الأنوار الزرقاء تنير مباني إدارية بالعاصمة الاقتصادية تخليدا لليوم العالمي للتوحد

حدث يهدف للتحسيس والتوعية بهذا المرض وباحتياجات المصابين به

 

يتعايش حوالي 400 ألف مغربي ومغربية مع تداعيات اضطراب طيف التوحد، في رحلة تهدف إلى التشخيص أولا ثم العلاج ثانيا، هذا الأخير الذي يسعى إلى التخفيف من حدة الأعراض وإلى تمكين المصابين من الاندماج، في الدراسة وفي مختلف مناحي الحياة اليومية، أخذا بعين الاعتبار أن هذا المسار تكون له كلفة صحية واقتصادية واجتماعية جد ثقيلة، تعمل عدد من الفعاليات المدنية على محاولة التقليص من حدّتها ووقعها على المرضى وأسرهم، من خلال البرامج التي تسطرها والخطوات التي تقطعها في هذا الإطار، كما هو الحال بالنسبة لجمعية أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة التي قطعت أشواطا جد مهمة في هذا الدرب، الأمر الذي مكّنها من أن تصبح نموذجا للاقتداء.
وبمناسبة اليوم العالمي للتوحد، الذي يصادف الثاني من شهر أبريل من كل سنة، ومن أجل التحسيس والتوعية بهذا المرض وباحتياجات المصابين به ولفت الانتباه إلى هذه الفئة من المجتمع، شاركت جمعية أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع أطفالها وبحضور عشرات من الأطر والآباء والأمهات والأطفال، المتوشحين بوشاح أزرق في تظاهرة «الانوار الزرقاء» التي نظمتها عمالة مقاطعة عين الشق بالدارالبيضاء، وهو التقليد السنوي الذي يتم خلاله إشعال الأضواء الزرقاء في أرجاء مبنى مقر العمالة، حيث تم في هذا الإطار إطلاق بالونات زرقاء وبيضاء، غطت سماء العمالة، بهدف لفت نظر وانتباه العموم إلى أن هناك أطفالا في المجتمع يعانون من اضطراب طيف التوحد، والذين يستحقون كل العناية والاهتمام، والتشخيص المبكر من أجل مساعدتهم على الاندماج في المحيط العائلي والاجتماعي.
وكانت جمعية أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قد أبرمت شراكة مع عمالة مقاطعة عين الشق لتمويل برتوكول التكفل بالأطفال التوحديين والأطفال الآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة المشابهة، ويتعلق الأمر بتمويل سنوي منذ سنة 2015 في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي ساهمت في بناء مركز اجتماعي للأطفال التوحديين بالنفوذ الترابي للعمالة في إطار اتفاقية الشراكة الموقعة سنة 2016، والذي أصبح يشكل اليوم نموذجا مرجعيا. وعلاقة بالموضوع شددت تورية مبروك رئيسة الجمعية، على أهمية هذا اليوم باعتباره مناسبة للتحسيس والتوعية باضطراب طيف التوحد، مشيرة إلى أن مركز أمل للأطفال الذين يعانون من طيف التوحد والإعاقات المتشابهة بعين الشق، هو أحد المراكز الخمسة لجمعية «أمل» بالدار البيضاء، الذي يستقبل ما يقرب من 120 طفلا يعانون من اضطراب طيف التوحد، مشددة على أهمية التشخيص المبكر للطفل الذي يعاني من طيف التوحد لأنه يتيح علاجه بشكل أفضل ويساهم في دمجه في المدارس العمومية.
وأوضحت مبروك بأن عددا من تلاميذ مراكز أمل للأطفال التوحديين والإعاقات المتشابهة تم دمجهم بالمدارس العمومية، وتمكنوا من الحصول على نتائج جيدة، مبرزة بأن المركز يقدم عددا من الخدمات، مثل حصص الترويض على النطق والحركة والمواكبة النفسية، ثم الأنشطة المتعلقة أساسا بالفنون التشكيلية والمسرح والموسيقى والمعلوميات، مشددة على ضرورة تغيير نظرة المجتمع إلى الطفل الذي يعاني من طيف التوحد.
وأشادت المتحدثة بالدعم الذي تقدمه عمالة مقاطعة عين الشق وباقي الشركاء، لمساهمتهم في الرفع من مستوى الخدمات المقدمة للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، وهو ما اعتبرته ما يعكس روح التضامن المجتمعي في ظل التحديات التي تواجه هذه الفئة، مبرزة بأن من بين أهداف الجمعية التقليص من الاضطرابات الحركية، بالاعتماد على الجانب النفسي، مع أخصائيين نفسانيين وحصص الترويض على النطق و حصص النفس حركي الحركة، إلى جانب تشخيص حالة الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد وتقييم قدراتهم المعرفية والحركية، حتى يتسنى لهم معرفة الطريقة التي سيتم التعامل بها معهم، لإخراجهم من الوحدة والعزلة التي يعيشون فيها، والتفتح على العالم الخارجي.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 08/04/2025