المعاصرة؟

الكتاب هو امتداد لمشروع «الشعرية العربية المفتوحة الموسعة في الشعر العربي الحديث والمعاصر»؛ مشروع تبنيته منذ سنوات لعدم وجود إطار نظري تبنى عليه هذه الشعرية.
وهذا المشروع مجال شاسع لتقديم قراءة جديدة وموسعة للنص الشعري ومنفتح على مشاريع اشتغال مستقبلية، من خلال السعي إلى فتح آفاق جديدة في قراءة الشعر العربي، وهو ما تفتقر إليه ثقافتنا الشعرية العربية.
وقد تطرقت في القسم الأول من الكتاب إلى علاقة القصيدة بالسرد والفنون الأدبية الأخرى، بينما خصصت القسم الثاني لتجاور الشعر مع الفنون التشكيلية وشعريات الجسد، في سعي لمواكبة القصيدة العربية المعاصرة لأفق الحداثة الشعرية.

* كيف ترين موقع هذا الكتاب داخل مسارك البحثي في دراسة الشعر العربي؟

الكتاب يندرج في إطار مشروع الشعرية العربية المفتوحة الذي أشتغل عليه، وهو الذي قادني إلى دراسة الفن لمدة سنتين، والانفتاح على عوالم الفنون التشكيلية، وعلى المسرح، والسينما، والموسيقى..
وأساليب المقاربة تختلف من كتاب لآخر؛ من «الشعر المنثور والتحديث الشعري» إلى «الكتابة والأجناس»، و»شعرية الانفتاح ولا نهائية التأويل»، و»الشعر والغناء»، و»الشعر وأنسنة العالم»، وغيرها.

*إلى أي حد يسهم الانفتاح على الفنون الأخرى في توسيع آفاق تلقي القصيدة العربية اليوم؟

انفتاح الشعر على الأجناس الأدبية وعلى أنماط الفنون البصرية دليل على أن الشعر العربي الحديث والمعاصر يعيش تجربة الانفتاح على الفنون برؤية شعرية وتجربة مستقبلية منفتحة.
إن تأكيد التواشج والتجاور بين الشعر والفن لا يعني أن القصيدة الشعرية يمكن أن تمثل الصورة، أو تكون مطابقة لها. فهما لغتان مختلفتان في القواعد وطريقة التعبير، بحيث يظل كل منهما يحمل تميزه الخاص.
وهناك أيضا اختلاف بين المقروء والمرئي؛ فالصورة الشعرية تعبير وسيلته اللغة، أما الصورة التشكيلية فتستدعي الذاكرة البصرية، إذ إن وسيلتها الألوان والخامات الفنية. ومن هنا الحاجة الى خيال المتلقي وجهده لإعادة تشكيلها وإلى العين الرائية للنفاذ إلى أسرارها. فالفن حرية وابتكار.


الكاتب : أجرت الحوار: هند الصدقي

  

بتاريخ : 18/11/2025