الأمم المتحدة تكرم أزيد من ألفي عسكري مغربي ضمن القبعات الزرق

كرمت الأمم المتحدة، الجمعة الأخيرة، الآلاف من قواتها من حُفاظ السلام المنتشرين في جميع أنحاء العالم خدمة للسلام، بينهم عدد مهم من الجنود المغاربة الشجعان، وهي فرصة أيضا لتكريم أزيد من مليون من الرجال والنساء الذين عملوا تحت راية الأمم المتحدة بفخر وشجاعة منذ أول عملية نشر لحفظة السلام سنة 1948.

ويتم الاحتفال هذه السنة باليوم الدولي لحفظة السلام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك تحت شعار “حماية المدنيين، حماية السلام”، وهي مناسبة أيضا لتكريم أزيد من 3.800 من حفظة السلام الذين ضحوا بأرواحهم خدمة للسلام.
ويصادف يوم القبعات الزرق الـ29 من شهر ماي من كل سنة، بيد أن الأمم المتحدة اختارت إقامة الاحتفالات المخلدة لهذا الحدث أمس الجمعة.
وقد ويضع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إكليلا من الزهور، صباح أمس، تكريما لجميع حافظي السلام الذين فقدوا أرواحهم منذ سنة 1948، كما ترأس حفل منح ميدالية “داغ همرشولد” ل 119 جنديا وشرطيا ومدنيا قضوا خلال عمليات لحفظ السلام خلال سنتي 2018 و2019.
وأعرب غوتيريس، في رسالة بالمناسبة، عن “عميق امتنانه لأكثر من 100 ألف من حفظة السلام والمدنيين والشرطة والعسكريين، المنتشرين اليوم في جميع أنحاء العالم، وكذا للبلدان التي تقدم هؤلاء الرجال والنساء الشجعان والمتفانين”.
ويبرز من بين حفظة السلام الشجعان هؤلاء، قبعات زرق مغاربة تم نشرهم في إطار بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في إفريقيا، القارة التي تحرص المملكة المغربية، أشد الحرص، على استقرارها وتنميتها.
ومن ضمن مساهمة بنحو 2.150 من العسكريين المعينين لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في إفريقيا، يشكل الجنود المغاربة مكونا هاما في تواجد الأمم المتحدة في القارة، بهدف نبيل يتمثل في المساهمة في استقرار البلدان المعنية وأمن سكانها.
ويتصدر المغرب، بفضل هذا الانتشار الهام، قائمة البلدان العشرة المساهمة بقوات في بعثات الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا) وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو).
وخلال مشاركتها في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة منذ ستينيات القرن الماضي، كانت المملكة أول البلدان المساهمة من حيث القوات التي انتشرت في كوت ديفوار، وكذا في جمهورية إفريقيا الوسطى.
من جانب آخر، وبمناسبة الاحتفال باليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة الذي أقيم أمس، قررت المنظمة الأممية منح “ميدالية الكابتن مباي ديان للشجاعة الاستثنائية” للجندي الملاوي الراحل، تشانسيي تشيتيتي.
وتم إحداث “ميدالية دياني” سنة 2014 “لتكريم الأفراد النظاميين والمدنيين في بعثات حفظ السلام الذين يبدون شجاعة استثنائية”، وذلك على اسم الكابتن الراحل ديان الذي أنقذ مئات الأرواح عام 1994، قبل أن يقتل حينما كان يقوم بعمله كجندي أممي لحفظ السلام في رواندا.
وقد منحت الميدالية الأولى لعائلة الكابتن ديان تكريما له سنة 2016. وعلى الرغم من عدد الترشيحات البارزة على مدار السنوات الأربع الماضية، فإنها المرة الأولى التي يتم فيها تحديد عنصر من حفظة السلام وفت أعماله بمعايير جائزة الكابتن دياني ويتعلق الأمر بالراحل تشانسيي تشيتيتي.
وقال وكيل الأمين العام لعمليات السلام، جان بيير لاكرو، في رسالة بالمناسبة، إن “عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تنتشر في بعض من أكثر الأماكن تعقيدا وصعوبة، من أجل حماية الفئات الأكثر هشاشة في العالم”.
وأضاف “إننا نعمل بشراكة مع الدول الأعضاء لتنفيذ مبادرة الأمين العام، ‘العمل من أجل حفظ السلام’، بما في ذلك تحسين كيفية حماية المدنيين، الأمر الذي يقع في صميم عملنا”، مشيرا إلى أنه “بالنسبة لمئات الملايين، فإن حفظ السلام هو الأمل الأخير وهو بحاجة إلى دعمنا الكامل”.


الكاتب : نوفل النهاري

  

بتاريخ : 25/05/2019