عاشت شوارع الدار البيضاء مطلع الأسبوع الجاري اختناقا كبيرا، زادت من حدّته الأوراش المفتوحة على امتداد تراب العاصمة الاقتصادية، التي أصبحت تفرض مرور سيارة واحدة بالكاد أو سيارتين على أقصى حد في الاتجاه الواحد، مما يؤدي إلى المزيد من الازدحام، الذي فرض نفسه كواقع على السير والجولان بالمدينة، بالرغم من كل المجهودات التي بذلتها عناصر أمن المرور لمحاولة ضمان نوع من الانسيابية وتفادي الاختناقات، الأمر الذي لم يكن هينا.
وعاشت في اليوم الأول من هذا الأسبوع شوارع تابعة لتراب آنفا والفداء مرس السلطان وعين الشق، مرورا بأحياء مختلفة، حالة اكتظاظ رهيبة، فرضت على مستعملي الطريق المكوث 3 إلى أربعة أضعاف مدة الانتظار المعتادة لعبور مقطع واحد، وهو ما يبين حجم الاكتظاظ والفوضى التي عرفتها شوارع المدينة. وضعية تنذر بمزيد من الاختناق انطلاقا من الأسبوع المقبل بعد التحاق التلاميذ بالمؤسسات التعليمية، خاصة وأن مواعيد الدخول والخروج في أغلبية هذه المؤسسات تتوافق مع مواقيت العمل التي تم إقرارها رسميا، وهو ما يعني المزيد من الجلبة، خاصة وأن هناك آباء وأمهات لديهم أكثر من إبن وابنة، في مدارس مختلفة، يتعين إيصالهم جميعا قبل الالتحاق بمقرات العمل، وبما أن التوقيت هو نفسه للتمدرس والعمل، فإن طرقات المدينة ستعرف مزيدا من التسابق لكسب مسافات إضافية، مع ما يعني ذلك من تبعات مفتوحة على كافة الاحتمالات.
ودعا عدد من سكان الدارالبيضاء في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» إلى مراجعة المؤسسات التعليمية مواعيد دخول وخروج التلاميذ، واعتماد جدولة توقيت معقلنة، تأخذ بعين الاعتبار خصوصية العاصمة الاقتصادية والإكراهات التي تعرفها طرقاتها المختلفة، حتى يتسنى التوفيق مع مواعيد العمل، بشكل يسمح بالتنقل بين مختلف هذه الفضاءات بعيدا عن أجواء التوتر والضغط التي تتسبب في مشاحنات وشجارات وحوادث مختلفة. وأكد عدد من الآباء في تصريحاتهم أن المؤسسات التعليمية التي لن تقوم بهذا التغيير مدعوة لفتح أبوابها بشكل مبكر وتوفير الحراسة من أجل استقبال التلاميذ، مشددين على أن حركة السير والجولان في المدينة تعرف اختناقا والتنقل بين أحيائها وشوارعها لا يتم بشكل سلس، لا سيما في ظل الأشغال المفتوحة وتلك المتوقفة، وهو ما يزيد من معاناة الجميع، سواء الذين يتوفرون على مركبات خاصة بهم، أو الذين يضطرون للبحث عن أكثر من وسيلة نقل لقضاء أغراضهم.